جديد، منطقة مختلفة، عالم لا يمكنه التجاهل، فهذا هو اليمن الذي نشروا له صورة
نمطية بين القات والقاعدة، يقدم نموذجاً يشبه تاريخه، حيث فشل الاستعمار البريطاني
من تخطي مرفأ عدن، وقبله الاحتلال العثماني من الدخول على رغم يافطة الخلافة، وحيث
الإسلام يصعب تصنيفه على المذاهب المتعارف عليها بتقاليدها التصادمية، والوهابية
حركة هامشية، وحيث جمال عبد الناصر حي في الوجدان، وحيث الأهم حركة سياسية اجتماعية
ناضجة تقدم النموذج لكلّ الخليج.
اليمن على بوابة باب المندب، والمحيطين الهادي والهندي، وصولاً إلى قناة السويس،
هو اليمن المتوغل في السعودية سكاناً واقتصاداً وجغرافياً، وهو اليمن القوة
السكانية والجغرافية في الخليج.
مع ما جرى في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء العاصمة، وانهيار نظام الحكم
الذي ركّبه السعوديون، بتسوية سقطت أمس، ولد اليمن الجديد.
واشنطن والرياض في نيويورك تتجهان نحو مفاوضة طهران، بلغة غير التي أعدّتها
وزارات ودراسات واستخبارات لهذا التفاوض، فقد تغيّر كلّ شيء من اليمن.
الخليج يدخل عهد الحركات الشعبية رغماً عن الممالك والإمارات، وتقترب ساعة
التغيير، بينما لبنان يراوح في الضياع، بلا قرار، يتلقى عسكرييه المذبوحين عاجزاً
عن تصعيد عسكري، يستدعي تعاوناً علنياً وعملياً مع سورية لا يزال ممنوعاً بقرار
سعودي، بينما ينتظر اللبنانيون ابتزاز المسلحين والقرار بمصير العسكريين صار قطرياً
تركياً.