لم تكد تنتهي الأحداث العسكرية في عرسال حتى برزت تساؤلات كثيرة حول
الاتفاق السياسي الذي ذعن له الجيش اللبناني بالسماح للمسلحين الارهابيين
بالانسحاب خارج عرسال وبحوزتهم عشرات العناصر العسكرية من قوى الأمن والجيش مما
اضر بهيبة الدولة والجيش اللبناني الذي ظهر كأنه لا يستطيع حماية عناصره من دواعش الداخل
والخارج.
وقال نائب تكتل التغيير والإصلاح فريد إلياس الخازن «ان فضيحة معركة عرسال كانت في انسحاب المسلحين
ومعهم رهائن من العسكريين» متسائلاً ان الاتفاق الذي ظهر للجميع كان يقضي بالسماح
للمسلحين بالخروج من عرسال شرط الافراج عن الأسرى العسكريين، فما الذي جرى وأدى
الى تسهيل انسحابهم من دون الافراج عن الأسرى.
ونقلت مصادر صحفية ان اتصالات تجري على مستوى
المرجعيات السياسية العُليا في البلد لوقف السجال والتجاذبات حول الجيش اللبناني
وما جرى في عرسال لأن المؤسسة العسكرية اثبتت في اكثر من محطة انها الضامنة الوحيدة
لاستقرار لبنان ووحدته في ظل ظروف امنية وسياسية صعبة تمر بها البلاد.
ورد البعض على هذه المصادر بأنها المهزلة
الحقيقية التي تصيب المؤسسة العسكرية، فان انشاء لجنة تحقيق نيابية كانت او عسكرية
هي الضمانة الوحيدة لبقاء المؤسسة العسكرية ونجاحها في أي أزمة حقيقية قد يمر بها
الوطن ويتحسبها الجميع فهناك الكثير من التجاوزات التي حصلت في عرسال يجب ان يتم
توضيحها خصوصا انه تم التحذير مسبقا من ان الوضع في عرسال قابل للتفجير الا ان النتيجة
كانت كارثية.
ان المؤسسة العسكرية
حصلت على احتضان شعبي كبير خلال معاركها الباسلة في مواجهة الارهاب الداعشي
وانصاره في لبنان، وتفاعل الوطن بأكمله واستنفر مع بطولات ضباطه وعناصره وهم
يسطرون ملاحم البطولة والفداء على ارض الوطن، من حق هذا الشعب العظيم ان يعلم ماذا
حصل بأبطاله كيف استشهدوا وكيف اسروا، وكيف جرت الخديعة والخيانة ان وجدت. ان
الجيش اللبناني هو الآن بأمس الحاجة الى الشفافية وتقديم الرواية الحقيقية لما
جرى، من اجل صمود المؤسسة والحفاظ على هيبتها وقوتها واجلالً لأرواح الشهداء
وصوناً لدماء الجرحى.. انهم ابطال الجيش لا تغدروا بهم… قولوا لنا ماذا حصل
أدهم الحسيني – صدى العرب