السيسي «أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي
المصري».
وقال في حوار مطول مع صحيفة «عكاظ» السعودية نشرت الجزء الثاني منه امس:«إننا في
مصر لا نلتفت كثيرا إلى أي محاولات يائسة للتشويش على دورنا الإقليمي في المنطقة،
ولاسيما في القضية الفلسطينية التي ستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة
اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، وعلى الرغم من محاولات عرقلة وتعطيل الدور
المصري التي جاءت من هنا أو هناك، فإننا توصلنا في النهاية إلى وقف لإطلاق النار
وإقرار للهدنة، فضلا عن تحقيق المصالحة الفلسطينية، وسنمضي في طريقنا إن شاء الله
وصولا لتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لمبادرة السلام العربية».
ورأى أن هناك «أطرافا» تبحث «عن دور ما لها في المنطقة، وتحاول بطرق شتى أن توجد
لنفسها موطئ قدم على خريطة القوى الفاعلة، وتلك الأطراف كانت تظن – خطأ – أن إنشاء
نظام إقليمي جديد سيتيح لها الفرصة لممارسة دور رائد إقليميا.. وكانت النتيجة كما
نرى جميعا.. حروبا أهلية.. نزاعات طائفية ومذهبية.. وشعوبا تدفع الثمن.. وظهرت هذه
الأطراف على حقيقتها».
وأكد أن «هناك ضرورة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود الرابع
من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهناك احتياج إسرائيلي للشعور بالأمن
وتحقيقه، ومن ثم فإن التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقا
أصيلا للشعب الفلسطيني وتصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي».
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قال: «الجيش المصري بخير دائما.. وأود أن أوضح أن
مصر تؤكد على أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فقط على الشق
العسكري، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي».
وفي سياق متصل، قال الرئيس المصري إن بلاده تتوقع دعما غير تقليدي من أصدقائها
وشركائها في مكافحة الإرهاب، معتبرا أن هناك حاجة لتضافر جهود المجتمع الدولي
للقضاء على الإرهاب.
وبحسب بيان لعلاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية فإن السيسي قال خلال
استقباله جاكوب ليو وزير الخزانة الأميركي امس الاول، إن «هناك حاجة لتضافر جهود
المجتمع الدولي من أجل القضاء على الارهاب».
وأضاف السيسي أن «مصر تتوقع دعما غير تقليدى من أصدقائها وشركائها في هذا الصدد،
ليس فقط على الصعيد الأمني وإنما الاقتصادي أيضا».
وبحسب المتحدث الرئاسي، فقد تناول لقاء السيسي والوزير الأميركي الجهود المصرية
المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف، لافتا إلى الرؤية الشاملة التي تنتهجها مصر إزاء
مكافحة الإرهاب من خلال إعمال القانون والتعامل الأمني والعسكري.
وأشار المتحدث إلى أن الوزير الأميركي قدم التعازي للرئيس المصري في شهداء
العمليات الإرهابية التي وقعت في شمال سيناء مؤخرا، مشيرا إلى ثقة بلاده في قدرة
مصر على مواجهة الإرهاب، وأنه جار توريد طائرات الأباتشي إلى مصر للمساهمة في
الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب في سيناء.
من جهته، أعرب ليو عن حرص الولايات المتحدة على تطوير علاقاتها مع مصر
واستعادتها لمسارها الطبيعي بشكل كامل، لاسيما في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى
الارتباط الوثيق بين التنمية الاقتصادية والأمن، ونقل بيان المتحدث الرئاسي المصري
عن الوزير الأميركي قوله إن «إقامة اقتصاد قوي يستند إلى بيئة آمنة ومستقرة سيساهم
في جذب الاستثمارات الأجنبية».