للسنة الثانية على التوالي
تلغي حركة «أمل» مهرجانها السنوي في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. وهذا
الإلغاء حصل بسبب الظروف الأمنية وللأسباب ذاتها التي دفعت الى إلغاء الإفطارات
الرمضانية قبل شهرين.
الرئيس نبيه بري لم يدع هذه المناسبة المركزية تمر من دون خطاب سياسي يحدد رؤيته
للوضع الخطير والخطوط العريضة لكيفية مواجهته وهي:
? إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن الدولة لا يمكنها السير من دون رأس، ولأن إتمام
انتخابات الرئاسة سيفتح الباب لإنجاز مختلف الاستحقاقات، ومنها الانتخابات
النيابية، ويطلق عملية سياسية نحن أحوج إليها لمواجهة استحقاقات وتهديدات الإرهاب
العابر للحدود والدول.
? وضع استراتيجية وطنية مشتركة لمجابهة الإرهاب لأن الوحدة الوطنية تشكل ضرورة
وطنية في سبيل مواجهة الارهاب، ولأن هذه المواجهة ليست مسألة أمنية أو عسكرية فقط،
لكنها مسألة تفكيرية تثقيفية وطنية ايضا.
? الاستثمار في الأمن بزيادة قوة الردع الوطنية التي تميز الجيش اللبناني،
وزيادة عديده وتحديث عتاده.
? ضخ الحياة في مشروع الدولة عبر تنفيذ كامل لاتفاق الطائف.
? برنامج عربي لكبح الارهاب التكفيري.
? اعتراف الجميع بأن الحل السياسي هو السبيل لحل المسألة السورية واليمنية
والليبية.
إصرار الرئيس بري على اتمام الانتخابات الرئاسية، يواكبه تحرك وتنسيق بين عين
التينة والمختارة للخروج بحلول قد تخرج هذا الملف من عنق الزجاجة. وفي هذا السياق
قالت مصادر سياسية إن الإفادة من مبادرة فاتيكانية كانت مدار نقاش بين الرئيس نبيه
بري والنائب وليد جنبلاط بحثا عن مخرج للشغور الرئاسي.
وذكرت المصادر أن
تحرك جنبلاط الأخير تناول سبل إقناع العماد عون بسحب ترشحه والجهة التي يفترض أن
تتولى التواصل معه لهذا الغرض.
وفي المداولات التي جرت بين بري وجنبلاط
(بحسب تقارير صحافية)، جرى التطرق إلى مثل العراق من زاوية أن تنحي رئيس الوزراء
السابق نوري المالكي جاء بعد تشبثه بالترشح لرئاسة الحكومة، نتيجة تدخل المرجعية
الدينية الشيعية الممثلة بالسيد علي السيستاني لمصلحة اختيار غيره للمنصب وان
مبادرة السيستاني كان لها الأثر الأساسي في معالجة المأزق العراقي المتعلق برئاسة
الحكومة، وبالتالي يفترض أن يلعب شبيه السيد السيستاني في لبنان دورا في إقناع عون
بالإحجام عن طموحه إلى الرئاسة، والفاتيكان هو المرجعية الموازية التي يمكنها أن
تؤثر في ذلك، لكن التداول بهذه الفكرة لم يستكمل، إذ تترقب بعض الأوساط ما إذا كان
تدخل البطريرك الماروني بشارة الراعي تجاه روما سيشمل هذا المخرج، الذي يشكك كثيرون
في إمكانية نجاحه، علما أن ثمة من يرى أن بكركي التي تشكو من عدم التجاوب مع
نداءاتها المتكررة تكاد «تيأس» من تجاوب الزعماء الموارنة مع رغبتها في أن تعود
الحياة الى قصر بعبدا من جديد.