العين الحمراء تطوق المواقف الاخيرة لحزب الكتائب. هو «الوحيد من رافضي التمديد الذين سيدفعون الثمن في القريب». كلام أطلقه احد الكتائبيين الخارجين عن سلطة الرئيس الأعلى للحزب. فيعتبر ان الحزب لم يلعبها صح هذه المرة خصوصاً ان العيون مفتوحة خلافاً للمرات السابقة حيث كانت العلاقات بين بيت الوسط والصيفي تعالج بالحسنى وبالعلاقات الشخصية بين الرئيس سعد الحريري والراحل الشهيد بيار الجميّل، واستمرت هذه العلاقات مستمدة بهذا الزخم، وكان الرئيس فؤاد السنيورة زائراً دائماً للصيفي، يقنع ويرضي ، يفاوض ويغري، ولطالما صبر ونجح رغم المطالب التي لم تنقطع. ففي الامس القريب، يضيف الكتائبي الخارج عن سلطة الرئيس الاعلى، حاولت الكتائب استنفاد المكاسب الوزارية حتى آخر نقطة، خصوصاً بعدما احتاج الحريري مشاركتها بعد احجام القوات اللبنانية عن الاشتراك بحكومة الرئيس تمام سلام. ففي تلك المرحلة انتقل السنيورة الى الصيفي كضيف مقيم. ولم يرجع الى تياره الا بعد أن وهب الكتائب الحصة الوزارية الاكبر في تاريخها. ونجح الحزب بأن يتباهى بما حققته الكتائب، خصوصاً ان حصتها في الحكومة السلامية تفوق حصة العماد ميشال عون رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية.
معاناة «تيار المستقبل» مع حزب الكتائب اللبنانية تشبه كثيراً معاناة الحلف الثلاثي في ستينيات القرن الماضي على حد قول الكتائبي السابق، حيث احتار الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون اده من مواقف الكتائب. فالاثنان يخوضان معركة كسر عظم مع الشهابية الحاكمة في ذلك الوقت ليكتشفا دائما الموالاة الكتائبية للرئيس فؤاد شهاب خلافا للاتفاقات التي تتخذ بالاجماع في اجتماعات الحلف. وفي دورات عديدة كان الرئيس كامل الاسعد مرشح الحلف لرئاسة المجلس لكن الرئيس صبري حمادة يفوز بالرئاسة بالأصوات الكتائبية. واليوم، يعتبر الكتائبي السابق، أن التاريخ يعيد نفسه، فالكتائب التي تؤمن بثورة الارز تضع رجلا في البور والاخرى في الفلاحة، فهي تريد حصتها من الاذاريين بالكامل، لكن الالتزام الكامل بفريق 14 اذار يبقى بنظر الكتائبيين مسألة فيها نظر. كما ان الكتائب تستطيع زيارة المملكة العربية السعودية وفي الوقت نفسه تعارض التمديد بشكل راديكالي وصولا الى عدم التوقيع على القانون في مجلس الوزراء. وهي بذلك وضعت «حليفها» المسيحي القوات اللبنانية في موقف لا يحسد عليه. كل هذا أدخل حزب الكتائب في دائرة المساءلة وجعل ملفها ثقيلا جداً مع جميع حلفائها الاذاريين. وبالتالي فان الاذى الذي سببته الكتائب للحلفاء المسيحيين هو أشد ايلاماً، مما سببه خصمها العماد عون كما ان الرئيس الجميل يخطئ في الحسابات اذا اعتقد بأن حزبه سيتقاسم مع «التيار الوطني» المردود الجماهيري لرفضه التمديد. فالعماد عون اثبت ان لا شريك جماهيرياً وبالتالي فان رفض الكتائب للتمديد هي طبخة بحص على الصعيد الشعبي.
التمايز الفاضح لحزب الكتائب لن يمر كأن شيئاً لم يكن، هذا ما يؤكده الكتائبي السابق ويعتبر أن سمير جعجع هو في طليعة المعترضين، وان الامانة العامة لقوى 14 اذار ستشكل الرد المنتظر من الحكيم للخطوة الكتائبية من دون الدخول مباشرة في المعركة مع الكتائب. وفي المقابل فان تيار المستقبل «أبلغ الأصدقاء المشتركين ان الموضوع خرج من يده واصبح لدى الادارة السعودية خصوصا ان الشيخ سامي زار المملكة عشية التمديد واسمعها كلاما ايجابيا حول ضرورة التمديد. وتيار المستقبل، ودائما حسب ما ينقله الأصدقاء المشتركون، استغرب ما أقدمت عليه الكتائب والمفاجأة لدى المستقبليين هي في الحماسة الكتائبية للسير ضد التمديد، علماً ان الكتائب كانت تعامل دائما كالطفل المدلل، حصة وزارية تفوق الحجم المفروض، تعيينات لم تقر إلا برضى وقبول كتائبي، تعديلات جذرية في الأمانة العامة بناء لرغبات حزب الكتائب. كما ان «تيار المستقبل» كان من أشد المتحمسين لعودة الكتلة النيابية للكتائب الى سابق عددها، علماً ان «تيار المستقبل» لم يعر اي اهمية للأصوات الكتائبية في أية دائرة انتخابية.
هل وصلت العلاقات الكتائبية مع فريق «ثورة الارز» الى الطلاق النهائي؟ سؤال ينتظر عودة الرئيس امين الجميّل لمعرفة جوابه. فـ«الرفاق» في 14 اذار ينتظرون بفارغ الصبر التوضيحات للرئيس الاعلى لحزب الكتائب. علما ان «الرفاق» يؤكدون أن خطوة الجميّل ضد التمديد هي الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل الانفتاحية والوفاقية وهي الشرط الذي أضيف على المرشح القوي لرئاسة الجمهورية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...