لم ينسحب “توافق المصالح” بالتمديد لمجلس النوّاب الحالي، على الملفات والقضايا الوطنية الكبرى، فبقي التجاذب هو الحاكم الفعلي للعلاقات في ما بينها، ليحاول كل طرف رمي مسؤولية التمديد على “جنرال الفراغ”، في حين لم يطرأ أي تطور على قضية المخطوفين العسكريين.
أمّا “التيّار الوطني الحرّ” فسيترجم معارضته للتمديد بالتوجه نحو الطعن فيه، إذ أعلن النائب فريد الخازن لـ”المركزية” أن “التيار الوطني الحر سيقدّم خلال الأسبوع الجاري طعنه بقرار التمديد، وهو يُشبه الطعن السابق إلى المجلس الدستوري”.
“الكتائب”: سنقاوم التأقلم مع الفراغ
وإذا كان حزب “الكتائب” أيضاً يعارض التمديد، إلا أنّه أوضح أنّه “سيتعامل مع الوضع الراهن بمسؤولية وطنية، مع تأكيد مقاومته التطبيع مع الشغور، والتأقلم مع الفراغ”، مجددا دعوته إلى “انتخاب رئيس للجمهورية واسترداد هذا الاستحقاق من المعطى الإقليمي والدولي إلى المدى الداخلي”.
وأشار، عقب اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل، إلى أن “ما يخشاه في المسار المتصل بالمؤسسات الدستورية، هو تأقلم المسؤولين والقيادات والنواب مع هذا الواقع ذي الأضلع العبثية، سواء التمديد الحاصل تكرارا في مجلس النواب، أو الفراغ في رئاسة الجمهورية”، معتبرا أن “ما يحصل ليس سوى تثبيت للفراغ على كل المستويات، والأخطر أنه مطلوب من الجميع التسليم بالتعطيل الذي يتمدد باتجاه إلغاء الديموقراطية بالكامل”.
بدوره، سأل النائب سامي الجميل في احتفال في كسروان الفتوح “هل الوقت مناسب اليوم لتبادل الأحقاد والتراشق بالاتهامات عبر الاعلام، وتعزيز الانقسامات، في حين أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه؟ أليس الوضع الذي نواجهه اليوم أهم من كل الشخصيات والمصالح؟”.
فتفت: حوارنا مع عون متوقف وليس مقطوعاً
في المقابل، كشف النائب احمد فتفت “أننا سنطلع في الاجتماع الاول للجنة السباعية لاعداد قانون الانتخابات الاثنين المقبل في عين التينة على عملها اضافة الى طروحات الرئيس نبيه بري”.
ورداً على ما قاله العماد ميشال عون لـ”السفير”، أكّد فتفت لـ”المركزيّة” أنّ “حوارنا مع عون ليس مقطوعاً وإنما متوقف، وإذا كان يُمهّد بهذا الهجوم لإقفال باب الحوار فليتحمّل مسؤولية ذلك”. وقال “من الواضح ان العماد عون فقد اعصابه نتيجة قناعاته بتراجع حظوظه في الرئاسة، لذلك يوزّع التهم يميناً وشمالاً. ومن يفقد اعصابه بسرعة لا يستطيع ان يكون رئيساً”.
وأشار إلى أن “ملف الرئاسة بدأ يتحرّك، خصوصاً بعدما أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ان عون مرشّح 8 آذار، لذلك سنبدأ بالتفتيش عن مرشّح توافقي لان حزب الله التزم بذلك”. وأضاف “رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو مرشّح 14 آذار، وعون مرشّح 8 آذار كما أعلن نصر الله، فإما نذهب إلى معركة بين الاثنين وإما الذهاب إلى مرشّح توافقي”.
“أمل”: التمديد كان لحفظ لبنان
في المقابل، قال النائب هاني قبيسي في احتفال تأبيني في بلدة عرمتى، أن “ما جرى في الأيام الماضية من انجاز لبعض الاستحقاقات هو ليس طمعا بمنصب ولا سعي الى كرسي بل هو حفظ للبنان لكي لا يكون ساحة للتدمير والقتل بإفراغ المؤسسات”.
