ماذا بعد استعادة الجيش لتلة الحصن واستكمال انتشاره في المواقع العسكرية؟ وهل يمكن القول ان الجيش بخطوته استطاع ان يفصل فعلا بين
عرسال وجرودها وان يضيق الخناق على المسلحين وعلى حركة تنقلاتهم من
عرسال الى الجرد وبالعكس مما سيؤدي الى وضع الارهابيين من جهة بين فكي الجيش السوري المسيطر من الجهة الشرقية وبين
الجيش اللبناني المرابض على التلال الاستراتيجية مما سيفقد المسلحين حرية الحركة على ابواب الشتاء القارس خصوصا ان هؤلاء يسعون الى السيطرة على
عرسال بعدما ضاقت السبل السورية في وجههم؟ وكيف يمكن تفسير الوضع الميداني والعسكري في
عرسال بعد خطوة استعادة تلة الحصن وما يمكن ان يليها من انتشار امين في المواقع العسكرية؟
تؤكد اوساط سياسية بقاعية ان استعادة تلة الحصن هي بالدرجة الاولى خطوة معنوية، فالجيش عاد الى موقعه الاول معززا قدراته العسكرية وحضوره ايضا، ولكن الخطوة هي ايضا استراتيجية بالمفهوم العسكري، لان التلة تشرف على
عرسال وعلى تلال اخرى مطلة على الجرود، لكن استعادة تلة الحصن لا تعني كما تقول الاوساط ان الجيش اتم عملية فصل
عرسال عن جرودها وقطع خطوط الامداد عن المسلحين او ان هذا الاجراء يوضع في خانة التحضير لمعركة يشنها الجيش على المسلحين، فمثل هذه المعركة تحتاج الى اقرار سياسي من جهة لم يحصل بعد، والى تعزيزات كبيرة في تلة الحصن وغيرها والى تجهيزات تقنية ومتطورة تحضيرا لمعركة جرود
عرسال التي يجب ان تؤمن لها طائرات الاستطلاع والى التنسيق العسكري مع الجانب السوري الامر الذي ترفضه القوى السياسية والحكومة اللبنانية.
وفي مفهوم الاوساط ايضا ان استعادة التلة لا يعني قطع الامدادات عن المسلحين ولا يكفي ايضا ان يسيطر الجيش على تلة ليمسك بالجرد، فاي خطوة باتجاه الجرود يجب قبلها ان يتم تأمين ظهر العسكر في
عرسال، والجميع يعرفون ان
عرسال كما تقول الاوساط هي حاليا بامرة «
داعش» والمؤيدين لها، «فابو طاقية» يتنقل من
عرسال الى الجرود ليفاوض المسلحين، والمؤيدون و«النصرة» و«
داعش» موجودون ومعروفون في بلدة
عرسال، وهم قادرون على خطف اي كان واقتياده الى المسلحين وباعتراف وزير الداخلية نهاد المشنوق فان
عرسال قنبلة موقوتة قد تنفجر باي لحظة.
وتصف الاوساط سيطرة الجيش بالفكرة التي تحتاج الى قرار سياسي من اجل التنفيذ والى توافر معطيات كثيرة غير متوافرة حاليا، فقطع الطريق على المسلحين يحتاج الى تغطية سياسية شاملة وحاسمة والتي تعزيز الوحدات العسكرية بالتجهيزات العالية. والى تفادي ضغوط اهالي
عرسال الذين يتنقلون الى ارزاقهم خارج البلدة وبالتالي فان قطع التواصل يضيق عليهم الخناق بالانتقال الى موارد رزقهم، ولكن والاخطر من ذلك تضيف الاوساط والذي يتم تحسبه والتوسع في دراسته لتفادي اي انعكاسات سلبية من جرائه ما تخشاه الاوساط الامنية من ان يتسبب ضرب المسلحين راهنا، وقطع الطريق لامداداتهم وتحركاتهم بردود فعل وانعكاسات على ملف العسكريين المحتجزين لدى «النصرة» و«
داعش».
وبانتظار ان تتبدل المعطيات وتحصل متغيرات ما، فان الواضح ان الجيش بوحداته المنتشرة كما تقول الاوساط يعمل قدر المستطاع على ضبط الوضع ويسمع من حين الى اخر طلقات مدفعية وتحصل مواجهات على مدار الساعة بين المسلحين والقوى الامنية، ولكن حتى الساعة يمكن القول ان عملية فصل
عرسال عن الجرود بالكامل او حتى جزئيا لم تحصل بشكل فعلي بعد، وان
عرسال اليوم لا تشبه
عرسال بالامس فاي هجوم يشنه المسلحون على العسكريين سيكون مكلفا لهم، كما ان المسلحين هم بالمؤكد عاجزون امام تعزيز القدرات العسكرية وامام هول الشتاء الذي يتهددهم في اعالي الجرود.
وتؤكد الاوساط ان القضاء على «
داعش» في المنطقة يكلف اقل من 48 ساعة في حال توفر الغطاء السياسي.
ابتسام شديد