يكفي لأي باحث ان يتقصى خطوط الإمداد المالي والعقائدي واللوجستي لعصابات الإرهاب التكفيري في المنطقة ليدرك مهزلة التحالف الذي هرب إليه الرئيس الأميركي باراك اوباما بعيدا عن مجلس الأمن الدولي وخوفا من مذلة الهزيمة امام الرئيس بشار الأسد في حال سلك الإمبراطور الأميركي التائه طريق الانقلاب المفاجئ نحو التحالف مع سوريا وشركائها الجديين في محاربة الإرهاب بعد حرب كونية فاشلة كان هدفها المركزي إسقاط الدولة الوطنية السورية.
أولا: «يعترف» أوباما بإساءة تقدير المخابرات الأميركية لقوة «داعش» في سوريا يا له سوء تقدير. فالولايات المتحدة وحلفاؤها في دول «الناتو» وعملاؤها في المنطقة هم الذين استحضروا الإرهاب التكفيري إلى سورية و«أعادوا توجيه» القاعدة وزمر «الأخوان المسلمين» في المنطقة والعالم إلى غاية محددة هي تدمير سوريا واقتصادها وضرب جيشها ومؤسساتها وقد وظفت المليارات بإشراف واشنطن لهذه الغاية .
كان الجنرال بيترايوس مدير المخابرات المركزية السابق يقود بنفسه عملية التحشيد بالاشتراك مع تركيا وقطر والسعودية ويوزع الأدوار، وقد سخر بيترايوس الكثير من الجهد الاستخباراتي الأطلسي والمال الخليجي لحشد انصار التكفير من جميع انحاء العالم إلى سوريا بواسطة جمعيات دينية محتضنة من حكومات تركيا وقطر والسعودية وهي تحظى بالحماية في جميع دول الغرب وخصوصا في فرنسا وبريطانيا وأستراليا وبلجيكا والدانمارك وألمانيا منذ حملات «الجهاد» إلى أفغانستان ثم إلى البوسنة والهرسك قبل اكثر من عشرين عاما ويمكن لمن يتابع تقارير وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الأميركية خلال السنوات الأربع المنقضية ان يكتشف التقسيم الوظيفي في رعاية الإرهاب الذي وضعته الولايات المتحدة للثلاثي الإقليمي التابع : تركيا وقطر والسعودية.
ثانيا: الدوحة تقدم الرعاية والاحتضان الكلي لـ «القاعدة» وفصائلها ومن يتابع عمليات خطف الرهائن الأجانب التي تقوم بها «جبهة النصرة» مؤخرا يصل إلى جيب وحضن حكومة الشيخ تميم الذي أقسم يمينا كاذبا في حضرة المستشارة الألمانية لينفي علاقة حكومته بعصابات الإرهاب المجرمة وبفروع شبكة القاعدة.
يمكن للباحث ان يكتفي بدراسة اكاذيب «قناة الجزيرة» ودورها التحريضي لمصلحة الإرهاب التكفيري كدليل لا يقبل الجدل فقد ساهمت الرواية المفبركة التي روجتها «الجزيرة» ووسائل الإعلام الأخرى التي غمرتها العطايا القطرية حول الأحداث السورية في عمليات مدبرة لتوريط العديد من السوريين في حمل السلاح وفي تلبية نداءات زمرة «الأخوان المسلمين» الإرهابية وفي الحشد والتعبئة لمصلحة شبكات الإرهاب التي ألبست قناع الجماعات الثورية بفضل خرافات المدعي التافه عزمي بشارة وسواه من جوقة مكتب التواصل الأميركي الذي يقوده آدم إيرلي من دبي ومن سائر ادوات إعلام النفط السعودي والقطري من كتبة ومتعهدي إتلاف العقول لحساب الحلف الأميركي – الصهيوني وعبيده الصغار.
ثالثا: اما تركيا وبالتكليف الأميركي فقد جمعت بين عصابات «الأخوان» و«تنظيم داعش» في وظيفتها القذرة لتدمير سورية ونهبها ويمكن للسيد باراك اوباما بقليل من البحث في التقارير الموجودة على مكتبه دون شك ان يكتشف المهمة التي عهدت بها إدارته إلى سلطان الوهم العثماني وزعيم خطة الأخونة الفاشلة في المنطقة رجب أردوغان في رعاية «داعش» ودعمه وتدريب عناصره وتمويله بمبيعات النفط المسروق من سورية والعراق والذي تشتريه بلا مصادفة شركات اميركية وإسرائيلية يعلم المسؤولون الأميركيون عناوينها دون شك .
أوباما هو من أوكل لمملكة الرمال حصن التكفير الوهابي ومرجعيته العقائدية مهمة تشبيك الفصائل القاعدية العراقية بجماعات من التكفيريين في سورية ومدها بالمال والسلاح لتكوين «داعش» بالمشاركة مع تركيا وقطر.
رابعا: كل ما تقدم غيض من فيض تعرفه المخابرات الأميركية ويعرفه اوباما الذي كان يراهن ان يفلح ذلك الحشد كله في إسقاط الدولة الوطنية السورية وهنا بالضبط أساء وعملاءه وأجهزة إدارته في تقدير الموقف فهو لم يقدر جيدا صلابة الجيش العربي السورية وقوة الدولة الوطنية السورية ومصداقيتها وحجم ثقة شعبها بها وكانت مفاجأته الصاعقة في «براعة وثبات وبصيرة وحكمة ودهاء» القائد المقاوم الرئيس بشار الأسد وتلك صفات ليست من اختراعنا بل يرددها الإعلام الغربي في حديثه يوميا عن الرئيس الأسد وفي معرض الاعتراف بفشل العدوان على سوريا.
سوء التقدير ما زال يتحكم بإدارة اوباما التي كلما تحركت بعنوان احتواء الفشل وقعت في ورطة جديدة وهي اليوم تشن حربا جوية تحت «يافطة» مكافحة الإرهاب مقرونة بقرار مواصلة العدوان على سورية عبر عصابات المرتزقة من «الكونترا» السورية التي لن تكون أفضل حظا من جماعات التكفير والإرهاب الأخوانية التي اعاد الأميركيون وعملاؤهم طلاءها بألف لون ولون وسرعان ما تكشفت عن جوهرها الإرهابي والبربري، خلف سوء التقدير أجندات خفية فيها صفقات سلاح ونفط ونهب فالحروب مواسم متصلة من السرقة والسمسرة عند الإدارات الجمهورية والديموقراطية على السواء واوباما الذي خان جميع مزاعمه بعد السقوط الشائن لسلفه دبليو بوش يجيد حفر الهوة التي ستكون فيها نهاية مغامرته العاثرة على أرض سورية.
غالب قنديل
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...