في الجلسة الانتخابية الأولى، بلع أمين الجميل «الموسى»، وصوّت نوابه لمصلحة سمير جعجع. ليس قناعة بهذا الترشيح، وإنما انسجاماً مع قوى «14 آذار»، وتحديداً «تيار المستقبل» الذي جرّ «رفاقه» إلى هذا الموقع، ولأنّ «الكتائب» لا تريد أن تخسر أصوات «القوات» فيما لو دار دولاب الحظ وطرق باب بكفيا من جديد، وقُدّم «شيخُها» مرشحاً جدياً.
حاول الكتائبيون الاعتراض مراراً وتكراراً على هذه التسمية تحت عنوان أنّه ترشيح استفزازي لن يحمل صاحبه إلى القصر الجمهوري، ولهذا من الأفضل أن يُخلي الساحة لغيره من الموارنة القادرين على استقطاب أصوات من خارج الطبق الآذاري.
وبعدما فشلوا في تسويق ترشيح الجميل للرئاسة الأولى، ركبوا الموجة على أمل أن تعطيهم الظروف المقبلة، ما عجزوا عن فرضه بأيديهم. وإذ بالصندوقة الاقتراعية تمنحهم ما بخل عليهم حلفاؤهم في تقديمه: مرشح «14 آّذار» يسقط في أول امتحان.. وعليه أن يترك مكانه!
بنظر الكتائبيين، استنفد سمير جعجع فرصته «الذهبية»، لكنه لم يتمكن من الاستفادة منها، لأنه عجز عن الحصول على أصوات «14 آذار» كاملة، والتي يفترض أن تكون مضمونة في الجيب و«تحصيل حاصل». وبالتالي ليست شطارة وضعها في الحساب الشخصي.
بالعكس فإنّ «البوانتاج» البديهي يعطي جعجع 55 صوتاً، هي أصوات «أهل البيت»، إذا ما استثنينا صوتي سعد الحريري وعقاب صقر. بينما أظهر الفرز أنّ مرشح «14 آذار» لم يحصل إلا على 48 صوتاً، حيث يفترض أن يكون النقص من سلّة «تيار المستقبل» الذي فشل في إقناع كل نوابه بالتصويت للحليف القواتي.
يقول كتائبيون إنّ «المستقلبيين» هم الذين دفشوا «رفاقهم الآذاريين» إلى زاوية الاقتراع لسمير جعجع، وهم الذين «قصّروا» في واجبهم تجاهه، لسبب يتصل بالمرشح وليس بالمقترعين.
ومن هنا لا بدّ، بتقديرهم، من إعادة البحث بـ«بروفيل» المرشح الافتراضي لهذا الفريق، بحثاً عن مرشح لا تُقفل الأبواب بوجهه. أمين الجميل طبعاً لا يزال بنظرهم هو المرشح النموذجي لهذه المواصفات.
وهكذا يعتقد الكتائبيون أنّه لا يمكن لسمير جعجع أن يتمسك بترشيحه، ولا حتى لدورة ثانية. عامل الوقت لن يكون بمقدوره أن يجترح معجزة تسعفه بـ65 صوتاً تدخله القصر الجمهوري، إلا إذا كان المقصود لعبة سياسية أخرى.
ولهذا فإنّ قوى «14 آذار» مدعوة، وفق الكتائبيين، إلى تسمية مرشح جديد قادر على اجتياز الاصطفافات، وزيادة أصوات فريقه، وليس تقليصها. صحيح أنّ أمين الجميل لم يسحب من فمّ «المستقبليين» التزاماً واضحاً بأنّ يكون الخيار الثاني بعد جعجع، في حال «انكساره» على حلبة البرلمان، لكن «الفريـق الأزرق» وعد بطـرح هذه الفكرة.
في الساعات الأخيرة، بدأت الاتصالات بين مكونات هذا الفريق للتحضير لاجتماع يعيد طرح مسألة الترشيح على بساط البحث. يحمل الكتائبيون سيف نتائج الجلسة الأولى ليقطعوا به الطريق على وقوف جعجع مرشحاً في الدورة الثانية، وتقديم أمين الجميل خطوة إلى الأمام.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...