اتحفنا وزير العدل اللبناني أشرف ريفي اليوم ببيانه حول حرق علم الدولة الإسلامية – داعش في الأشرفية مطالباً مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود التحرك لملاحقة كل من شارك في حرق علم “داعش” صباح السبت في ساحة ساسين في الاشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وللتبيان، فإن حرق العلم كان منذ 3 أسابيع على حد قول نشطاء من الأشرفية اثر تعرض الجيش اللبناني لكمين من مسلحي جبهة النصرة وداعش فثار غضب اللبنانيون ومنهم أهل الأشرفية الشرفاء.. ولكننا نتغاضى عن هذا التفصيل فهو ليس مربط الفرس.
نعم، هذا ما طلب به وزير العدل اللبناني، محاسبة كل من تبين انه حرق علم الدولة الإسلامية داعش.. قد يكون ذلك لأن في حرق العلم مساس بالذات الإلهية كيف لا وهو يحوي على لفظ الجلالة.. بالمناسبة لفظ الجلالة هذا نفسه على علم حزب الله الذي حرق مرات عدة في مدينة ريفي طرابلس ولم يُحرك ساكناً بل وان راية حزب الله تحوي على آية من القرآن الكريم!! اذاً الموضوع ليس من الناحية الشرعية ولا يتعلق بلفظ الجلالة.
وزير العدل أشرف ريفي لم يعترض عندما حُرق علم حزب الله بالتأكيد كي لا يخسر في بيئته الحاضنة واحراق علم حزب الله قد يكون مفيداً له على حد قول أحد الخبثاء لأن حزب الله خصمه السياسي.
لم يعد بإمكاننا بعد عرض هذا التسلسل المنطقي ان لا نتابع ما يدور في بالنا رغم صعوبته، فهذا الرجل الذي قال انه لن يقاضي صحفي او اعلامي خلال توليه وزارة العدل قد يعود عن وعده، ولكننا سنتابع رغم ذلك ونقول ان الوزير أشرف ريفي لم يُقاضي حارقي علم حزب الله لأنه خصمه السياسي ولكنه سيقاضي حارقي علم داعش هل لأن داعش هو حليفه السياسي؟؟؟!!!
هذا ولم تسعفنا الذاكرة على التقاط موجات كلام الوزير ريفي الاعتراضية أو اصدار بيان مستنكر عندما عمد احد “رجال الدين” الأميركيين على حرق نسخة كاملة من القرآن الكريم، ولا حتى عندما انتشرت حول العالم صور الكاريكاتور المهينة للنبي محمد.. هنا يتضح لنا الموقف، وأصبحنا ندرك أكثر ان الوزير ريفي في توجيهاته لمدعي عام التمييز انطلق من دوافع سياسية.
أدهم الحسيني – صدى العرب