لم يكن محبي الجيش اللبناني يحبذون تلك النهاية التي انتهت بها معارك عرسال بين الجيش الوطني والمسلحين، فالأخبار والمعطيات الواردة اليهم من هناك لا تُبشر بالخير، وتعكس نوعاً من أنواع الهزيمة العسكرية للجيش اللبناني الذي وافق على انهاء المعارك من دون استرجاع أسراه وحتى بعض من جثامين شهدائه.
ونال قائد الجيش العماد جان قهوجي سهام الغاضبين بصفته الرأس الأعلى للهرمية العسكرية في لبنان اذا استثنينا المنصب الدستوري الذي يحتفظ به رئيس الجمهورية بما خص ذلك، فكيف يمكن لعماد الوطن كما يفترض ان يوافق على حماية انسحاب المسلحين من الدواعش وجبهة النصرة الى جرود عرسال ودماء شهدائه لم تجف وجروح جرحاه لم تلتئم وآلام الثكلى لم تُطفئ.
بالعودة الى ما قبل المعارك، وصلت معلومات موثوقة الى قيادة الجيش نُقلت عبر الاعلام ان مجموعات إرهابية ستعمل على خطف ضباط وجنود من الجيش اللبناني بهدف مبادلتهم على اسرى لهم وأسرى إسلاميين من سجن رومية. عندها عملت قيادة الجيش الى اتخاذ التدابير الأمنية والوقائية لحماية جنودها وقالت انها عززت مواقع الجيش اللبناني في العديد من النقاط التي قد تكون مستهدفة.
لن ندخل الى تفاصيل المعارك، الا اننا سنكتفي بنتيجتها فقط، عودة المسلحين الى جرود عرسال (كما كان الوضع قبل المعارك) ولكن برفقتهم العديد من عناصر الجيش اللبناني، اذاً، لقد نجحوا باستهداف الجيش ونجحوا في تنفيذ عمليتهم وقد يقول قائل ان ذلك النجاح ما كان ليحصل لولا قبول الجيش بانسحاب داعش والنصرة من عرسال، بمعنى آخر نجاحهم كان بمساعدة الجيش.
فهل يُفترض لاحقاً ان ورد معلومات امنية استخباراتية كالتي وردت قبل معارك عرسال ان يقوم الجيش اللبناني بتسليم بعض من عناصره للمجموعات المسلحة درءاً للفتنة وحفاظاً على دماء جنوده؟
أدهم الحسيني – صدى العرب