أن التصريح الذي أدلى به الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال زيارته القصيرة الأخيرة لبيروت والذي أعلن من خلاله بأن بلاده تنوي تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني قد ساهم بشكل مباشر بتحريك هبات الـ 3 مليارات دولار للجيش اللبناني التي كانت عالقة في دوامة الوعود المغلفة بغموض الأجندات السياسية والشروط والمطالب المعقدة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصراعات المنطقة الساخنة في سوريا والعراق. هذا ما قالته مصادر نيابية بارزةالتي اكدت ان الدول التي تقاعست لسنوات وعقود طويلة عن تسليح الجيش ليكون قويا وقادرا على مواجهة التهديدات العدوانية الإسرائيلية شعرت بالحرج الشديد والحيرة والإرباك أمام موضوع الهبة العسكرية الإيرانية إلى الجيش اللبناني الذي شكل محور زيارة شمخاني، سيما أن العرض الذي تقدمت به إيران لتسليح الجيش أتى سخيا وخاليا من أي عراقيل او شروط من شأنها أن تؤخر أو تماطل في إيصال السلاح والعتاد العسكري المطلوب توفيره بأقصى سرعة إلى المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية اللبنانية لتكون في وضع أفضل وأفعل في مواجهة الخطر الإسرائيلي وأيضا الخطر الإرهابي التكفيري الذي تتنامى مخاطره الداهمة على كل لبنان خصوصا أن التقارير الأمنية والإستخباراتية المتابعة للحراك التكفيري في محيط لبنان وجواره لا تزال مستمرة بتحذيراتها من وقوع السيناريوهات الدموية التي يتحضر لها الإرهابيون لإستهداف أمن لبنان واستقراره وسلمه الاهلي وجيشه، بإعتبار أن ما جرى في عرسال (1) و «غزوة بريتال» ليس سوى البداية لسلسلة من الهجمات التي يتحضر ويتجهز لها الإرهابيون التكفيريون الذين يتحركون ضد لبنان بناء على أوامر تأتيهم من قوى إقليمية تتحكم بتحركاتهم كأحجار الدمى في «لعبة الشطرنج».
المصادر أكدت بأن ما يدور في الكواليس الحكومية يؤكد بشكل واضح بأنه و بعد مرور كل هذا الوقت من دون حصول أي خطوة فعلية إلى الأمام باتجاه صرف أموال هبة المليارات السعودية في شراء المعدات والأسلحة والأعتدة العسكرية اللازمة للجيش اللبناني، كان المسؤولون اللبنانيون وعلى أعلى المستويات السياسية والعسكرية يشعرون بالإحباط من حالة الجمود المطبق التي كانت تلف هبة المليارات قبل الإعلان عن الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني التي حركت حتما المياه الراكدة في هذه الهبة، وهذا الإحباط الذي كان سائدا وصل في بعض الأحيان إلى درجة التشكيك بعدم جدية تلك الهبة التي بعد كل الوقت الذي ذهب هدرا من دون أن يصل أي قطعة سلاح للجيش الذي كان في معركه عرسال يحتاج إلى العتاد الحديث الذي ربما لو كان متوفراً له في الوقت اللازم، لما وصلت معركة عرسال إلى ما وصلت إليه لا سيما على صعيد الخسائر البشرية التي لحقت بالجيش الذي يعلم الجميع بأن قوة إرادة واستبسال جنوده ورتبائه وضباطه هي العنصر الأساس الذي مكن الجيش من الإنتصار في معركة عرسال الأولى واحباط المخططات الإجرامية الوحشية للمسلحين الإرهابين والذي كان بإمكان الجيش أن يلحق الأضرار والخسائر بهم أكثر فيما لو أن تلك المليارات لم تبق عالقة في مماطلات رفاهية أروقة القصور المخملية الفاخرة فيما لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته الباسلة يواجهون الإرهاب التكفيري باللحم الحيّ والإرادة الصلبة والحازمة الرافضة الإستسلام لبربرية هؤلاء المسلحين وأجندات من يحركهم من قبل بعض الدول التي ترفع اليوم شعار محاربة «داعش» تحت جناح التحالف الدولي – الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لضرب «داعش» في سوريا والعراق في حين أن بعض تلك الدول قد تقاعست عن واجباتها في تسليح الجيش اللبناني الذي كان ولا يزال يواجه الإرهاب التكفيري في لبنان.
