بعيدا عن غوغائية المزايدات الشعبوية الضيقة التي لا تتجاوز حدودها سقف تسجيل النقاط من قبل هذا الفريق على ذلك الفريق في موضوع التمديد لمجلس النواب الذي بات حقيقة وواقعاً لفترة سنتين وسبعة أشهر، توقفت مصادر وسطية بارزة عند المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في فضاء الأوضاع السياسية الداخلية المثقلة بالخلافات والإنتكاسات والإنقسامات الحادة، وهذه المؤشرات الإيجابية بحسب المصادر تمثلت في الموقف الشجاع المسؤول والمتقدم لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عشية العاشر من محرم، عندما بادر إلى توجيه التحية إلى تيار المستقبل وزعيمه وأهالي طرابلس والشمال، ومشايخ الطائفة السنية الكريمة وذلك من موقع القوة والثقة العالية بالنفس بعد الإنتصارات المتتالية التي حققها حزب الله في حربه على الإرهاب التكفيري في لبنان وخارجه، وبعد العملية النوعية للحزب في مزارع شبعا التي أكدت على جهوزية المقاومة في مواجهة أي خطر اسرائيلي وبالتالي تثبيت قوة الردع اللبنانية القائمة على معادلة توازن الرعب بين جانبيَ الحدود للبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
واشارت المصادر الى ان هذه الإنتصارات لحزب الله على الإرهاب التكفيري في لبنان وسوريا ورسائله الحازمة والقوية باتجاه اسرائيل، يكون حزب الله قد ساهم بالناي بلبنان عن أهوال المحيط والجوار لا بالكلام ولا بالبيانات ولا بالتصالريح بل بالقوة العسكرية الميدانية التي لا يفهم غيرها التكفيريون والإسرائيليون، وبالتالي أن هذه المظلة الأمنية الداخلية التي توفرها مظلة معادلة الشعب والجيش والمقاومة باتت تتطلب مظلة سياسية قادرة على ملاقاة انجازات الحزب من أجل ترسيخ وتحصين الجبهة الداخلية كي يكون لبنان الداخل قادراً على تجاوز المخاطر والتحديات الراهنة والقادمة عليه بأقل الأضرار الممكنة على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي.
المصادر أكدت أن أهمية هذه المبادرة الإيجابية لأمين عام حزب الله تكمن في أنها تأتي بعد الموقف المهم للرئيس سعد الحريري عقب احداث طرابلس، والذي سبق ان اطلق مثيلا له عقب احداث عرسال، ما يعني وبحسب المصادر عينها أن هذه الرسائل الإيجابية قد كسرت الجمود الحاصل وفتحت الافاق أمام التسوية المطلوبة لحلحلة كافة الملفات والإستحقاقات العالقة والتي يأتي في مقدمها الإستحقاق الرئاسي الذي لا يمكن أن يتم انجازه أبدا على قاعدة الربح والخسارة لهذا الفريق أو ذاك بل فقط على قاعدة التوافق الذهبية التي يقوم عليها نظام لبنان وميثاقه الوطني، ولا تستبعد المصادر بأن تكون تسوية التمديد التي سرت مفاعيلها على المجلس النيابي ليست سوى خطوة ثابته على خط التحضير للتسوية الكبرى التي من شأنها أن تنهي الفراغ الرئاسي كما من شأنها أن توفر التوافق المطلوب حول قانون انتخابي جديد يحظى بموافقة وقبول معظم الأفرقاء في وطن الارز.
