بدأ العد العكسي وفق المجريات الميدانية في المنطقة لانهاء «دولة الخلافة» التي امتدت على مساحة 164 الف كلم مربع من الرقة وصولاً الى الموصل، والذي يثبت ذلك قيام الطائرات الحربية الاميركية بضرب مواقع تنظيم «داعش» في العراق وخصوصاً في منطقة الموصل التي نجحت القوات الكردية البشمركة باستعادة السد المائي الذي يعد من السدود الكبرى في العالم ولو نجحت «داعش» في تفجيره لازال مدناً عراقية عن الوجود ومن ضمنها العاصمة بغداد وفق الاوساط المواكبة للوقائع الميدانية في المنطقة، ويبدو ان عملية ترتيب منطقة الشرق الاوسط ربما تكون قد نضجت في المطابخ الدولية ما استدعى التدخل الجوي الاميركي للبدء بتقليم مخالب الوحش «الداعشي» تمهيداً للقضاء عليه نهائياً بعدما بات يهدد المصالح الاميركية مباشرة.
وتقول الاوساط ان ثمة تفاهماً اميركياً سورياً تحت الطاولة قد حصل وتمثل ذلك بقيام الطيران الحربي السوري بشن 122 غارة جوية على مقرات «داعش» في الرقة التي تعتبر معقلها الرئيسي بعدما تلقت دمشق معلومات وصوراً للاقمار الاصطناعية من واشنطن تبرز فيها مواقع «داعش» وامكنة حشودها ما وفر للطيران السوري الشروط اللازمة للانقضاض على مقاتلي «دولة الخلافة» ولعل اللافت في الامر، ان عملية القصف توازت وتزامنت مع القصف الاميركي على المواقع العراقية حيث تسيطر «الدولة الاسلامية في العراق والشام».
وتشير الاوساط الى ان التحرك العسكري الاميركي يصب في خانة الحروب الاستباقية بعدما توفرت معلومات للاستخبارات الاميركية تؤكد ان المقاتلين الاجانب في «داعش» يضمون في صفوفهم نسبة كبيرة من الاميركيين والاوستراليين والبريطانيين، وهذا ما دفع بلندن الى الاعلان عن استعدادها للمشاركة في العمليات العسكرية وكذلك اوستراليا على خلفية ان هؤلاء المقاتلين لم يأتوا من فراغ بل من بيئة غربية وان لديهم خلايا نائمة قد يتم ايقاظها لضرب اهداف في الدول المذكورة، لاسيما وان واشنطن لم تنس بعد «غزوة نيويورك» التي اطاحت ببرجي التجارة العالمي كما اصابت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» وكادت تنجح في ضرب البيت الابيض باحدى الطائرات التي كان يقودها الارهابي زياد الجراح وسقطت اثر اشتباك ركاب الطائرة مع الارهابيين الذين كانوا يختطفونها.
وتضيف الاوساط ان التقييم الغربي لـ«داعش» يرى ان هذا التنظيم الذي تم اختراعه على ايديهم بات خارج السيطرة لاسيما وانه نجح في الاستيلاء على معظم حقول النفط في سوريا والعراق وعلى السدود المائية اي على اهم مصدرين للطاقة والمياه وانه بات الاغنى في تاريخ التنظيمات الارهابية حيث تتيح له موارده المالية بتصدير وحشيته على كافة دول المنطقة وصولاً الى الغرب الذي استفاق متأخراً.
ووفق هذه المعطيات المرعبة لا يزال اهل السياسة في لبنان يتلهون بالقشور علماً انهم باتوا قاب قوسين من الفك «الداعشي» المفترس الذي برزت طلائعه في عرسال، في المعارك التي خاضها ضد الجيش اللبناني بعدما اختطف المدينة البقاعية واخضعها بالتواطؤ مع بعض العراسلة، حيث لا يزال هذا الملف قيد التداول خصوصاً وان مخطوفي العناصر الامنية من جيش وقوى امن داخلي لا يزالون في قبضة «داعش» و«النصرة»، وهذين التنظيمين لا يختلفان في ممارستهما الوحشية عن بعضهما البعض وهذا ما ادركه النائب وليد جنبلاط الذي يسعى الى ايقاظ القيادات المسيحية من سكرة الوصول الى قصر بعبدا محاولاً تقريب المسافات للخروج بالحد الادنى الممكن من التفاهمات التي تخفف وقع العاصفة لاسيما وان المسيحيين والدروز هم من سيدفع الثمن الغالي في لعبة الامم لاسيما وان العراق افرغ من مسيحييه، وان الدروز باتوا في عين «العاصفة الداعشية» اثر الهجوم الذي تعرضت له بلدات درزية في منطقة السويداء وان كلامه حول الخطر الوجودي على الاقليات لم يأت من فراغ وهو القارىء الاكثر استشرافاً لعلامات الازمنة، فهل توقظ حركة الزعيم الدرزي الاقطاب المسيحيين من لوثة الكرسي الاولى قبل ان يطير «لبنان غورو؟
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...