صحيح أنّ مجلس الأمن الدولي لم يتحرّك جديّاً بعد تجاه ما تقوم به المنظمات التكفيرية في العراق، وأنّ الولايات المتحدة لم تتخذ قرار شنّ ضربات عسكرية عليها إلاّ أخيراً وذلك لحماية المنشآت الديبلوماسية الأميركية هناك، والموظفين العاملين فيها، لكن ما توعّد به الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد تصفية تنظيم «داعش» لصحافيين أميركيين هما جيمس فولي وستيفن سوتلوف، أنّ بلاده «لن ترضخ للترهيب»، وأنّه ماضِ قدماً في الحملة العسكرية ضدّ الجهاديين في العراق، يُبشّر بالخير، على ما يقول مصدر ديبلوماسي، في حال نفّذ أقواله بالفعل.
فلا أحد اليوم يستطيع القضاء على التنظيمات الإرهابية، بما فيها «داعش»، و«جبهة النصرة»، بمفرده حتى ولو كان دولة كبرى، يضيف المصدر بل يجب على الدول مجتمعة التضامن من أجل تخليص العالم كلّه من شرورها. ولا بدّ، على ما أضاف المصدر، من أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بهدف اتخاذ قرار دولي ينصّ على القضاء على التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، وذلك عن طريق توجيه ضربات عسكرية موجعة تفكّك الدولة التي لا تمت بشيء الى الإسلام والتي بدأ التنظيم حالياً يرسمها على أجزاء من أراضي العراق وسوريا.
ولا تتطلّب مسألة القضاء على هذه التنظيمات ضربات سريعة ومحدودة، على ما أوضح، بل ضربات طويلة الأمد، ومحدّدة الأهداف، علماً أنّ الرئيس أوباما سبق وأن أعلن عندما قرّر مواصلة ضرب تنظيم «داعش»، أنّ هذا الأمر سيستغرق فترة غير محدّدة، لن تقتصر على أسبوع أو شهر أو ستة أشهر، بل ربما أكثر، ولكن المهم «إخراجهم» دون أن يُحدّد من أين.
ويقول المصدر نفسه، أنّ ما تحتاج اليه منطقة الشرق الأوسط اليوم هو تخليصها من «داعش» نهائياً، فإذا كانت الولايات المتحدة تسعى لإخراج هذا التنظيم من العراق فقط، فإنّ مهمتها تبدو ناقصة، لأنّ «الداعشيين» قد يهربون عندها مجدّداً من العراق الى سوريا ومن سوريا الى لبنان، الأمر الذي يُبقي على خطرهم منتشراً في المنطقة. ولا بدّ في هذه الحال من تضافر جهود الدول العربية في الإطار نفسه، لتعطي ثماراً تريح المنطقة كلّها من الإرهاب الذي يقتلون ويذبحون باسم الدين الإسلامي فيشوّهون اسمه وصورته في العالم.
ولا تبدو بريطانيا التي أصابها تهديد «داعش» أيضاً أقلّ حماسة من الولايات المتحدة في القضاء على «داعش»، يقول المصدر الديبلوماسي إذ قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ردّاً على تهديداته بأنّ «دولة مثلنا لن يروّعها قتلة بربريون مثل هؤلاء». الأمر الذي يُمهّد للجوء بريطانيا وسواها من الدول الأوروبية، مثل فرنسا، الى مجلس الأمن بهدف استصدار قرار ينصّ على توجيه ضربات عسكرية قوية على تنظيم «داعش»، وقد تطلب من «الناتو» تنفيذ هذه المهمة، في حال لم تتمكّن الولايات المتحدة من القضاء عليه بالكامل.
والى جانب المسعى الأميركي، تحرّكت السعودية أيضاً التي دعت وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى المشاركة في المؤتمر الذي يُعقد في الرياض الأسبوع المقبل ضدّ الإرهاب و«داعش»، ما يعني، بحسب المصدر نفسه، أنّها بدأت تستشعر خطر هذا التنظيم والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وهذه الخطوة يجدها في وقتها المناسب، خصوصاً بعدما تعاظم شأن «داعش» على صعيد الإرهاب، وبات يصوّر جرائمه في شرائط فيديو تبثّها وسائل الإعلام كافة، ليُثير الرعب في النفوس في أرجاء العالم.
وكان من الأفضل منذ أن ظهر هذا التنظيم ألا تتورّط بعض الدول الغربية في دعمه مادياً وعسكرياً للتخلّص من بعض الأنظمة العربية بحسب المصادر والسيطرة على النفط في المنطقة، لأنّ ذلك الدعم جعله يكبر كثيراً، حتى بات يُهدّد كلّ من أوجده، وحوّله الى تنظيم إرهابي يخيف الجميع.واشار المصدر الى ان مجلس الأمن الدولي لن يبقى صامتاً عن اعتداءات «داعش» وإرهابه، خصوصاً وأنّ هذه التنظيمات تقوم بتهديد مواقع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوّات (أندوف) في الجولان السوري، وقد طالب المجلس أخيراً بأن تغادر كلّ المجموعات المسلّحة مواقع هذه القوة، وتسليم الأسلحة والمعدّات التي أخذتها من العناصر.
كما دان المجلس في إعلان أقرّ بالإجماع عملية خطف اكثر من أربعين عنصراً من الأندوف التي تبنّاها تنظيم «جبهة النصرة» التابع لتنظيم «القاعدة»، مطالباً بـ «إطلاق سراح الجنود المختطفين فوراً وبلا شروط. الأمر الذي يجد فيه المصدر نفسه، بداية تحرّك من قبل مجلس الأمن ضدّ الاعتداءات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ما يمهّد لقرارات أخرى لاحقة، ما دامت هذه المجموعات المسلّحة ماضية في تعنّتها وإرهابها عن غير وجه حقّ.
ورأى المصدر أنّ التحرّكات الحاصلة إقليمياً ودولياً ضدّ التنظيمات التكفيرية، من شأنها أن تؤدّي الى اقتراحات وحلول مجدية للتخلّص منها في أقرب وقت ممكن، لا سيما وأنّ المطلوب تأمين عالم يسوده السلام، وليس القتل والذبح والإرهاب باسم الشيطان.
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...