تترقب أكثر من جهة سياسية ماذا سيحمل الحوار المتلفز للرئيس سعد الحريري من مواقف ولا سيما ما يتعلّق بالحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وحيث يبقى موضع عناية رئىس المجلس النيابي نبيه بري الذي يواكب الاتصالات بين الطرفين. من هذا المنطلق تقول مصادر تيار المستقبل ان اطلالة الحريري وفي هذه المرحلة بالذات. تحمل الكثير من الدلالات والأهمية في ظل «عجقة» الملفات السياسية والاستحقاقية وامام ما يجتازه لبنان من مطبّات مفصلية بالغة الدقة. من هنا، ثمة انتظار للمواقف الحريرية وحيث على ضوئها سيُبنى على الشيء مقتضاه حيال ما سيعلنه.
وفي غضون ذلك اشارت المصادر نفسها الى أن حركة مكثفة جرت على خط بيروت ـ الرياض بعد لقاءات للحريري مع قيادات تيار المستقبل والرئىس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، اضافة الى وزير العدل اشرف ريفي للتباحث والتشاور لما آلت عليه الاوضاع في لبنان ودراسة مسألة الحوار بين التيار وحزب الله من كل جوانبها.
اما اللافت تضيف مصادر المستقبل، فكان حراك السفير السعودي علي عواض عسيري باتجاه الزعامات والقيادات اللبنانية، وتشير الى ان لقاءاته وجولاته انما تأتي في سياق الدور السعودي الهادف لتقريب المسافات بين الشرائح اللبنانية كافة، وقطعا لدابر التأويلات والاستنتاجات وما يقال ويشاع من هذه الجهة السياسية وتلك او هذا الفريق وذاك. فان لقاءات السفير عسيري ليست لتسويق اي مرشح رئاسي او تنطوي على اي تدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وهذا امر محسوم ويُدركه الجميع والرئىس بري في اجواء هذا الحراك البنّاء.
ولفتت مصادر المستقبل الى أن الحريري على مواقفه وسيؤكد عليها في حواره مع «كلام الناس»، اي التشدد في انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع ما يمكن والالتزام بما سبق واتفق عليه مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في لقاءات روما وباريس، وانه كان واضحاً في مسألة التمديد للمجلس النيابي على أن يكون الاستحقاق الرئاسي اولوية بعد التمديد، وان كتلة نواب المستقبل متمسكة وملتزمة بهذا الخيار، وعليه ليس هنالك من مرشح معين لتيار المستقبل، بل انه يعمل ضمن الثوابت الديموقراطية، على ان يكون الرئيس المقبل توافقياً ولدلالة هذا الموقع الماروني المسيحي والوطني اهمية كبيرة لدى التيار الأزرق، تالياً ان الحريري سيضيء خلال حواره وبحسب المصادرنفسها، على هبة المليار دولار التي كلف بها من السعودية لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية، اضافة الى مكرمة الثلاثة مليارات، وحيث كان لمواقفه في معركة طرابلس ضد الارهاب العنوان الابرز في دعم الجيش اللبناني من قبل تيار المستقبل وابناء طرابلس والشمال.
واخيراً، فان الأيام القليلة المقبلة، وبعد الحوار المتلفز مع الحريري، يُنتظر ان تتبلور وتتوضح عناوين كثيرة وكبيرة في آن، لا سيما مسألة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وهذا الامر موضع مواكبة ومتابعة حثيثة من قبل الرئىس بري، وبالتالي ان ما يقال بأن مواقف السعودية حول ادراج حزب الله في خانة المنظمات الارهابية سينسف هذا الحوار، فذلك لا يمتّ للواقع والحقيقة بصلة تؤكد مصادر المستقبل بحيث الرياض داعية لأي تلاق وحوار بين اللبنانيين ولا تُملي مواقفها على تيار المستقبل او سواه من الأطراف اللبنانية. لذا، المرحلة المقبلة حبلى بالتطورات السياسية والاستحقاقية على خلفية ما سيعلن من مواقف في الايام المقبلة ان على صعيد حوار الحريري، الى الردود والتعليقات المرتقبة عليه، اضافة الى ما يحصل في فيينا من مفاوضات نووية، وبالمحصّلة لذلك تداعيات على الساحة الداخلية وفق ما ستؤدي اليه هذه المفاوضات.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...