احرجت انفاق الضاحية “حزب الله”. الانفاق التي كان يحضر من خلالها لاعمال ارهابية ضد مستشفى الرسول الاعظم وضعت حزب الله امام سيف ذو حدين، الحدّ الاول هو مدى قدرة الحزب على التعامل مع مثل هذا النوع من التهديدات، اما الحدّ الثاني فهو مدى قدرته على الاعلان عن انجاز اكتشاف الانفاق واعلانه عن انطلاقها من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، وما لذلك من قدرة على خلق حساسية كبيرة يحاول الحزب دائما تجنبها. لكن ما هي حقيقة انفاق الضاحية؟
عمد “حزب الله” الى الترويج لعدم وجود انفاق حفرها التكفيريون، عبر الوسائل الاعلامية المقربة منه، لكن الحقيقة ان هناك نفق، بل انفاق. استطاع العناصر الذين قاموا بالحفر بالوصول الى بعد 70 متراً من مستشفى الرسول الاعظم، وتحديداً قرب مدرسة “شاهد”، حيث اصطدم الحفر بحائط احد طوابق المدرسة تحت الارض، الامر الذي ادى الى اكتشافه من قبل عناصر حزب الله بعدما تمّ تبليغم بحصول شيء ما. بعد ذلك قام الحزب بعملية امنية ادت الى اعتقال نحو 7 اشخاص، حقق معهم ليتبيّن ان النفق المكتشف ليس وحيداً، الامر الذي دفع عناصر حزب الله الى الاستنفار في الضاحية الجنوبية وخاصة في محيط طريق المطار.
تتحدث مصادر لموقع “ليبانون ديبايت”، عن مخطط كان “يقضي بتفجير كمية كبيرة من المتفجرات في النفق الممتد نحو مستشفى الرسول الاعظم، ومن ثم قيام عدد من العناصر المسلحة باستغلال لحظة الانفجار للدخول الى المنطقة واطلاق النار على المواطنين”.
وتضيف المصادر: “يبدو ان الهدف الاساسي من استهداف مستشفى الرسول الاعظم، هي معلومات وصلت للارهابيين ان في تحت الارض التابعة للمستشفى يوجد مستشفى خاص بحزب الله يستخدمه في معالجة جرحاه الذين يسقطون في الحرب السورية، وهذه المعلومة يتداولها اهالي الضاحية من دون وجود ما يؤكدها”.
وتعتبر المصادر انه “في حال نجاح هذا المخطط، فان البلد كان سيدخل في دوامة من العنف لا تنتهي، اذ كانت ردود الفعل الفورية ستتوجه ضد المخيمات الفلسطينية القريبة من الضاحية ومن ثم ضدّ البيئات السنية، وردود الفعل هذه ستؤدي الى ردود فعل مضادة وهكذا”.
وتشير المصادر الى ان “استمرار الاستنفار في الضاحية يهدف الى امرين، الاول هو البحث عن انفاق اخرى قد تكون موجودة من خلال بعض التقنيات التي يمتلكها الحزب، والثاني، يهدف الى تفكيك واكتشاف خلايا نائمة داخل الضاحية الجنوبية، تنتظر لحظة مناسبة للقيام بعملية معينة، كلحظة التفجير المفترضة”.
من جهته شكك مصدر فلسطيني في حديثه لـ”ليبانون ديبايت”، عن وجود نفق يربط المخيمات الفلسطينية، معتبراً ان الزج بالعنصر الفلسطيني لا يراد منه سوى اختلاق الفتن المذهبية بين المخيمات ومحيطها.
*ليبانون ديبايت