وسع الحوثيون نطاق سيطرتهم على المدن والمحافظات اليمنية، حيث اقتحموا القاعدة البحرية في مدينة الحديدة بعد سيطرتهم على الميناء، فيما دخلت القبائل على خط المواجهة في الاشتباكات الدائرة بين المسلحين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة.
وفي وقت بسط المسلحون الحوثيون، سيطرتهم على منفذ «حرض» القريب من الحدود السعودية وانتشروا في المدينة الواقعة بمحافظة حجة شمال غربي البلاد، أعلن تنظيم القاعدة انسحابه من منطقة العدين بمحافظة إب بعد السيطرة عليها لعدة ساعات مساء امس الاول، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية.
وجاء ذلك فيما شهدت عدة محافظات اتساع رقعة المعارك بعد دخول القبائل على خط المواجهة في الاشتباكات الدائرة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
وقد لقي مسلحان اثنان من الحوثيين مصرعهما في هجوم لمسلحين بمحافظة إب، كما لقي أحد عناصر تنظيم القاعدة مصرعه وأصيب آخر في اشتباكات مع قوات الأمن اليمنية في مدينة تعز، كذلك اسفرت اشتباكات بين الحوثيين والقبائل عن مقتل 3 اشخاص على الاقل في محافظة إب.
وفي غضون ذلك، حذرت مصادر ديبلوماسية غربية من تداعيات للأزمة اليمنية على الامن الاقليمي والدولي، ، مشيرة الى ان هذه الأزمة بإمكانها إنتاج كارثة إنسانية تدفع اعدادا ضخمة من اللاجئين للنزوح عبر الحدود، كما ان تفكك السلطة الحكومية بمقدوره تهديد امن الطرق البحرية بخليج عدن والبحر الاحمر، خاصة باب المندب، احدى اكثر نقاط العبور حساسية على مستوى النقل البحري العالمي.
ولفتت المصادر ذاتها الى انه يمكن لغياب السيطرة باليمن ان يسفر عن وقوع جزيرة سقطرى وجزر اخرى أصغر بخليج عدن والبحر الاحمر في ايدي جماعات ارهابية على شاكلة تنظيم «داعش».
وكان الحوثيون قد سيطروا بشكل مفاجئ، امس الاول، على قاعدة جوية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، ما دفع قائد القاعدة فيصل الصبيحي لتقديم استقالته، احتجاجا على ما قال إنها تسهيلات تلقاها المسلحون الحوثيون ومكنتهم من السيطرة على القاعدة، بحسب ما نقل عنه مصدر عسكري.
كما اقتحم الحوثيون منزل محافظ ذمار، اللواء يحيى العمري، الذي يتواجد في مسقط رأسه بمديرية الحداء خارج المحافظة بعد تقديم استقالته.
وفي تعز، عقد اجتماع واسع ضم مسؤولين وقادة سياسيين وشخصيات اجتماعية أقر رفض السماح بدخول المسلحين الحوثيين أو غيرهم الى المدينة.
وطالب المجتمعون بالحفاظ على أمن واستقرار المدينة من أي تهديدات، خصوصا بعدما طلب الحوثيون إرسال عناصر مسلحة يطلق عليها «اللجان الشعبية» إلى تعز بذريعة حفظ الأمن في المدينة.
ودعا المشاركون في الاجتماع الدولة إلى تحمل مسؤولياتها بحماية المواطن وفرض نفوذها، وأكدوا أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق الأجهزة الأمنية فقط، وليس هناك أي داع لوجود لجان شعبية.
إلى ذلك، اعلنت مكونات بالحراك الجنوبي، تشكيل هيئة عليا للتنسيق وإدارة ما تقول إنها «ثورة تحررية»، للانفصال عن الدولة اليمنية.
وقال 13 مكونا من مكونات الحراك في بيان إنهم «اتفقوا على إعلان هيئة تنسيقية عليا لمكونات الحراك الجنوبي، تعمل بشكل مشترك ودائم لإدارة ثورة التحرير الشعبية، وتشرف على إنجاز الفعل النضالي في مرحلته الحالية».
وذكر البيان أسماء المكونات الموقعة عليه، وأبرزها: المجلس الأعلى للثورة الذي يتزعمه الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، ومؤتمر القاهرة الذي يقوده الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ، إضافة لفصيل آخر يتزعمه القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم.
من جانب آخر، هدد الشيخ صلاح باتيس عضو هيئة مراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بالاستقالة إذا تم اقتحام ساحة العروض بعدن وفض اعتصامها.
وقال باتيس في صفحته على موقع «فيسبوك» إن لديه معلومات بأن هناك قوة أمنية تهدد باقتحام ساحة العروض بعدن لفض اعتصام للحراك السلمي الجنوبي الذي تقرر إقامته منذ فعالية 14 أكتوبر الجاري.
ودعا باتيس كل برلماني وعضو في الحكومة مجلس الشورى أو لجنة صياغة الدستور أو اللجنة العليا للانتخابات أو مجلس محلي من أبناء الجنوب إلى إعلان استقالة جماعية «فيما لو حدثت أي حماقة من هذا النوع».
وكانت أصوات إطلاق نار كثيف، قد دوت ظهر امس، في محيط ساحة العروض بمدينة خورمكسر، وسط محافظة عدن حيث يعتصم أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
وقال شهود عيان، لمراسل الأناضول، إن إطلاق نار وقع بالقرب من ساحة الاعتصام لكن دون أن تعرف أسبابه أو الجهة التي تقف وراءه.
ويعتصم أنصار للحراك الجنوبي، في ساحة العروض بخورمكسر، منذ الثلاثاء الماضي، مجددين مطالبتهم بالانفصال وإنهاء الوحدة اليمنية التي أعلنت بين شمال اليمن وجنوبه عام 1990. ويتهم الحراك حكومات صنعاء المتعاقبة بتهميش الجنوبيين، وهو ما تنفيه تلك الحكومات التي يمسك الجنوبيون بمواقع حساسة فيها.