إلى ذلك أكدت أوساط متابعة في 8 آذار بأن الهبة العسكرية الإيرانية هي حاجة ملحة للبنان كما هبة المليارات السعودية ، وبأن أي عرقلة تأتي من هنا وهناك لمنع حصول الجيش اللبناني على المساعدة العسكرية من إيران هو أمر خطير ويطرح أكثر من علامة استفهام وسيكون له انعكاسات سلبية على الأوضاع والعلاقات السياسية الداخلية اللبنانية التي لا تحتمل المزيد من المماحكات والإنقسامات الحادة على خلفيات وحسابات إقليمية لا يجوز تحميل وزر عواقبها للبنان من خلال حرمان جيشه مساعدة عسكرية متاحة أمامه. خصوصا أن الخطر الإرهابي الذي يتهدد لبنان لا يحتمل رفاهية رفض هذه المساعدة العسكرية للجيش أو تلك في حين أن الجيش اللبناني يحتاج إلى كل مساعدة عسكرية لمواجهة الخطر الإرهابي التكفيري سيما أن القوة العسكرية للمسلحين الإرهابيين لا يجوز أبدا التقليل من شأنها وما يجري في سوريا والعراق خير مثال على مدى قوة التنظيمات الإرهابية الهائلة، حيث أن الضربات الجوية للتحالف الدولي قد فشلت لغاية اليوم وعلى الرغم من كثافتها وضراوتها ودقتها في إيقاف تقدم «داعش» على أكثر من جبهة عسكرية في سوريا والعراق، ما يعني أن الجيش اللبناني بعدده وعتاده المتواضع هو بجاجة ملحة وماسة للمساعدات العسكرية من أي جهة طالما أن هذه المساعدات العسكرية تاتي في سياق الهبات غير المشروطة والتي لا تمس لا من قريب ولا بعيد بسيادة لبنان والعقيدة الوطنية للجيش بل محصورة ضمن إطار دعم لبنان الرسمي لحربه ضد الإرهاب ولمواجهة التهديدات الإسرائيلية التي تبقى التهديدات الأكبر للبنان على الرغم من الخطر الإرهابي الذي هو في مكان وجه آخر لإسرائيل ومشروعها التفتيتي التقسيمي للبنان وكل المنطقة.
الأوساط أضافت بأنها ليست المرة الاولى التي تعرض فيها إيران تسليح الجيش اللبناني،على الرغم من أن بعض كبار المسؤولين ينفون حصول هذا الأمر، وبطبيعة الحال فإن هذا النفي ياتي في سياق التنصل من المسؤولية الوطنية التي كانت تقتضي في السابق كما في الحاضر والمستقبل أن يرحب لبنان الرسمي بهذه المساعدة ويسارع المسؤولون فيه إلى تسهيل كل ما من شأنه أن يمكن الجيش اللبناني من تعزيز قوته العسكرية بالسلاح والعتاد الحربي الحديث والمتطور. خصوصا أن إيران وعلى مدى ثلاثة عقود لم تتوان ولم تتأخر في تزويد المقاومة في لبنان بأحدث شحنات الأسلحة التي أرسلتها دون قيد أو شرط،وفي هذا الإطار يجمع كافة المراقبين للوضع اللبناني والإقليمي بأنه لولا هذه الاسلحة الإيرانية للمقاومة لما تمكنت تلك المقاومة من تحرير الجنوب في العام 2000 ولا من الإنتصار في حرب تموز عام 2006، وكذلك لم تكن هذه المقاومة لتتجرأ أن تتبنى بهذه العلانية والمجاهرة عملية مزارع شبعا الأخيرة ضد دورية اسرائيلية لو لم تكن تملك من القدرات العسكرية المتوفرة لها من إيران التي تمكنها في أن تكون جاهزة حاضرة للردعلى أي تصعيد اسرائيلي، وبالتالي المحافظة على توازن الرعب بين اسرائيل ولبنان. لذلك أن وصول شحنات الاسلحة الأيرانية غير المشروطة إلى الجيش اللبناني ضمن سياق الهبة العسكرية الإيرانية من شأنها أن تفتح الطريق أمام مسار تسليح وتمكين وتعزيز الجيش اللبناني بشتى الأسلحة الإيرانية الحديثة التي من شأنها أن ترفع قدرات الجيش اللبناني العسكرية والقتالية ليكون أكثر قوة و جهوزية واستعدادا ليس لمقارعة ومحاربة الإرهابيين التكفيريين بل ايضا لمواجهة اسرائيل وغطرستها الغاشمة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...