قال مسؤولون أمنيون ان قوات الحكومة العراقية استعادت امس السيطرة على أربع قرى
بالقرب من قمة جبلية تشرف على خطوط إمداد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في إطار
حملة تسعى لتحقيق مكاسب في مواجهة التنظيم.
واكتسبت قوات الأمن العراقية المدعومة من الميليشيات الشيعية بعض الزخم اول من
امس في محاولتها لتخفيف قبضة التنظيم المتشدد الذي يسيطر على مساحات كبيرة من
الأراضي في شمال وغرب العراق.
فبعد شهور من القتال طردت القوات العراقية مسلحي التنظيم من بلدة جرف الصخر إلى
الجنوب من بغداد، فيما استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على بلدة زمار في الشمال.
وقال مسؤولون عراقيون ان عناصر داعش كانوا ينقلون المقاتلين والأسلحة والإمدادات
من غرب العراق عبر أنفاق سرية في الصحراء إلى جرف الصخر، ويبدو الآن أن القوات
الحكومية يمكنها تدمير هذه الشبكة.
وبدأت قوات الأمن العراقية وميليشيات شيعية هجوما السبت الماضي على مناطق محيطة
بجبال حمرين التي تعتبر بؤرة لنشاط داعش وتقع على بعد مئة كيلومتر إلى الجنوب من
مدينة كركوك النفطية.
وقال مسؤولون أمنيون ان القوات العراقية سيطرت أمس على أربع قرى في المنطقة،
وأضافوا ان من الصعب تكثيف الجهود للسيطرة على المزيد من الأراضي بسبب خطر العبوات
الناسفة والمنازل الملغومة.
وقال أحمد نعمان وهو رائد في الجيش العراقي لـ «رويترز» عبر الهاتف إن القوات
الحكومية قررت التقدم ببطء فهي تسيطر على الأرض وتقيم أبراج مراقبة وتزيل المتفجرات
وتبني حواجز رملية لمنع المسلحين من العودة.
وتهدف العملية إلى عزل مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يسيطرون على بلدتي جلولاء
والسعدية وعزل مناطق تقع في قبضتهم إلى الشمال الشرقي من مدينة بعقوبة التي تسيطر
عليها قوات الأمن العراقية وميليشيات شيعية موالية.
وتحاول القوات الحكومية ومقاتلو البيشمركة الكردية منذ شهور السيطرة على جلولاء
والسعدية وكلاهما إلى الشمال الشرقي من بغداد.
وربما حد من عمليات التنظيم الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على
أهداف تابعة له في العراق وسورية، لكن من الصعب التكهن بفرص انتصار الحملة على
المتشددين الذين أعادوا رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط.
ويتوقف الأمر كثيرا على تحسن أداء الجيش العراقي وقوات الأمن.
وقالت مصادر عسكرية ان انتحاريا يقود شاحنة ملغومة قتل أمس ثلاثة جنود أثناء
تجمع لأفراد الجيش العراقي على طريق سريع إلى الغرب من مدينة تكريت،
وأضافت المصادر أن القوات العراقية وميليشيات شيعية حاولت أيضا التقدم باتجاه
قرية قريبة من تكريت يسيطر عليها التنظيم، لكنها فشلت في مواجهة العبوات الناسفة
والألغام الأرضية ونيران القناصة، واندلعت الاشتباكات في المنطقة طوال يوم أمس.
ومن المتوقع أن تستهدف العملية الأمنية الكبيرة المقبلة بلدة عامرية الفلوجة
بمحافظة الأنبار معقل السنة في العراق والتي تقع على بعد 40 كيلومترا فقط من بغداد.
ويحيط مقاتلو الدولة الاسلامية بالبلدة منذ أسابيع، وقال مسؤولون أمنيون ان
القوات الحكومية تستعد لمحاولة كسر الحصار.
ويبدو أن مقاتلي الدولة الاسلامية يستعدون هم أيضا للقتال.
وفي بلدة الفلوجة القريبة التي أصبحت معقلا للدولة الاسلامية، استخدم المقاتلون
المتشددون مكبرات الصوت المثبتة في سيارات الشرطة التي استولوا عليها للحديث إلى
أنصارهم.
وقال شاهد لـ «رويترز» من الفلوجة ان الرسالة التي نقلت عبر مكبرات
الصوت جاء فيها «لا تخافوا. ولا تقلقوا بسبب ما حدث في جرف الصخر. سيعود
المجاهدون. استبشروا. لدينا مئة انتحاري يستعدون لمعركة عامرية الفلوجة ولدينا
المزيد إذا تطلب الأمر».