ينقص خالد خوجة ان يعتلي المنبر ويعلن: نحن احفاد العثمانيين والسلاجقة!
حتى عندما كان صبياً في دمشق كان يفاخر بأصله التركي، وهو ما يعكسه اسمه المستورد من آسيا الصغرى، وهذه ليست بالنقيصة في اي حال، ولكن ان ينتخب رجل يحمل الجنسية التركية رئيسا للائتلاف الوطني السوري، هنا الفضيحة…
فضيحة!! متى لم يكن اعضاء الائتلاف، او الاكثرية على الاقل، دمى عثمانية وتتكدس امام البلاط العثماني؟
حين نسأل شخصية خليجية عن كيفية القبول بخوجة، وهو الباشا التركي، تأتي الاجابة بأن الائتلاف، وفي ظل التحولات على الارض، لم يعد اكثر من متحف بشري. وجوه عتيقة (لا تنسوا الوجه الداعشي لهيثم المالح)، وآراء عتيقة، وسواء كان رئيسه عربيا ام تركيا ام صينياً…
لكن وجه خوجه يبدو حديثا، وهوليوودياً، اذا ما قارناه بوجه عبد الباسط سيدا، او احمد العاصي الجربا، او احمد معاذ الخطيب، او هادي البحرة. على كل من يتولى ذلك الموقع يفترض به ان يحترف إما رقصة الروك اندرول او رقصة الدراويش…
خالد خوجة، المأخوذ بمفاتن رجب طيب اردوغان، طبعا المفاتن السياسية، يبدو انه يتماهى معه حتى بآرائه السوسيولوجية، قال انه سيكثف اهتمامه في هذه المرحلة بالتوجه الى اهالي المدن السورية «لان شرعيتنا تنبثق منهم في شكل اساسي».
تماما مثل اردوغان الذي اعتبر ان شرعيته التاريخية والايديولوجية يستمدها من مدينة اسطنبول وقبابها ومآذنها. ولكن ألا يبدو كلام خوجة غريبا ومستغربا حين يعتبر ان شرعيته تنبثق من اهالي المدن دون اهالي الريف الذين هم من قادوا الاحتجاجات، بعدما كانوا ضحايا النظريات الاقتصادية التي اطلقها عبد الله الدردري وادت الى ازدهار المدن وتهميش الارياف؟
ومتى لم تكن هناك حساسية لدى الريف من المدينة، وبالعكس، وهذا ما كان واضحا في سلسلة الانقلابات التي شهدتها سوريا، فكيف للرجل الذي لا موطىء قدم له لا في المدن ولا في الارياف، ان يحدث انقلابا في المشهد، اي ان يبدأ من دمشق مثلما بدأ اردوغان من اسطنبول. احلام راقص الروك اندرول ام احلام راقص الهيب هوب؟
قال انه يحاور الاطراف المعارضة السورية كافة، بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة(هل يعترفان بوجوده اساساً؟)، اما الحوار مع النظام فلا يكون إلا حول الانتقال السياسي للسلطة، اي ان يفرش اهل النظام امامه السجادة الحمراء لا اكثر ولا اقل، ولا حتى كشركاء.
تتصورون، بعد كل الذي جرى، وفي ظل الاشتباك( والتشابك) الاقليمي والدولي، وحيث لا مكان للائتلاف لا في المدن السورية ولا في الارياف السورية، ان هذا حديث عاقل؟
يذكّرنا كلام خوجة بكلام ابن بطوطة لدى سماعه موعظة لابن تميمية في احد مساجد دمشق «…إلا ان في عقله شيئاً»!
هي المدرسة الاردوغانية في الفقه السياسي كما في الفقه الاستراتيجي. لكن الغطرسة قد تليق بالباب العالي، وهو رئيس دولة، فهل يعرف خوجة انه اقرب ما يكون الى الحوذي الذي يقود عربة الموتى. العرب تعاملوا اخيرا مع الائتلاف هكذا على انه مستودع عثماني (مستودع للموتى) وتركوه في ادارة السلطان العثماني…
يفترض ان نعيد الى اذهان جماعة الائتلاف ان هناك اكثر من 1200 فصيل مسلح في سوريا. هذا قول البنتاغون وليس قولنا، اي ان الائتلاف ليس اكثر من ظاهرة فولكلورية ومصطنعة، الا اذا كانت صحيحة تلك المعلومات التي تقول ان الاستخبارات التركية اقامت قناة اتصال وتواصل بين الجناح التركي في الائتلاف وقيادات ميدانية و سياسية في «داعش»؟
ثمة جهات نقلت هذه المعلومات قبل نحو شهرين، وهي تحدثت عن مفاجأة داخل الائتلاف. الباشا التركي، ونجل القيادي في» الاخوان المسلمين»، كان المفاجأة، ودون ان نتخلى عن توجسنا من الاختيار وفي هذا الوقت بالذات، وحيث يبدو ان انقرة تستميت للحيلولة دون صياغة اي سيناريو يمكن ان يفضي الى تسوية سياسية في سوريا يكون النظام الطرف الرئيسي فيه، وهو النظام الذي قال فيه محمد حسنين هيكل انه المؤهل للتفاعل مع قوى المعارضة البعيدة عن الايديولوجيات الراديكالية القاتلة…
كلنا ندرك كم ان الواقع السوري معقد، وكيف ان عشرات اجهزة الاستخبارات ساهمت في انتاج هذا الواقع، كما ندرك ان ما تقوم به موسكو هو بداية البدايات من اجل وقف مطحنة الدم، فماذا يريد رجب طيب اردوغان وتابعه خالد خوجة، سوى تكريس سوريا ولاية عثمانية ودون اي اعتبار لعذابات الشعب السوري الباحث عن اي تسوية ما دام البديل هو زوال سوريا وزوال السوريين من الوجود…
اختيار خوجة، الارستقراطي الدمشقي الذي انتقل الى اسطنبول وهو فتى حيث «استعاد» الجنسية التركية، يعني شيئا واحداً ان اردوغان ماض بالازمة السورية حتى آخر سوري. ربما حتى…آخر تركي!!
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...