يوم وراء آخر يثبت الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني، أنّه رجلٌ من عالمٍ ثانٍ أتى في فترة جمود كروي ليعيد للكرة متعتها بعد أن ضاعت بوصلة عشّاق المستديرة وهي تبحث عن لاعبٍ استثنائي يذكّرهم بأيام مارادونا وبيليه.
ميسي اليوم حطّم رقم تيلمو زارا هدّاف الدوري الإسباني التاريخي، بتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى إشبيلية ضمن المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإسباني ليصبح في رصيده 253 بفارق هدفين من رقم نجم أتلتيك بيلباو السابق الذي سجّل أهدافه ما بين 1940 و1955.
أرادوها من مدريد
معظم المولعين بليو والبرشا كانوا يأملون تحطيم الرقم خلال مباراة الغريم الأزلي ريال مدريد في المرحلة التاسعة،
ميسي لم يسجّل في المباراتين اللتين خسرهما فريقه أمام الملكي (1-3) وسلتا فيغو (0-1)، وحتى التي كسبها على ألميريا 2-1، قبل أن يعود اليوم ليقول للعالم أجمع: “أنا رجل
برشلونة الأهم في السنوات العشر الأخيرة”.
يسرى فتّاكة
يملك
ميسي الناشط في
الدوري الإسباني منذ 2004 قدماً يسرى ساحرة كان لها النصيب الأكبر من أهدافه فسجّل بها ما يفوق 80 بالمئة من رقمه التاريخي، فصاحب الـ27 عاماً يكفيه مساحة تتسع لأخذ وضعية التسديد وزاوية يمكن أن تمر منها الكرة كي يلدغ حرّاس المرمى مهما على شأنهم، فهو لم يترك طريقة لم يسجل منها وأرانا أساليب تسجيل لم نرها من قبل.
سجّل هدفه الأول في مباراة ألباسيتي في 2005
ارتفاع معدل أهداف ميسي بالقدم اليسرى لا يقلّل من شأن مهاراته الأخرى، فجميعنا يتذكر تسجيله باليد على إسبانيول منذ سنوات عندما شبّه بالملك مارادونا.
44 ركلةً
ترجم
ميسي 44 ركلة ثابتة إلى أهداف منها 32 ركلة جزاء و12 ركلة مباشرة، ولعلّ تسجيله لـ218 هدفاً من داخل منطقة الجزاء الإشارة الأوضح إلى طريقة لعب
برشلونة في السنوات العشر الماضية التي عاصر فيها
ميسي الكثير من نجاحات النادي الكاتالوني.

ملك الثنائيات
تسجيل
ميسي لأكثر من 60 بالمئة من أهدافه عن طريق الثنائيات والثلاثيات له دلالات كثيرة، فتدوينه لـ54 ثنائية و20 هاتريك يثبت بالدليل القاطع أنّ ليو لا يرتوي بسهولة، علماً بأنّ ثنائيته الأولى جاءت في لقاء مايوركا 3-صفر 29-1-2006 والهاتريك الأول كان في الموسم الذي تلاه وأمام الغريم الأزلي ريال مدريد 3-3 في 10-3-2007. لمشاهدة أهدافه في 2007

إذاً أنهى
ميسي الفصل الأول من الحكاية وما زال هناك فصول أخرى وحكايات تنتظر إزالة الغموض عنها، والهدف كسر الرقم القادم في دوري أبطال أوروبا، فالمعجزة الكروية تركت استفسارات لا يعلم أجوبة لها سوى الخالق، متى سينتهي عصر
ميسي؟ وكم من الأرقام سيحطم؟ وهل سنجد نجماً بإمكاناته في السنوات القادمة؟
دعونا ننتظر….
beinsports