مرة جديدة تثبت معادلة الشعب والجيش والمقاومة بالوقائع والأحداث والأدلة الميدانية الدامغة بأنها المعادلة الذهبية الوحيدة القادرة على حماية لبنان وشعبه وسيادته واستقلاله وحريته وكرامته من العنف الإسرائيلي المتربص شرا وعدوانا جنوبا على لبنان ومن العنف التكفيري الإرهابي المتربص إجراما شمالا وشرقا بلبنان الذي يقف وحيدا بقوة شعبه وجيشه ومقاومته في التصدي للمؤامرات التي تستهدف خطف لبنان لتجعله رهينة المشروع الإسرائيلي والتكفيري في المنطقة. هذا ما قالته أوساط سياسية بارزة في 8 آذار لـ «الديار». مضيفة أن ما تحقق من نجاح بكافة المعايير والحسابات العسكرية الميدانية في «غزوة بريتال» هو انتصار جديد يضاف إلى سجل انتصارات وانجازات ونجاحات معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي ظهرت تطبيقاتها العملانية في أرض المعركة انطلاقا من تصدي مقاتلي حزب الله السريع والفاعل للمجموعات المهاجمة على كافة النقاط التي تعرضت للهجوم ووقف تقدم المسلحين المهاجمين ومن ثم ملاحقتهم والحاق أشد الخسائر الفادحة في صفوفهم، مرورا بمدفعية الجيش اللبناني التي لعبت دورا محوريا وأساسياً في منع تقدم الإرهابيين التكفيريين في عمق الأراضي اللبنانية، ووصولا إلى اندفاع المئات من أبناء بريتال والقرى المحيطة بها بأسلحتهم الفردية للمشاركة في التصدي للمجموعات الإرهابية التكفيرية.
الأوساط تساءلت أين «إعلان بعبدا» وأين هي سياسة «النأي بالنفس» وغيرها من النظريات والتسميات التي تبقى حبرا على ورق وبعيدة عن أرض الواقع، حيث أن الأحداث الأمنية المتسارعة تزيد من حدة المخاطر الداهمة على لبنان وشعبه، فيما جهابذة السيادة والحرية والإستقلال هائمون حالمون ومصدقون أوهام تلك الخطابات والمعادلات الخشبية التي لا تقدم للبنان وشعبه سوى الخنوع والإستسلام والخضوع لمشيئة قدر الارهاب الاسرائيلي والتكفيري الذي إذا ما استفحل واستحكم بلبنان فأنه لن يوفر ببربرية ووحشية إجرامه أحداً لا في 8 ولا في 14 آذار وما بينهما من قوى وسطية ومستقلة، وهذا أمر تدركه قلة قليلة للأسف من المرجعيات والقيادات الوطنية التي تنظر إلى ما يجري في لبنان ومحيطه وجواره بعقلانية وحكمة لا بغريزة التطرف والإنغلاق المذهبي والطائفي الذي لا يقود لبنان سوى إلى الفتنة والفوضى التي تستدرجها بقوة قوى الشر الإسرائيلية والتكفيرية إلى الساحة اللبنانية التي لا يمكن تحصينها وتعزيز مناعتها في مواجهة ما يتهددها من أهوال ومخاطر إلا من خلال تعزيز الجبهة الداخلية التي يجب أن تكون قلبا واحدا وكلمة واحدة خلف معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي يرفضها كل من يريد ان يبقى لبنان وطنا ضعيفاً مشرعالأبواب ليكون ساحة مستباحة للأطماع والمؤامرات.
