وأفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقرير لها، أنه تم التعرف على ما لا يقل عن 11 امرأة بريطانية، تربطهن علاقات مع إرهابيي “داعش“، ويقمن بإدارة بيوت دعارة لصالح مقاتلي التنظيم، وهن من بين العشرات من النساء الأوروبيات اللواتي توافدن على المنطقة على أمل أن يصبحن زوجات للمقاتلين.
وكشفت الصحيفة أن التنظيم اختطف مئات الفتيات والنساء المنتميات إلى الأقلية الكردية واليزيدية، وقام بتعذيبهن واغتصابهن، بإشراف هؤلاء النساء البريطانيات، اللواتي يقمن ببيعهن واستخدامهن في تجارة الرقيق الجنسي.
وعلى الرغم من القصص المروعة لطريقة معاملة الدواعش، لهؤلاء النساء الكرديات واليزيديات، فإن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن النساء البريطانيات، اللواتي قدمن إلى سوريا والعراق، ما زلن يدعمن مقاتلي التنظيم.
وأفادت الباحثة في المركز الدولي لدراسة التطرف في بريطانيا، ميلاني سميث، بوجود مئات الفتيات والنساء الأوروبيات، اللواتي يرغبن في السفر إلى سوريا، بعد قيام التنظيم بإخضاعهن لغسيل دماغ كل يوم، عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب قولها، ” قابلت الكثير من الفتيات والنساء الأوروبيات، اللواتي يرغبن في السفر إلى سوريا“، وأشارت إلى أن نسبة الفتيات اللاتي ذهبن إلى هناك قليلة، ولكن نسبة من يردن الذهاب تعتبر نسبة كبيرة إلى حد ما.
وأضافت سميث أنه بمجرد وصول هؤلاء النساء إلى سوريا، يصبح أمر زواجهن من أحد المقاتلين الأجانب أمراً سهلاً، مشيرةً إلى وجود خدمة تدعى “الخاطبة للمجاهدين” على موقع “تويتر”، حيث تنشر النساء صورهن، ليقوم مقاتلو داعش باختيار زوجة من بينهمن.
وكشفت الصحيفة أنه من بين هؤلاء النساء البريطانيات، اللواتي سافرن إلى بريطانيا، التوأمان سلمى وزهرة هلاني، من مدينة مانشستر، البالغتان من العمر 16عاماً، حيث التحقتا بتنظيم داعش في سوريا، بعد فرارهما من منزلهما في بريطانيا، في منتصف شهر حزيران الماضي، وتزوجت المراهقتان من مقاتلين في التنظيم.
وأيضاً هناك، خديجة دير (22عاماً)، التي خططت للزواج من إرهابي بتنظيم داعش عن طريق موقع فيس بوك، وسافرت إلى سوريا عام 2012، وحديثاً قامت بنشر صورة لابنها وهو يحمل بندقية .
ويُعتقد أن من قائدات القوة البوليسية النسائية للتنظيم، الإسكتلندية أقصى محمود (20 عاماً)، التي انضمت إلى داعش، بعد هروبها من منزل عائلتها في مدينة غلاسكو العام الماضي.
وبالرد على سؤال، لماذا يرغبن الفتيات بالانضمام إلى إرهابي داعش، قالت الباحثة سميث، “إن الرغبة في الاستقلالية تمثل دافعاً كبيراً للفتيات وخاصة اللواتي يتعرضن لضغوط عائلية للفرار… وتابعت، “إن إرهابيي التنظيم قد لا يتورعون عن قتل أي امرأة ترغب في العودة إلى بلادها… وبمجرد وصولهن إلى هناك تختفي أي فرصة بالنجاة”.
وأضافت الصحيفة: “تعيش هؤلاء الفتيات، حياة صعبة وخطيرة بعد زواجهن من مقاتلين في التنظيم، بالإضافة إلى أن الكثير منهن، يحاربن إلى جانب أزواجهن في ساحات المعركة”، ويشير التقرير إلى أنه من المرجح، إقامة هؤلاء الفتيات في مدينة الرقة في سوريا، حيث نمط الحياة المتشدد، الذي فرضه تنظيم “داعش” هناك على سكان المدينة.
وذكرت الصحيفة، أنه يتم جذب النساء للانضمام إلى التنظيم، والسفر إلى سوريا عبر تركيا، عن طريق أنشطة داعش على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وهم يعملون بجد لتقديم صورة رومانسية لجرائمهم وإراقتهم للدماء.
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لعلاج هذه الظاهرة، بحسب التقرير، فإن هنالك أدلة متزايدة، على توافد البريطانيات إلى مناطق تخضع لسيطرة تنظيم “داعش” لدعم المقاتلين المتشددين.