بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة وبدأت غرف القرار السياسي القطري بالتحرك والإنتقال من بلد إلى أخر من أجل “الدفاع عن فلسطين” كما تزعم الماكينة السياسية القطرية.تحاول قطر منذ اليوم الأول على إندلاع الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، إستغلال القضية الفلسطينية وتمرير نظرية ” قطر تدافع عن فلسطين ومصر تتآمر على فلسطين “، تعود أسباب هذا الطرح إلى العلاقة المتازمة بين مصر وقطر على خلفية إنهاء المشير السيسي حكم الاخوان المسلمين في مصر، ضمن هذا الإطار كان التحرك التركي القطري للضغط على ” الرئيس الفلسطيني القادم ” خالد مشعل لرفض المبادرة المصرية كونها لا تحقق مطالب المقاومة الفلسطينية.
لم يعد يخفى على أحد دور قطر المدمّر للعالم العربي والإسلامي فهي تتواطئ على القضية الفلسطينية، تتآمر على دمشق، موّلت الحرب على ليبيا، دعمت إٍسرائيل في تقسيم السودان وحاولت تكراراً قلب نظام الحكم في مصر، كيف إقترح قطر نفسها وسيطاً للتفاوض مع امريكا وإسرائيل ؟
بدات القصة عندما تلقى كيري إتصالاً من وزير خارجية قطر عارضاً وساطة قطرية لحل الازمة الحالية واضعاً تصوراً إستراتيجياً للصراع العربي الإسرائيلي مفاده إيصال خالد مشعل رئيساً لفلسطين مقابل تهدئة شاملة تمهيدأ للعودة إلى طاولة المفاوضات، أدّى هذا الامر إلى زعزعة داخل القيادة السياسية في حماس وإلى إنقسام بين الخط الذي يدعمه محمود الزهار وبالتالي الجناح العسكري وبين الموالين لخالد مشعل الذين يطلق عليهم داخل الحركة مصطلح ” البرجوازيون “.
صدرت في الآونة الاخيرة عدة وثائق قيل إنها تسربت من الخارجية القطرية يتضح منها بان حوارا يدور منذ فترة بين أمير قطر والإدارة الأمريكية وشخصيات فلسطينية مثل اللواء الرجّوب تتعلق بهوية وشخصية وريث ” ابو مازن” وان خالد مشعل احد ثلاثة أسماء مطروحة وليس مجرد واحد من مجموعة بل يشكل اسما مفتاحيا في هذا المخطط. (الرجوب بديلا قطرياً عن عباس؟ صحيفة الاخبار اللبنانية، العدد ???? الثلاثاء ?? حزيران 2014).
وفقا للنموذج القطري – الأمريكي فان مشعل لم يكن الوريث الوحيد بل جزءا من قيادة جماعية تضم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى جانب شخصيات أخرى مقربة من قطر مثل جبريل الرجوب لكن في هذا الوضع الأسماء هي الشيء غير الهام بل ان بداية مشاركة حماس هو المهم لأنه يؤشر إلى أفكار ورؤى تنضج حاليا في أروقة البيت الأبيض خصوصاً بعد خسارة أبو مازن لمصداقيته وإفلاسه سياسيا وشعبياً .
الخلاصة، لن تستطيع قطر ان تقنع الرأي العام العربي والفلسطيني بنظرية دعمها للقضية الفلسطينية بسبب طغيان ملفها الإجرامي الداعشي في جميع انحاء العالم العربي، بكل جرأة اصبحنا نعيش بزمن تنتصر فيه المقاومة والشعوب وتسقط فيه الصهيونية وأدواتها، أصبحنا في زمن لا تنفع فيه ” الجزيرة ” ولا يفيد ” العرب الجديد “، كل ما ينفع في هذه المرحلة هي المقاومة وقوّة الداخل الفلسطيني
أحمد يوسف