ليس في مسألة النازحين السوريين المصيرية جانب من الحب او الكراهية انما مقاربة وطنية وجودية ذلك ان للتأثير السوري والوافدين من الحرب هناك ضغوطاً متزايدة على وجود الكيان اللبناني من جهات عدة، وبالرغم من كون لبنان ضعيفاً وبالكاد يستطيع ان يتسع لابنائه معيشياً، واقتصادياً وامنياً واجتماعياً وهي مجتمعة تنهي ما تبقى من البلد ومكوناته الاساسية. وبعيد اربعة اشهر من اندلاع الازمة السورية في العام 2011 كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعلن من مدرسة الوردية في جبيل ما يلي : ان هذا الربيع العربي تحول الى شتاء بكل ما في الكلمة من معنى، ومع بدء تدفق النازحين السوريين بالكاد كانت هناك مواقف اسلامية واضحة ازاء هذا الكم الكبير الذي ناهز الملايين دون ضوابط وصولاً الى دخولهم الى كل حي ودسكرة في البلاد وباتوا يأكلون لقمة اللبناني حسب ما قال المطران منجد الهاشم وزاد اسقف بعلبك – الهرمل سابقاً: انهم يأكلون خبزنا ويقتلوننا.
كل هذه المواقف يضاف اليها ما كان قد حذّر منه مراراً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين كان رئيساً لتكتل التغيير والاصلاح داعياً الى تنظيم دخول النازحين السوريين ووضعهم في مخيمات ومراقبتهم فتم اتهامه آنذاك بالعنصرية، وكذلك فعل نواب وفعاليات سياسية ونيابية ووزارية ولكن جميعها كانت مسيحية ؟! هل هي صدفة، ان يكون معظم من حذر من خطورة الوجود السوري في لبنان من المسيحيين؟
يجيب مصدر مسيحي نيابي بالقول: لا ليس من عامل الصدفة ابداً ان يتم رفع الصوت ازاء ما حصل ويحصل فالبلد له من التجارب المرة والمؤلمة الكثير من الشواهد الدموية مع دخول الفلسطينيين المفترض ان يكون مؤقتاً الى حين عودتهم وها هي تمر السنوات السبعين وما زال الفلسطينيون في لبنان وازداد عددهم ليصل الى مئات الالاف مع ما خلفه هذا الوجود من حروب داخلية وخارجية مع اسرائيل، وما ينقص كان توافد مليوني سوري في بلد لا يتعدى عدد سكانه الاربعة ملايين نسمة وهو بالكاد باستطاعته العيش وصولاً الى توزع هؤلاء السوريين في كافة قطاعات العمل ابتداء من الزراعة وصولاً الى الطب دون اي مسوغ قانوني، ويقول المصدر المسيحي ان السوريين دخلوا الاردن وتركيا بالموازاة مع توافدهم الى لبنان ولكن السلطات هناك اقامت لهم مخيمات مراقبة على الدوام من قبل الاجهزة الامنية فيما الوضع لدينا يتلخص بالمشهد الاخير الذي حصل في بلدة عرسال حيث فجر خمسة انتحاريين انفسهم دفعة واحدة بالجيش اللبناني لمجرد تنفيذ الجيش عملية امنية، فكيف اذن لو ارادت السلطات في لبنان تنظيم ومعرفة هوية الساكنين في مخيمات البقاع وعكار والجنوب والمنتشرين في بيروت وجبل لبنان بين المنازل؟ فما الذي كان سيحصل؟ لا شك يضيف هذا المصدر ان تواجد الخلايا الارهابية يمكن ان يكون في كل حي في لبنان وينتظرون الاوامر بعد هزيمتهم في كل من سوريا والعراق الى تأسيس دويلة صغيرة او كبيرة لهم في لبنان بديلاً عن دولة الخلافة في العراق والشام، ولكن يبقى ان لا يكون الصوت احادياً من خطورة هذا الوجود على كافة الصعد مطالباً بوضوح الرأي لدى الشركاء في الوطن، وهل هم متضايقون من هذا العدد المخيف من السوريين واكثر من نصفهم مسلح وانتحاري؟ ام ان مسألة انتظار رؤية المشهد السوري برمته كي يبنى على الشيء مقتضاه وعندها ووفق غياب اي حل في سوريا يكون لبنان قد دخل في غيبوبة هذا التقاتل الحاصل في الشرق ودوامة الدم التي لا تنتهي، وثمة سؤال واضح للمصدر النيابي المسيحي ملخصه التالي: في اي وقت سيتم بحث هذا الانفلاش السوري، ومعالجته باقصى سرعة قبل ان يندم المسيحيون والمسلمون على ما تبقى من لبنان.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...