بالرغم من اهمية السباق نحو رئاسة الجمهورية والعقبات التي تعترض التوافق على رئىس جديد للجمهورية إلا ان الأهم وسط السيل الجارف من التطورات الدراماتيكية وامكانية تغيير حدود البلدان هو الحفاظ على الجمهورية واعادة رونقها المفقود المتمثل بميثاق العيش المشترك الذي تحكمت به كدمات جوهرية اطاحت البعض من وجهه وفق التلطي الحاصل وراء الطوائف بديلاً عن اتفاق وطني شامل يرعى بدوره الطوائف والمذاهب كافة، وتعترف اوساط وزارية بأهمية هذا الأمر المركزي كون انتخاب رئىس للجمهورية بعيداً عنها يطيح بمركز الرئاسة والدور الكياني للاقليات المتواجدة فيه اكانوا مسلمين ام مسيحيين الذين تجمعوا تحت راية الشراكة الوطنية الكاملة المتواجدة في نصوص الدستور، وتقول هذه الاوساط ان الخوف الناتج من فراغ في سدة الرئاسة يجب ان لا يؤدي مرحلياً الى ذوبان المنضويين تحت لوائها والذهاب بعيداً في التمترس وراء المذاهب والطوائف التي توصل حتماً نحو زوال الجمهورية شيئاً فشيئاً ذلك ان عوائق غياب الرئىس الاول للبلاد تحكمت في ظل الفراغ مواد الدستور نفسها بمعالجة الامر بأن تعالج حكومة لبنانية مجريات هذا الواقع ريثما يتم ملء سدة الرئاسة، ولكن عمل الخوف الجاري لدى المسيحيين في الشرق عموماً وفي لبنان على وجه الخصوص من التهجير والترحيل خلق واقعاً جديداً عمل على الفصل بين الرئىس والجمهورية وعملية نزع هذا الواقع المستجد يتمثل بأفعال ملموسة من قبل المسلمين انفسهم المنصرفين حالياً في ترميم منازلهم دون الالتفات الى المبادرة نحو الشريك الاخر الذي يملك الارادة الحقيقية في مساعدة المسلمين على لملمة جراحهم والاتفاق على الحد الادنى المطلوب لمنع الفتنة وهذه المهمة المسيحية اصبحت واقعا يفرض نفسه تجاه الشركاء في الوطن وعلامات الاهمية تبدو ظاهرة من خلال:
– مهمة الحفاظ على المكون المسيحي في لبنان والشرق
– ولعبه لدور الوساطة البناءة بفعل ما يمكن ان يطاله من التقاتل الاسلامي – الاسلامي.
– الاهمية التي يعطيها المسلمون لشركائهم المسيحيين في الجمهورية من خلال ملامسة مداواة الجرح بعيدا عن البلسمة الكاملة.
ولكن هذه الاوساط الوزارية بالرغم من سواد المشهد المحلي والاقليمي في ظل فراغ في الموقع المسيحي الاول والألم الذين يعتري القيادات المسيحية والدينية على وجه الخصوص فان الهموم الاساسية تتمثل بالحفاظ على كون لبنان جمهورية مستقلة ودون هذا الامر فإن الوجود المسيحي لا قيمة له لا في ظل الفيدراليات او الكونفدراليات التي لا تلبث ان تذوب اما من تلقاء نفسها او انتحار اصحابها عمدا كما حصل في التاريخ الحديث والمطلوب حسب هذه الاوساط من القيادات المسيحية الفاعلة والبطريركية المارونية وغيرها من البطريركيات ان تتمسك بالوطن والجمهورية بديلا عن التقاتل على موقع الرئاسة الذي من الممكن تحصيله بطرق شتى فيما فقدان الجمهورية يحركهم بالتأكيد نحو فقدان الآمال بالعيش في الشرق ومن يقول ان مقام الرئاسة الاولى هو الحافظ للمسيحيين لا يدرس المسألة كونها وجودية انما من يتطلع الى الابعد يرى مصلحة المسيحيين في التشبث بالنظام القائم على فرضية ان اي متغير يمكن ان يحصل يشابه الامارة ذات المستقبل القاتم يتآكلها الضعف والخضوع وهنا يبرز دور المسلمين في تحقيق المشاركة الاقوى للمسيحيين الوحيدين المتواجدين في هذا الشرق من خلال عدم مصادرة قراراتهم بعد خطف الطائف لأهم صفارة حكم كان يتحكم بقوتها الرئيس المسيحي وعلى المسلمين ايضا مراعاة شعور المسيحيين بحيث بات الخوف علينا مغطى بكم من العضلات الواهنة او الاستزلام لدى هذه الطوائف كما هو حاصل الآن في الظن فقط ان السنة يدافعون عن فريق والشيعة عن فريق آخر وكل الخلفية التناطح صوب كرسي بعبدا بعكس ما يمكن ان ينتجه المسيحيون من تطوير للجمهورية بحد ذاتها ذلك ان جمهورية مثقلة بالهموم وضائعة وتائهة لا يمكن ان يكون رئيسها سوى على الصورة نفسها.
هل المطلوب اعادة تصويب الطائف وصلاحيات الرئيس المسيحي؟ بالحد الادنى الممكن تجيب هذه الاوساط دون اذية الشريك المسلم وعلى هذا الشريك بعد هذا الكم الهائل من الحروب والويلات تحت لواء الاصلاح والمشاركة ان لا ينقل المرض من ذاته ويجعله عدوى لدى الطوائف الاخرى، وبمعنى آخر على المسلمين ان لا يرفضوا بشكل قاطع بعض التنقيح من هنا والتصويب من هناك ذلك ان المدى الجغرافي المسلم يسمح له بالمناورة واصبحت هذه المناورة اوسع بعد الطائف فيما المسيحيون تحكم بهم الانزواء والانكسار والهزيمة، وهذا لا يصب ابداً لا في مصلحة المسيحيين كعامل تنوع ولا في ناحية المسلمين لاعتبارهم المسيحي ضامن العيش الواحد والا فان فقدان الجمهورية ورئيسها المسيحي سوف يخلق نزاعا يمتد لمئات السنين بين المسلمين انفسهم على تركة المسيحيين ومحاولة توريث انفسهم ما ليس لهم، وتعطي هذه الاوساط امثلة حية وحديثة عن هذا الاحساس المسيحي بالتهميش اللين من خلال تدخل دول كبرى واقليمية لتقريب بين السنة والشيعة فيما المسيحيون بالكاد ان تأتي جهة ما على مصيرهم، ومن هنا يأتي الاحساس المسيحي بضرورة اللقاء غصبا عنهم ليس كرهاً باحد انما على طريقة من ساواك بنفسه ما ظلمك وان محور اللقاء والحوار المرتقب بين حزب الله والمستقبل يأتي على خلفية تبريد الساحة الاسلامية وليس على التطلع نحو الشريك الآخر في الوطن وامكانية فرض النتائج عليه كأنها منزلة من السماء والعلامات الحقيقية وليست الموضوعية ذات التحذير الذاتي تدفع للقول: ان المسيحيين مظلومون ومحرومون وما من معين؟
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...