عادت قواعد الإشتباك القديمة إلى منطقة القلمون، القواعد المبنية على الضربات النوعية – المحكمة للمقاومة والجيش السوري المعتمدة على عمليات الرصد والكمائن، محددة الاهداف، حيث بات هذا السيناريو العسكري الأنجح بعد سيطرة حزب الله والجيش السوري على قرى وبلدات القلمون وإخراج المسلحين نحو المناطق الجردية.
لم تفلح خطط هؤلاء في الاسابيع القليلة الماضية بالخروج من مناطق عزلهم في الجرود عبر الهجمات المكثفة التي شُنت على مواقع الحزب في جرود بريتال وتخوم عسّال الورد.
الهجمات الفاشلة هذه عزّزت من حالة الاحباط لديهم والشعور من عدم جدوى القيام بشيء لتحرير النفس من الحصار الخانق. على أبواب الشتاء، يسعى المسلحون للمحافظة على الحد الادنى من التماسك، ولهذا الغرض نشطت، وفق عمليات رصد ومسح المقاومة، محاولات تبديل لعناصر في المواقع المرتفعة وتلك التي في الثغور التابعة للمسلحين في محاولة منهم لاراحة عناصر وتعزيز الدعم قبيل الشتاء.
التحركات هذه التي تنشط خصيصاً في المنطقة القريبة من جرود عرسال داخل الحدود اللبنانية، اي في الجرود السورية المقابلة لها، هي تتم تحت أعين المقاومة في إيقاع رصد مضبوط يُحدّد مواقع التحركات ومجرى سيرها، حيث يتسلّل مقاومون إلى مناطق قريبة بهدف تشريك عبوات، او يتم إستهدافها بالاسلحة الصاروخية عن بعد بهدف، وهو الخيار الأفضل، ويتم إيقاع هؤلاء وقتلهم. في جديد هذه المحاولات، هو ما حصل لمجموعة بديل تابعة لـ “جبهة النصرة” كانت تتحرك للوصول إلى موقع يقع على أطراف “تل موسى” الاستراتيجي في جرود رأس المعرّة المواجهة لجرود عرسال من الناحية الغربية لمنطقة القلمون.
المقاومة، ووفق المصادر رصدت تحركات قبل ايامٍ للمسلحين في هذه المنطقة وهي أعدت العدة لهم، كان هناك مجموعات مسلحة تقوم بعمليات مسح ورصد في أطراف “تل موسى” الذي يقع على إرتفاع 2800 متر عن سطح البحر تقريباً، ويسيطر عليه المسلحون متمكنين من كشف المنطقة. في الايام اللاحقة، ظهر ان عملية المسح هذه كانت تهدف لتأمين طريق مجموعة مشاة بديل للمسلحين هدفها تبديلهم في مواقعهم وخروج من في تلك المواقع بهدف الراحة الجسدية، هذا ما ظهر لاحقاً، لكن قبل ذلك، أدركت المقاومة بأن هناك شيئاً ما يحضّر ما دفعها إلى تعزيز عملية المراقبة لهذه المنطقة. أتت لحظة الصفر، رصدت مجموعة مسلحة تتجه نحو التل وتسلك طريقاً ترابياً في أطرافه، وما ان وصلت إلى مكان محدد، إنهال عليها المقاومون بالنار وبالاسلحة المناسبة ما أدى لايقاع أفراد مجموعة البديل بين قتيل وجريح.
أعقب الكمين المحكم خروج مسلحين من ثغورهم بهدف سحب الجثث بعد ان قاموا بقصف محيط المنطقة من أعلى التل بقذائف الهاون محاولين خلق جدار نار، وما ان وصل هؤلاء حتى اطلق المقاومون نيرانهم بإتجاههم موقعين المزيد من الاصابات.
لا يوجد رقم للقتلى اللذين سقطوا كون المقاومون لا يستطيعون الوصول إلى هذه النقطة بفضل وجود المسلحين في أعلى التل المواجه، لكن العدد قدر بـ 20 إرهابياً.
على صعيد “تل موسى” فإن المقاومة أطلقت في شهر تموز الماضي عملية واسعة تهدف للسيطرة وعلى مجموعة تلال صغيرة منتشرة على مقربة منه، لكن العملية أوقفت في تلك الفترة لاسباب عسكرية بعد ان كانت وحدات المقاومة قد سيطرت على تلال “طلعة موسى، الحريق والبستان” المتاخمة.
السيطرة هذه لم تدم طويلاً بسبب عدم إستكمال عملية التقدم نحو “تل موسى” ذو الارتفاع الشاهق ما تسبب بتراجعهم عنها. التراجع عن التلال المذكورة اتت بسبب قوة النار الصادرة عن المسلحين في “تل موسى” نحو التلال الاقل إرتفاعاً التي تسيطر عليها المقاومة ما عرضها لنيران كثيفة تسببت بوقوع خسائر في صفوف المقاومين، نتج عن ذلك قراراً بالتراجع عنها وإبقاؤها تحت السيطرة النارية للمقاومة دون تمكين المسلحين من التقدم نحوها مجدداً، حيث تعتبر مجموعة التلال هذه خالية من اي وجود عسكري حالياً.
بعيداً عن منطقة ريف دمشق الغربي (القلمون)، أوقعت وحدات الجيش السوري كميناً من نوعٍ آخر بمسلحين في غوطة دمشق الشرقية (ريف دمشق الشرقي). وتفيد المعلومات ان مجموعة مسلحة حاولت يوم أول من أمس الثلاثاء العبور والتسلّل من شمال بلدة عربين بإنجاه مدينة حرستا التي يخود فيها الجيش معارك، ما ادى إلى كشف المجموعة وإستهدافها بالاسلحة المناسبة ما أدى لسقوط 5 قتلى، وفق مصادر في الجيش السوري.