ولفتت المصادر الى أن هناك قيادات سياسية رفيعة المستوى تعمل بشكل حثيث في كواليس الأروقة السياسية على توسيع هامش هذه الإيجابية التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية وذلك من أجل تذليل العقابات التي لا تزال تحول دون فتح قنوات حوار مباشرة بين تيار المستقبل وحزب الله من شأنها أن تتوج بعقد لقاء قمة بين الرئيس سعد الحريري وبين السيد حسن نصرالله. المصادر أكدت أن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط هما من أكثر القيادات الذين يعملون في السر ويبذلون كل الجهود الممكنة من أجل فتح كوة في جدار التباعد الحاصل بين تيار المستقبل وحزب الله، وهما أي بري وجنبلاط يسعيان بكل الإتجاهات من أجل حصول مثل هذا اللقاء بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله نظرا لمعرفتهما بمدى أهمية هذا اللقاء على لبنان وملفاته وقضاياه العالقة بشكل عام ونظرا ايضا لمعرفتهما بمدى الإنعكاسات الإيجابية لمثل هذا اللقاء على الشارع الإسلامي – الإسلامي المحتقن والذي يحتاج إلى مثل هذا اللقاء لتنفيس الإحتقان الخطير القائم وذلك من أجل قطع الطريق على كل متربص يسعى إلى إستدراج الفتنة المذهبية السنية – الشيعية إلى لبنان.
المصادر أشارت الى أنه خلافا لما يظن البعض فأن حصول مثل هذا اللقاء بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله لم يعد مستحيلا بل على العكس فإن ثمة معطيات عديدة تشير أن حصول مثل هذا اللقاء ممكن في أي لحظة، خصوصا أن القوى الإقليمية المعنية بمثل هذا اللقاء لن تعارض ولن تعرقل حصوله في حال توفرت الظروف المناسبة لعقد مثل هذا اللقاء الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز أمن واستقرار لبنان ومنع انزلاقه نحو آتون الفوضى والفتنة، سيما أن المملكة العربية السعودية وإيران على الرغم من تباعدهما واختلافهما حول العديد من القضايا والملفات على أكثر من ساحة إقليمية إلا أنهما متفقتان على تحييد لبنان وتثبيت أمنه واستقراره في هذه المرحلة التي لا مصلحة للدولتين أن يكون هناك انفجارا في لبنان بخلفيات مذهبية سنبية – شيعية يسعى الطرفان إلى تجنبها في كافة المنطقة نظرا لخطورة مثل هذه الفتنة على الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي.
وتعليقا على السجال الدائر حول موضوع التمديد للمجلس النيابي، أعتبرت المصادر أن انهاء الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا لن يأتي أبدا لا بالمزايدات الشعبوية في الشارع المسيحي التي تستحضر بحملاتها الشعواء حرب الإلغاء التي وقعت بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في 31 كانون الثاني 1990 والتي انتهت إلى إضعاف المسيحيين وتدمير مناطقهم، كما أن انهاء حالة هذا الفراغ الرئاسي لن يأتي بالصراخ والتهديد بالعصا من وراء البحار وكأن لبنان والمسيحيين لا يزالون في مرحلة الصلاحيات والإمتيازات الذهبية التي منحت لهم بفضل الأم الحنون فرنسا في مطلع القرن الماضي. مضيفة أن انهاء حالة الفراغ في سدة الرئاسة في الوضع الراهن هو أمر شبه مستحيل في ظل الصراعات والمواجهات الدولية والإقليمية المحتدمة في المنطقة والتي تنعكس بسلبياتها على الملف الرئاسي في لبنان الذي يحتاج كما يعرف الجميع إلى توافق دولي وإقليمي ليس متوفراً في المندى المنظور، إلا أن هذه الإستحالة في انهاء الفرغ الرئاسي يمكن تجاوزها فقط في حالة واحدة وذلك من خلال ترتيب الأجواء والمناخات المناسبة التي تؤدي إلى لقاء مباشر بين السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري كمنطلق للدخول في حوار جدي مفتوح يؤدي إما إلى انهاء الخلافات أو على الأقل تنظيم بعض الخلافات التي لا يمكن التوصل إلى اتفاق عليها في المرحلة الراهنة، مشددة على أن مثل هذا الحوار بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله هو أكثر من ضروري في هذه المرحلة للبنان ولمسألة انهاء حالة الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وذلك من أجل عودة الإنتظام لعمل إدارات ومؤسسات الدولة اللبنانية وفقاً لما تنص عليه القواعد والنصوص الدستورية والقانونية المرعية الإجراء، ووفقا لما تتطلبه ميثاقية النظام اللبناني من شراكة حقيقية لكافة المكونات الإجتماعية في إدارة دفة الحكم والسلطة في لبنان.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...