ذكرت صحيفة الأخبار أنه بات من الواضح أن ثمة مياهاً غزيرة تجري في قنوات العلاقة بين الرابية والزعيم الأرثوذكسي. والواضح، أيضاً، أن «أبو الياس» سيخطف أنفاساً كثيرة خلال لقائه النائب ميشال عون. اذ يقول المطلعون على هذه الزيارة التي باتت قريبة جدا، إنها «تحمل اتفاقا ضمنيا حول الانتخابات الرئاسية». وكان المر قد لمح الى ذلك عقب اجتماعه باللجنة النيابية المكلفة مناقشة الملف الرئاسي، فأشار الى استعداده وحفيدته (النائبة نايلة تويني) للاقتراع لـ «صديقي» عون في حال كان ترشحه جدياً. ويصعب على صفقة كهذه، ان نجحت، ألا تعيد انعاش التحالف القديم الذي أفسدته الانتخابات الرئاسية السابقة. يملك الثمانينيان اليوم ما يجمعهما سوياً أكثر من أي وقت: ضمان «مستقبل» زعامتيهما عبر انتقاء وريثيهما بنفسيهما. لذلك يحرص المر، وفقاً لعارفيه، على ضمان ترشيح ميرنا وفوزها بطبيعة الحال. وهو ما يستحيل تحقيقه فعلياً من دون حجز مقعد لها على اللائحة البرتقالية، الى جانب الأرثوذكسي الآخر بو صعب. وفي هذا السياق، يؤكد القريبون من المر أنه يخطط لادارة ماكينة ترشيح ابنته بنفسه، وأن الاستحقاق المقبل هو نقطة فاصلة في الحياة المتنية… وحياة العمارة. لم تحافظ علاقة عون ــــ المر يوماً على استقرارها. غرام 2005 النيابي تلاه انتقام عام 2008 وفي انتخابات 2009 النيابية، فغرام وانتقام في انتخابات 2010 البلدية. ومنذ ذلك الاستحقاق، بات واضحاً انقسام العونيين في المتن الشمالي الى محورين: واحد يسعى للتحالف مع المر يتقدمه النائب نبيل نقولا. وآخر يؤثر محاربته وعدم مقاسمته الربح، يتقدمه النائب ابراهيم كنعان، فيما يتحكم رئيس التكتل بخيوط المحورين. توطدت علاقة الفريق الأول سريعاً بالعمارة ورؤساء بلدياتها ورئيسة الاتحاد، فيما لا يمر يوم إلا ويوسع الفريق الثاني خلافه مع هؤلاء. وذلك يفسر، مثلاً، زيارات نقولا الدورية لـ «أبو الياس» وتنسيقه الدائم مع رجاله وسرعة تلبية الاتحاد والبلديات لخدمات بعض العونيين. وقد ساهم هذا الجو الايجابي أخيراً في عقد صلحة عونية مع رئيس بلدية الزلقا ميشال عساف المر، بعد خلاف دام نحو عامين. يقابل ما سبق حرب باردة بين كنعان والمر على المستوى الشخصي والخدماتي، تُلمس تردداتها في ديوان المحاسبة. إذ يسعى الرجلان الى تسجيل النقاط ضد بعضهما بعضاً، ، آخرها عدم تلبية رؤساء بلديات المر دعوة الرابية الى اجتماع نظّمه كنعان حول مشروع للصرف الصحي. علماً أنهم حضروا، في اليوم التالي، العشاء السنوي للتيار، ويواظبون على زيارة عون ولقاء بعض نوابه باستمرار! يحرص عون على التحدث بعدائية عن حليفه السابق المر، ربما لإبقاء عصب قاعدة التيار مشدوداً. الا أن أجواء التيار تؤكد حرارة التواصل بينهما مع الإبقاء على فسحة لمحاربته عبر كنعان. يتقن «أبو الياس» لعبة عون نفسها: يكسر من جهة ويجبر من جهة أخرى. يؤكد أن العلاقة بينهما لم تنقطع يوماً، ويبادر بعدها الى حصر أسباب الخلاف بـ «شطحة عون مع أصحابي (أي السوريين) أكثر مني. ومسيحيو المتن الشمالي لا يسرهم ذلك على الاطلاق». يصعب على من يدورون في فلك الاثنين تصديق هذه العداوة، خصوصاً أن صداقة عائلية مميزة تجمع ابنتيهما ميرنا المر وكلودين عون، سرعان ما توسعت لتشمل كل بنات الجنرال وأزواجهن. وليس عون والمر ديمقراطيين في هذا السياق طبعا، ولا يبدوان كمن لا يستطيع التحكم بروابط عائلتيهما. ويوضح ما سبق مدى انخراط ميرنا في جو التيار، ويعزّز فرضية ترشّحها مستقبلاً على لائحته. تجدّد تحالف المر وعون سيعني القضاء على طموح كثيرين ممن استفادوا من خلافهما. أبرز هؤلاء حزب الكتائب الذي يبدو أن لا خيارات فعلية أمامه سوى الانضمام الى الصفقة معهما، ولو سراً، لأن الكتائبيين لا يرغبون، حتماً، بتكرار تجربة العام 2007. المصدر: الأخبار
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...