وتؤكد الأوساط عينها أن تمكن لبنان الشعب والجيش والمقاومة من دحر وافشال الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية للهجوم الواسع والمباغت الذي شنه مئات المسلحين التابعين لـ «جبهة النصرة» الذين قَدِموا من جرود عسال الورد وفليطا وحام وسرغايا في منطقة القلمون في سوريا على 15 نقطة عسكرية متقدمة للمقاومة موزعة على طول الحدود اللبنانية – السورية بين منطقة «النبي سباط» في جرد بريتال وصولا إلى جرد يونين المتصل بجرد عرسال، ذلك لا يعني ابداً أن الوضع الداخلي في لبنان «بألف خير» بل على العكس من ذلك فأن «غزوة بريتال» قد فضحت مدى ضعف الجبهة الداخلية للبنان، وهذا الضعف ظهر جلياً من خلال استغلال بعض القيادات السياسية والمنابر والمحطات الإعلامية لهذا الهجوم في سياق حساباتها السياسية الضيقة مع حزب الله،حيث ظهر من خلال مواقف تلك القيادات والمنابر والمحطات بأنها كانت تنتظر حصول مثل هذه المعركة لتكيل أحقادها على المقاومة التي تحمي لبنان وبطبيعة الحال تحميهم من كيد وإجرام الإسرائيلي والتكفيري، فتلك المواقف التي لم توجه ولا كلمة إدانة إلى «جبهة النصرة» ومشغليها من قوى اقيليمة وعربية قد اكتفت بتكرار النغمة الممجوجة المتمثلة بتحميل حزب الله مسؤولية ما جرى بسبب تدخله العسكري في سوريا .
إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية في بيروت أن الصورة يوما بعد يوم تنقشع غشاوتها لتكشف أن الهدف الأساسي من الإبقاء على ورقة العسكريين المخطوفين دون حلول جدية ومن «غزوة عرسال» ومن «غزوة بريتال» وما سيليهما من غزوات لاحقة هو إحكام التأثير السياسي والعسكري والأمني على لبنان من خلال الإرهاب التكفيري بتنظيماته ومجموعاته المسلحة على اطلاقها وذلك ضمن سياق تصفية الحسابات الإسرائيلية مع شعب وجيش ومقاومة لبنان بسبب انتصاره على اسرائيل في العام 2000 وفي العام 2006 ولأن الإنتصار اللبناني شكّل النموذج والمثال للفلسطينيين في غزة التي انتصرت مؤخرا على اجرام وغطرسة اسرائيل، وأيضا يأتي ضمن سياق تصفية الحسابات الإقليمية لبعض الدول التي تريد تصفية الحسابات مع إيران وحزب الله من خلال ساحات عرسال وبريتال وطرابلس وكل ساحة وزاوية من لبنان الذي يدفع اليوم من أمنه واستقراره ودماء شهدائه ثمن ذلك الصراع الجهنمي الذي يعطل الإنتخابات الرئاسية ويمنع تسليح الجيش اللبناني على النحو المطلوب الذي يوفر الحماية الفعلية للبنان وشعبه في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي يُحرك بشكل مباشر من قبل دول عربية وإقليمية.
وشددت الاوساط على ان هذا الأمر ليس سرا بل أن هناك تقارير استخباراتية غربية وعالمية تشير وتؤكد بشكل دقيق تورط تلك الدول في تمويل ودعم واحتضان التنظيمات الإرهابية على اطلاقها في المنطقة عموما، وتنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» على أرض سوريا والعراق خصوصاً… وتتابع أن ما قدمه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن من اعتذارات بسبب تعليقاته التي قال فيها إن هناك دولاً اقليمية وعربية سماها بالأسم «تقدم الدعم للمجموعات المتشددة في سوريا ما أدى إلى صعودها»، لا يدحض أبدا تلك التعليقات التي لم تكن مجرد زلة لسان لمسؤول أميركي كبير بمستوى جو بايدن التي أتت تعليقاته بناء على معلومات أمنية وعسكرية دقيقة متوفرة بين يديه تؤكد على التورط الدامغ لتلك الدول بالإرهاب ونشاطاته الإجرامية في المنطقة، وهذا التورط بطبيعة الحال لا تدحضه واقعة المشاركة الشكلية لتلك الدول في التحالف الدولي – الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب «داعش» في سوريا والعراق والذي تظهر الوقائع يوما بعد يوم فشله في لجم «داعش» التي لا يزال يتقدم على كافة الجبهات العسكرية في سوريا والعراق بالرغم من الغارات الجوية التي يشنها ذلك التحالف عليه الذي ساهم أيضاً بزيادة الدعم والتأييد لـ «داعش »من قبل معظم الإسلاميين المتشددين و التكفيريين في كل أنحاء العالم.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...