قال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، علي الموسوي، في اتصال هاتفي مع “إيلاف” من بغداد اليوم الثلاثاء إن مؤشرات النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية الاخيرة تؤكد تقدمًا كبيرًا لرئيس الوزراء نوري المالكي بشكل سيمكنه من ضمان الولاية الثالثة.
وكشف عن بدء المالكي اتصالات متعددة الجوانب مع جميع القوى السياسية الكردية والسنية اضافة إلى الشيعية والاخرى المتواجدة على الساحة من اجل الاتفاق على برنامج سياسي موحد يتفق عليه الجميع. وقال إن هذه الاتصالات تهدف ايضا إلى وضع اسس تشكيل حكومة الاغلبية السياسية.
وعن تصريحات زعيم “ائتلاف متحدون للاصلاح” رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الاخيرة بعدم اجراء اي حوار مع المالكي وعدم القبول بمنحه ولاية ثالثة مطلقا أشار الموسوي إلى أنّ هذه التصريحات دليل جهل بالوضع السياسي ورغبات لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع وهي ستقود إلى عزلته.
طي صفحة الماضي
وأكد الموسوي ان المرحلة المقبلة التي ستعقب الانتخابات وتشكيل حكومة الاغلبية السياسية ستدشن عهدا جدييدا يطوي اخطاء الماضي موضحا ان الاربع سنوات الماضية من عمر الحكومة لم تكن سنوات المواطن ورغباته وانما سنوات السياسيين وأحزابهم ومناكفاتهم ومصالحهم الذاتية.
وقال إن هذه المرحلة ستطوى لصالح اخرى اكثر التفاتا لمصالح المواطنين ورغباتهم في الامن والاستقرار وتوفير الخدمات والشعور بالكرامة. وأوضح ان مجريات تلك المرحلة استنزفت وقت وجهود السياسيين وابعدتهم عن هموم المواطنين وتطلعاتهم التي اصبحت مثارا للتنافس السياسي اكثر منها لمصلحة المواطن.
مبادرة حل أزمة الأنبار
وردًا على سؤال حول المبادرة المطروحة الآن لحل أزمة الأنبار المستمرة منذ اربعة اشهر والمباحثات الجارية حولها بين الحكومة وعشائر الأنبار أشار الموسوي إلى أنّ قادة عشائر المحافظة بدأوا يدركون خطر تنظيم القاعدة وداعش على سكان المحافظة ومحاولة اختطافهم كرهائن وجعلهم دروعا بشرية في مواجهاتهما المسلحة مع القوات العراقية.
وأوضح أن سياسيين لعبوا دورا في تشويه صورة الحكومة لدى ابناء المناطق الغربية من خلال مزاعم عن تهميشها لهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية وعدم ايصال المواقف الحقيقية اليهم.. وأقر بأن الحكومة من جانبها كانت مقصرة في الانفتاح والتواصل مع ابناء المناطق الغربية الامر الذي استغلته اطراف معينة لمصالحها الشخصية والحزبية.
وأكد أن المرحلة الماضية ستطوى لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون والتواصل وتنفيذ تطلعات ابناء تلك المناطق والتواصل معهم. وأوضح ان الحكومة اتبعت استراتيجية لحل أزمة الأنبار تقضي بتجنب العمليات العسكرية التي تقود إلى تدمير كبير وخاصة في الفلوجة ادراكا منها ان هذا الامر ستستغله القاعدة وداعش لاثارة الناس ضد الحكومة التي ارادت منح فرصة لحل يجنب السكان الاذى ويخلصهم من ارهاب المسلحين.
وحول وجود مبادرة حل طرفاها الحكومة وعشائر الأنبار يجري الآن الاتفاق على مراحلها الاخيرة أيد الموسوي ذلك مؤكدا رغبة الحكومة في انتهاء الاوضاع الشاذة في المحافظة وخاصة في مدينة الفلوجة لاعادة الحياة الطبيعية لاهلها وتعويض المتضررين منهم من العمليات العسكرية.
يذكر أن معلومات تترد حاليا عن التوصل إلى تفاهمات بين الحكومة وعشائر الأنبار اثر مباحثات سرية في عمان جرت خلال الايام الثلاثة الاخيرة تقضي بانسحاب جميع قوات الجيش البرية منها والجوية من مدن وقرى الأنبار باستثناء منطقة الحدود الدولية مع كل من الأردن وسوريا والسعودية وإصدار عفو شامل وعام غير مشروط عن جميع مقاتلي العشائر وإطلاق سراح جميع النساء المعتقلات إضافة إلى عزل محافظ الأنبار وتسمية محافظ جديد واعادة هيكلة جهاز الشرطة وتخصيص مليار دولار تعويضات للضحايا المدنيين واعادة اعمار المحافظة.
ومقابل ذلك يعلن المجلس العسكري لعشائر الأنبار عن وقف عملياته العسكرية وإعلان البراءة من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” والعمل على عزلها وطردها من مدن المحافظة المختلفة من قبل الثوار أنفسهم وإعادة الحياة إلى طبيعتها في الأنبار، وفتح الادارات والمؤسسات الحكومية والرسمية والمحاكم وبشكل رسمي وطبيعي وإطلاق عناصر الجيش الأسرى وإعادة عشرات الآليات العسكرية من دبابات ومدرعات كان ثوار العشائر قد استولوا عليها.
العلاقات مع السعودية
وحول مدى رغبة العراق في الانتقال بعلاقاته مع السعودية إلى مرحلة اكثر تفاهما وتعاونا أكد المستشار الاعلامي للمالكي رغبة العراق الاكيدة ببدء صفحة جديدة من التعاون مع السعودية وقال إن ايادي العراق ممدودة لها شرط عدم التدخل في شؤونه الداخلية.. موضحا ان السعودية تشن حملات اعلامية ضد العراق وتتدخل في شؤونه الداخلية وتدعم المجموعات المسلحة ضده.
واضاف الموسوي ان العراق بعث برسائل إلى السعودية من اجل تحسين العلاقات وارسل سفيره إلى الرياض منذ اعوام لكن السعودية لم تستجب لكل هذه الخطوات وحتى انها لم تفتح سفارتها في العراق حتى الآن. وشدد بالقول ان المشاكسة والتشنج في علاقات البلدين سيضران بهما ويجب ان تتحول بدلا من ذلك إلى علاقات طيبة تصب في صالح الاوضاع في المنطقة برمتها.