قبل ايام برزت بلدة بريتال البقاعية الى الواجهة الامنية، فباتت نارها تحت الرماد بعد وصول العاصفة اليها من كل الجهات، وهنالك تخوّف من تدهور الوضع اكثر، ما يعني ان البلدة متجهة نحو المجهول بعد معلومات عن استنفار واسع يسود مناطق البقاع الشمالي خوفاً من انفجار خطير يقترب، وذلك بحسب مصادر بقاعية اشارت الى أن حزب الله ارسل بدوره تعزيزات عسكرية كبيرة، ما ينبئ بتوتر كبير، في ظل تصعيد خطير سيقوم به المسلحون الارهابيون على الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية مع سوريا، وهذا التطور العسكري فتح مواجهة مباشرة بين مسلحي «جبهة النصرة» و«داعش» و«حزب الله» ضمن نقطة جغرافية تمّس بمواقع الحزب المتقدمة في جرود بريتال، على أثر إقفال منافذ التموين الغذائي والاستشفائي على المسلحين المتحصّنين في المناطق الجردية، وضمن عوامل طقسية ومرتفعات وضعتهم في حصار عسكري وطبيعي، ما دفعهم الى شن هجوم من محاور عدة على مواقع للحزب في جرود بريتال ولا سيما منها تلة «عين الساعة» التي شهدت المعركة الاصعب بين الطرفين.
الى ذلك يشير خبير استراتيجي الى ان المعركة لم تنته وهنالك إستعدادات كبيرة يتحّضر لها المسلحون، في ظل إستنفار واسع للجيش اللبناني في مختلف مناطق البقاع الشمالي تحسباً لتجدد المواجهات، مبدياً تخوفه الشديد من بروز تداعيات هذه المعارك على ملف العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية، وبالتالي من تدهور وضعهم كردّ انتقامي من الخاطفين على الجيش اللبناني وحزب الله.
ويلفت المصدر من جهة اخرى الى ان هدف المسلحين الابرز من معركة بريتال، هو إيجاد مأوى آمن لهم مع قدوم فصل الشتاء لانهم لم يجدوا منفذاً لهم إلا المناطق الجردية الوعرة، بعد سقوط مدينة يبرود السورية ومعظم قرى القلمون بيد الجيش السوري، كما كانت بلدة عرسال منفذهم الى الداخل اللبناني، وهم يحاولون اليوم التقدّم نحو مناطق اخرى لإيجاد ملجأ، إضافة الى الثأر من حزب الله، مشيراً الى ان الحزب رفع جهوزية مقاتليه إلى أعلى درجاتها تحسباً لأي مفاجآت، بعد عودة مسلحي «النصرة» الى مهاجمة مواقعه ومواقع للجيش السوري النظامي في «عسال الورد والزبداني»، ما يؤكد أن الجماعات المسلحة مصمّمة على الاستمرار في حربها، وأن العمليات العسكرية المرتقبة ستكون ضمن إستراتيجية تحرير قرى القلمون والسيطرة على بلدات لبنانية شيعية، خصوصا تلك التي تشكل بيئة حاضنة لحزب الله، إضافة الى ردع الحزب عن مشاركته في الازمة السورية وانسحابه من هناك، الا ان الحزب واع لكل هذه المعلومات وهو في جهوزية تامة.
ويشير الخبير الاستراتيجي الى إمكانية معاودة المسلحين الهجوم على بلدة عرسال ايضاً، لكن الجيش اللبناني سيكون لهم في المرصاد اكثر بكثير من المرة السابقة، ورأى بأن سيناريوهات عدة يخطط لها الارهابيون، ومنها توّسعهم نحو قرى العرقوب الجنوبية من أجل إقامة منطقة إستراتيجية وحصولهم على بيئة حاضنة في القرى السّنية.
ويتخوف المصدر من تعرّض مراكز الجيش وحواجزه في البقاع الشمالي للاعتداءات من قبل الارهابيين، ومن عودة السيارات المفخخة هناك خصوصاً في اتجاه البلدات الشيعية، وابرزها بريتال لتحقيق ما عجزوا عنه لان هدف المسلحين إيصال لبنان الى الحرب المذهبية، ولفت الى تخوّف كبير من إشعال طرابلس ايضاً خصوصاً ان الاعتداءات تطول يومياً مراكز الجيش في المدينة مع إطلاق النيران على عناصره، مما يعني ان المسلحين يخططون لفتح جبهات عدة في آن واحد وفي المناطق الحساسة طائفياً ومذهبياً لإغراق لبنان في ازمة لا تنتهي.
صونيا رزق