وشدد النائب انور الخليل ممثلا بنجله زياد في مؤتمر تنموي في زغلة، على انه “امام الازمات الوطنية الكبرى، تهون التضحيات وتضيق مساحات الاختلاف السياسي، وانطلاقا من ذلك كان لابد من قرار مر، اتخذته غالبية القوى السياسية والبرلمانية، بمنع الفراغ التشريعي”.
من جهته، اعتبر عضو هيئة الرئاسة لـ”حركة أمل” خليل حمدان خلال احتفال تأبيني في بلدة صريفا أن “التمديد للمجلس النيابي، هو مركب نجاة يحول دون الفراغ، ولقد مارسنا قناعاتنا عندما أصرينا على إجراء الانتخابات في المواعيد المحددة، ولكن لم يعد باليد حيلة”.
ورأى رئيس “مجلس الجنوب” قبلان قبلان، في احتفال في الصرفند، “اننا نحتاج جميعا أن يكون التلاقي اللغة الوحيدة التي نؤمن ونعمل لها جميعا. لأن البديل من التلاقي هو الافتراق والفتنة والانقسام والتشرذم”.
“حزب الله”: شرعية المقاومة جزء من “الطائف”
أما “حزب الله” فذكرّ المشككين بشرعية المقاومة بنصوص الطائف، ليؤكّد النائب نواف الموسوي أنّ “شرعيّة المقاومة هي جزء من وثيقة الوفاق الوطني، لأن الطائف يتضمن إقرارا بحق مقاومة المحتل الإسرائيلي وباعتبارها جزءا من الإجراءات التي للبنان أن يتخذها من أجل تحرير أراضيه المحتلة”.
وشدد، من بلدة صريفا، على أن “الطائف كل متكامل، فمن انقلب على جزء منه متعلق بالمقاومة فقد انقلب على اتفاق الطائف بكامله”.
في احتفال لمناسبة يوم الشهيد في الشهابية، طالب الموسوي أن “تبقى الهبة الإيرانية قائمة ومطروحة لأنها السبيل إلى تمكين الجيش اللبناني من الحصول على هبات”.
عريجي: لم يتخذ اي قرار رسمي بملف المخطوفين
أمنيا، أوضح وزير الثقافة روني عريجي أن “رئيس الحكومة وخلية الأزمة يتابعان قضية المخطوفين العسكريين، ونحن كوزراء نطّلع على معلومات لا تحتوي التفاصيل بحذافيرها، ولم نطّلع لا على ما يُحكى عن رفض الدولة السورية الإفراج عن سجناء لمقايضتهم بالعسكريين ولا عن قبول الحكومة بالمقايضة”، مشدّدا على انه “حتى الآن لم يتخذ اي قرار رسمي في ملف العسكريين المخطوفين”.
وعن علاقة “تيار المردة” بـ”التيار الوطني الحرّ”؟ أكد عريجي لـ”المركزيّة” أن “العلاقة جيدة جدا وثابتة، هناك اختلاف في وجهات النظر في بعض الاحيان كما حصل في موضوع التمديد لمجلس النواب لكنه لن يترك أثرا”.
الوضع الأمني أيضاً كان حاضراً في البقاع على طاولة اللقاء الذي جميع “كتلة نواب زحلة” والمسؤول السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” في البقاع علي أبو ياسين على رأس وفد من القيادة.
وأكد أبو ياسين أن “الجماعة تصبو إلى مفهوم الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية التي تحافظ وحدها على الوطن وترسخ العيش المشترك”.
كما أبدى المجتمعون قلقهم من “الأحداث التي تجري في البقاع من عرسال إلى قوسايا وصولا إلى شبعا”، محذرين من محاولة استجرار الفتنة إلى منطقة البقاع من باب الاحتقان الطائفي على خلفية عمليات الخطف الأخيرة”.
الى ذلك، أكد النائب السابق حسن يعقوب في حفل تأبيني في زحلة، ان “العقيد المنشق السوري عبدالله الرفاعي الذي قبض عليه الجيش في عرسال له أهمية كبيرة جدا لدى المسلحين، وهو ورقة تفاوض مهمة جدا ربما تؤثر وتكفي للافراج عن الأسرى”.
واعتبرت “جبهة العمل الإسلامي” في لبنان أن “الوطن بحاجة الى الوفاق والتوافق، وإلى الحوار والتعاون والتنسيق من أجل تقطيع المرحلة الصعبة بأقل الخسائر”.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...