الحكومة الروسية تضع ميزانيةً قياسيةً للإنفاق على التسليح وإعادة تجهيز القوات المسلحة، والكرملين يربط النفقات العسكرية الهائلة بالتهديدات التي تشكلها سياسات حلف شمال الأطلسي في أوروبا والعالم على مصالح روسيا وأمنها القومي.
هائلٌ حجم التحديات التي تواجهها روسيا في سعيها إلى كسر نظام العالم الأحادي القطب والعودة لاعباً أساسياً إلى الساحة الدولية.
الرئيس بوتين ومذ أعلن عقم العالم الأحادي القطب قبل أكثر من عقدٍ من الزمن كان على يقين بأن تحقيق الهدف المرجو يتطلب ليس إرادةً سياسيةً فحسب، وإنما حشداً للطاقات الداخلية، وبالطبع إعادة تسليح القوات المسلحة تأتي في مقدمتها، ويعني هذا الأمر إنفاق مبالغ طائلةٍ على العلم والتصنيع العسكريين.
وسياسياً تبرز المواقف المتقدمة كعامل قوة إضافية لروسيا، فمن قلب أوروبا، وتحديداً من عاصمة صربيا – بلغراد، التي تحتفل هذه الأيام بالذكرى السبعين للتحرر من النازية على أيدي الجيش السوفييتي، حذر بوتين من أن بلاده لن تسمح للنازيين الجدد وقوى كبرى تقف وراءهم، برفع رؤوسهم من جديد في القارة العجوز.
كلام بوتين لا يتخلف عن أفعاله، الحكومة الروسية رصدت في ميزانية العام القادم أكثر من مئة مليار دولارٍ لتمويل القوات المسلحة وإعادة تجهيزها وتزويدها بأنظمةٍ قتاليةٍ حديثة.
ظروفٌ صعبةٌ ألمت بروسيا ما يجعلها تقاتل على أكثر من جبهة، لكن تجارب التاريخ أثبتت غير مرة أن الروس يتوحدون بوجه الأعداء في وقت الشدة.
ينسب للإمبراطور الروسي ألكسندر الثالث قولٌ مأثور “لروسيا حليفان فقط هما الجيش والأسطول”، يبدو أن الرئيس بوتين متأثرٌ بهذا القول.