يوم كانت معركة عرسال على اشدّها بين الجيش والجماعات التكفيرية، توجهت الانظار نحو الهبة التي كانت السعودية اعلنت عنها في كانون الاول من العام الماضي بـ 3 مليارات دولار تخصصها المملكة لشراء اسلحة للجيش اللبناني من فرنسا، وشكلت الهبة نقطة ارتكاز اساسية وبارقة امل وتفاؤل للبنانيين لما تؤمنه من معدات وآليات وتقنيات تستلزم هذه المعركة ويفتقد اليها الجيش، لكن لا الهبة رأت النور ولا الاسلحة وصلت الى الجيش خصوصا وان لوائح الاسلحة المطلوبة قد انجزت وبيانات الحاجات الملحة قد استكملت. فما اسباب هذا التباطؤ؟ ولماذا تعثرت الهبة السعودية وابطلت الصفقة؟
المعلومات تشير وفق رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر لموقع الكلمة اونلاين الى ان العائق الاول امام تنفيذ الهبة السعودية يكمن في ان الجانب الفرنسي يهمه رأي اسرائيل حيث عمدت الى تزويدها بلائحة الاسلحة المطلوبة من الجيش سواء كانت صواريخ ارض- جو او صواريخ ارض – بحر او قطع بحرية متطورة او اجهزة الاتصال ما لم توافق عليه اسرائيل، ورفعت فرنسا بعدها لائحة باسلحة لم تتطابق مع حاجة الجيش سواء لانها غير متطورة ومنها ما هو مستعمل وقديم. وهذا يؤشر الى ان ضغوطات اسرائيلية تمارس وتؤخر الاتفاق على نوعية الاسلحة وطبيعتها.
وتفيد المعلومات وفق د. جابر بان تعثر الهبة السعودية سببه ايضا العمولات التي سيتم دفعها الى شركة اوداس الفرنسية التي تم تكليفها من الجانب الفرنسي لتنفيذ صفقة التسليح والتي تطالب بعمولة قدرها 5% أي ما يوازي 150 مليون دولار، إضافة الى عمولات أخرى ستحصل عليها بعض الاطراف اللبنانية النافذة في البلد، الامر الذي اغضب المملكة التي كانت وضعت معايير بالغة الشفافية لانجاز هذه الصفقة من دولة الى دولة.
والمفاجأة الاكبر يقول د. جابر تكمن في اعلان الجانب الفرنسي عدم تحويل المملكة للمبلغ المطلوب. ولكن في الاساس فان الثلاثة مليارات دولار ليست صفقة لوحدها انما تأتي من ضمن اتفاق فرنسي – سعودي بـ 30 مليار دولار يمنح منها خادم الحرمين الشريفين المليارات الثلاثة لتسليح الجيش اللبناني.
وفي مقابل كل هذه المعطيات فان ثمة من يتحدث عن ان لبنان ليس جاهزا بعد لتلقي الهبة بسبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية وان تنفيذ الصفقة رهن بضوء اخضر من السعودية .
جانين ملاح