شهدت الساحة الطرابلسية مؤخرا تظاهرات صاخبة خرقت اجواء الهدوء والاستقرار الذي تنعم به طرابلس منذ تطبيق الخطة الامنية وتفكيك المجموعات المسلحة وتسليم قادة المحاور انفسهم.
ما شهدته طرابلس جاء على خلفية توقيف سلفيين ما لبثت الاجهزة المختصة ان افرجت عنهما بعد التظاهرات التي شهدتها المدينة الامر الذي فسر ان السلطات الرسمية خضعت لواقع الامر منعا لحدوث مشاغبات ووأدا لفتنة بدأت تطل برأسها وتهدد الخطة الامنية. سيما وان بعض القوى الاصولية بدأت تستعيد انفاسها على وقع احداث الموصل وتتلقى اشارات خارجية تهدد امن لبنان واستقراره، من خلال اجواء التحريض المذهبي التي عادت من جديد تأخذ حيزا في مسار الحركات الاصولية.
التظاهرات التي حصلت والتصريحات والمواقف بدت وكأنها تلقت تعليمات من «مايسترو» واحد، واللافت ان بعض مواقف السياسيين حاول ان يلقي باللائمة على وسائل اعلامية متهما اياها بأنها تسعى لوسم طرابلس بالارهاب والتطرف، متجاهلين كل مشاهد الحركات التي كانت واضحة المعالم في شوارع واحياء طرابلس بدءا من رفع رايات «داعش» و «النصرة» وصولا الى هتافات دعت الى اعلان الجهاد، فقد كان هتاف: «الشعب يريد الجهاد» وهتاف: «الدم السني عم يغلي غلي»، في التظاهرات التي حصلت لم تكن سرية بل كانت رسائل صارخة ولا تخفي اهدافها وهي كافية للمراقب ان يرى فيها استعادة لمشاهد التطرف، حتى ان ما ادلى به يوم امس احد النواب الشماليين مهددا بأن ما حصل في الموصل سيحصل في لبنان كان عبر وسائل الاعلام وهو في حد ذاته اشارة الى نسف الخطة الامنية واعادة مشهد الفلتان الامني الى طرابلس.
كانت الكلمات التي القيت في التظاهرات خلال اليومين الماضيين عنيفة للغاية وحملت في مضامينها لغة مذهبية واضحة، استدعت من السلطات الرسمية الى الافراج عن الموقوفين وهي بذلك تزيل كل المبررات التي قد تبحث عنها قوى اصولية خارجية لها امتداداتها الداخلية.
جرت محاولات لازالة الرايات القاعدية من بعض احياء طرابلس حرصا على الامن والاستقرار حتى هذه المحاولة جرى استغلالها من قوى وجهات متطرفة بأنها اعتداء على الشعارات الدينية الاسلامية، بالرغم من كون هذه الرايات باتت ذات صلة بحركات متطرفة ولا تمت باية صلة الى الروح الاسلامية المعتدلة السمحاء.
لقد اعادت الخطة الامنية طرابلس الى مسارها الوطني والى اعتدالها والخطة الامنية وحدها التي نشرت الامن والاستقرار واعادت لطرابلس صورة الاسلام المعتدل والوسطي، غير ان ما جرى ردا على توقيف متهمين هو الذي اعاد صورة الارهاب والتطرف الى المدينة بفعل ما جرى من ممارسات حسب ما قاله قيادي طرابلسي استغرب ان يحاول بعض قيادات طرابلس من اعادة مشهد التطرف الى المدينة.
وما حصل في الساعات الاخيرة من توقيف لخلايا ارهابية كان اشارة اخرى الى خطر داهم في طرابلس والشمال وتوقيف هذه الخلية دليل على السهر الامني في اكتشاف مثل هذه الخلايا.
اما على صعيد انصار قادة المحاور الذين سلموا انفسهم فقد وجدوا في اطلاق سراح الموقوفين الاخيرين سببا لاعلان مواقف تطالب باطلاق سراح الجميع وانه لا يوجد «موقوفين بسمن وموقوفين بزيت». وان هناك من مضى على توقيفه اكثر من سبع سنوات وقد ابدوا استغرابهم لحماس بعض القوى حيال موقوفين اثنين خلال ثلاثة ايام فيما الاخرون قابعون في السجن منذ سنوات. وان هذا الامر سيدفع ببعض المجموعات الى مواصلة حركاتهم في الايام المقبلة على حد قولهم للضغط بغية اطلاق سراح الجميع.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...