ارتفع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ يوم امس الى 25 شهيداً ونحو 200 جريح. وواصلت الطائرات الحربية الاسرائيلية غاراتها على من القطاع اذ استهدفت مقاتلات الاحتلال مناطق عدة من غزة واغارت على منازل لنشطاء فلسطينيين واستهدف منزل قيادي في حركة حماس شمالي غزة.
كما استشهد قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بيع استهدافه في بين حانون، فيما استشهدت فلسطينية مُسنّة وأصيب ثلاثة آخرون في غارة إسرائيلية جنوبي غزة، ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن شهود عيان إن طائرة إسرائيلية استهدفت منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد المُسنّة نايفة محمد فرج الله، وإصابة ثلاثة مواطنين آخرين.
وأضاف شهود العيان أنه جرى نقل جثمان الشهيدة والمصابين الثلاثة إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. كما استشهد أب وابنه وأصيب فتى في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شمال مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة. الى ذلك اعلنت كتائب “القسام” أنها استهدفت لأول مرة مطار نيفاتيم العسكري قرب تل أبيب، كما قصفت المقاومة الفلسطينية مناطق في القدس وأشكول بالصواريخ، وأطلقت ما مجمله 160 قذيفة صاروخية وصل أقصاها إلى الخضيرة شمالي تل أبيب، وقد فشلت القبة الحديدة في اعتراض أربعين قذيفة صاروخية.
وكانت سمعت صفارات الإنذار في تل ابيب لليوم الثاني على التوالي حيث اشار جيش الاحتلال الاسرائيلي الى اعتراض خمسة صواريخ وإسقاطها قبل انفجارها. كما سمعت صفارات الانذار في عدد من المناطق المحتلة في الكيان الاسرائيلي، اذ اشارت وسائل اعلام العدو الى دوي صافرات الانذار في مدينتي اسدود وعسقلان المحتلتين ومستوطنة “غان يفنا”.
الى ذلك اشارت مصادر إسرائيلية الى ان حركة حماس تملك العشرات من الصواريخ بعيدة المدى القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي، موضحة أن نظام القبة الحديدية تمكن من اعتراض صاروخ في منطقة تل ابيب أمس. ولفتت معلومات صحفية الى ان “القبة الحديدة” اعترضت 5 صواريخ بعيدة المدى على الأقل صباح اليوم في اتجاه تل ابيب وضواحيها، فيما سقط جزء من صاروخ في شارع في مدينة نس تصيونا المحتلة وجزء من صاروخ في محيط مدينة حولون المحتلة. كما اعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخين فوق مدينتي عسقلان وسديروت المحتلتين .
وفي السياق اشارت سلطات الاحتلال الى ان مقاتلي حركة حماس في غزة مازال لديهم عشرات الصواريخ الطويلة المدى التي تمكنهم من ضرب اهداف في عمق الكيان الاسرائيلي على مسافات أبعد من كل هجماتهم السابقة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي إن صاروخاً ارض ارض من نوع إم-302 إطلق من غزة في وقت متأخر يوم الثلاثاء اصاب مدينة عدرا الساحلية المحتلة على مبعدة 96.5 كيلومتر شمالي القطاع. كما اشار جيش الاحتلال الى سقوط صاروخ سقط في شارع قرب منزل دون ان يسفر عن اصابات.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم جيش الاحتلال “ندرك ان هناك بضع عشرات اخرى من هذه الصواريخ داخل قطاع غزة من المحتمل انها يمكنها ان تصل الي تلك المسافة الطويلة.” واضاف ان صواريخ إم-302 مماثلة لشحنة صواريخ سورية الصنع مصدرها ايران إعترضتها اسرائيل في البحر في اذار الماضي.
دولياً حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإسرائيليين والفلسطينيين على ضبط النفس في الصراع المتصاعد بينهما وعدم التصرف بطريقة انتقامية. وكتب أوباما في مقال سينشر يوم الخميس لصحيفة “دي تسايت” الأسبوعية “في الوقت الخطر كهذا يجب أن يحمي الجميع الأبرياء ويتصرف بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية.” وأضاف في أجزاء نشرت بالألمانية “يجب أن يكون الجانبان على استعداد لتقبل مخاطر السلام”.
كما طالبت الحكومة الاردنية الاحتلال بوقف “الاعتداء الوحشي” على غزة فوراً، داعية المجتمع الدولي الى التدخل الفاعل لوقف التغول الاسرائيلي. وأعرب محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، في بيان له عن شجب الحكومة وادانتها “للعدوان العسكري الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة” محذراً من اثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة باسرها.
اما مصر فدعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والقيام بدوره تجاه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وضمان استئناف المفاوضات بشكل جاد وفى إطار زمني محدد، وصولا إلى إنفاذ قرارات مجلس الأمن. وطالبت الخارجية المصرية بضرورة ضبط النفس والابتعاد الكامل والفوري عن أعمال العنف المتبادل، وتجنب الانزلاق إلى دائرة من أعمال العنف والعنف المضاد وذلك لتجنيب المدنيين ويلاتها وزيادة معاناتهم وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتعقيد الموقف بشكل يزيد من صعوبة العودة إلى المفاوضات التي تقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.