لا مكان مثل (تويتر) يمكن من خلاله قراءة الرأي العام الشعبي في مملكة آل سعود. فقد أصبح تويتر الوسيلة الشعبية الأولى (وهي تسبق الفيس بوك) في التعبير عن الهموم والآراء، وفي البحث عن التحولات في الإتجاهات السياسية والفكرية والنفسية للمواطنين. لا عجب أن تجد مثقفي البلاد وناشطيها وحتى مسؤوليها لهم مواقعهم على خارطة هذا الوافد الجديد في صحراء الاستبداد. المملكة من الخارج شيء مختلف، تصنعه الدعاية الرسمية الحكومية، أما في الداخل فهناك عالم متلاطم من الأفكار والنشاطات والإبداعات ترسم صورة أخرى لها ولشعبها ولنظام الحكم فيها.
![]() |
في كل عدد نختار بعضاً مما يشغل المواطنين ويستقطب اهتمامهم، من خلال متابعة الهاشتاقات.
كان المزاج السعودي العام منصبّاً ـ وخلال شهر كامل ـ على موضوعين أساسيين: الكرة ومباريات كأس العالم؛ والثاني موضوع داعش وسيطرتها على الموصل وتداعياته. وقد اختلف السعوديون الذين وجد كثير منهم أنهم فرحون بانتصار داعش في العراق في اصطفاف طائفي، في وقت يعتبرونها هم أنفسهم خارجية ارهابية في سوريا او السعودية. وصار هناك فريقان: فريق فهم الموقف الحكومي من داعش انه لا ينسحب على الموقف منها في العراق فأيدها؛ وفريق استمر على وصمها بالإرهاب، وان ما قامت به سيؤدي الى مأساة جديدة.
يسخر الشيخ حسن المالكي من الذين لم يجف حبر اقلامهم في وصف داعش بالإرهابية، واذا بهم يطلقون التأييد والتشجيع لها نظير ما قامت به العراق. يقول: (كانت داعش في سوريا ارهابية وصناعة ايرانية. وصلت العراق، واكتشفنا انها سلفية سنيّة لا شِيَةَ فيها! واذا ما وصلت الى السعودية فقد نكتشف أنهم أنبياء وملائكة)!
والمعارض المقيم في لندن كساب العتيبي فرح وهو يغرد بصورة ابن عمه الداعشي: (عبدالملك بن كساب ـ ابن عمي ـ الشاب الذي يرفع سبّابته اصطاد خمسة جُرذان، وحطّهم في العراوي. خلّوا المالكي ينفعكم).
وفيما يظهر المقاتلون السعوديون الداعشيون بأسمائهم مهنئين بالإنتصارات، تأتي أسماء اخرى قتلت هناك. يأتي خبر بأن قوات العقيد حفتر في ليبيا قبضت على مقاتل سعودي قاعدي، فيعلق مغرد: (ما شاء الله عليهم، مُوزَّعين جغرافياً في كل أنحاء العالم ما عدا إسرائيل)! يرد ابو صالح بسخرية ممضّة: (انه ابتعاث يا صديقي لاكتساب مهارات قطع الرؤوس تحت شعار نشر سماحة الإسلام)!
![]() |
هل الحكومة السعودية مع ما تفعله داعش في العراق؟ نعم هذا هو رأي الأكثرية الشعبية في منطقة نجد! بمن فيهم كتاب السلطة ومحطات التلفزة كما هو واضح من تغطياتها. والمغرد الغسلان يشير الى دعم آل سعود لداعش في العراق وسوريا ولكنه يطرحه بتساؤل: (في الثمانينات حرّك المال السعودي مجاهدي مصر والجزائر الى أفغانستان. ترى مال مَنْ اليوم ذاك الذي يحرك داعشيي السعودية في سوريا والعراق؟!).
اما المغرد وليد بوخمسين فليس قلقاً كثيراً من نتيجة الحرب الداعشية: (العريفي دعم مرسي فكان مصيره الخلع. وساند معارضة سوريا فاندحرت. وشجّعَ فريق الجزائر الكروي فانهزم. لا تنسَ داعش من دعائك يا شيخ، فهم في حاجة الى وقفتك معهم)!
# الدولة الاسلامية في العراق والشام على الحدود السعودية
الوهابيون الداعشيون في المملكة المسعودة محتارون من الموقف من داعش. فرغم ان فكرهم داعشي كم هو فكر فقهائهم؛ ورغم أن المال الداعشي سعودي في أكثره، ورغم إسهام الداعشيين السعوديين في قوات ابي بكر البغدادي أساسية.. إلا أن حيرتهم ـ رغم انحيازهم الواضح لها هي والقاعدة ـ لم تنته.
هم ـ كما حكومتهم السعودية ـ يؤيدون القاعدة وفق المكان والعدو.
القاعدة وداعش وأضرابها مطلوبة للعمل في سوريا؛ ومطلوبة للعمل في العراق؛ وفي إيران ـ إن أمكن. لكنها غير مطلوبة في السعودية أو اليمن ـ على الأقل الآن.
اضطرت الحكومة الى اعلان براءتها المتأخرة من داعش (دون جبهة النصرة) في سوريا، حتى لا تُتّهم بتفريخ الإرهاب ودعمه، رغم ان العالم كله مقتنع بذلك الدعم، وإن لم يفصح عنه بشكل واضح.
وحين كانت الحملة الإعلامية ضد داعش في سوريا في أوجها، احتلت الموصل، فانقلب المزاج الوهابي، واستقام مع هويته وموقفه الطبيعي: دعم الدواعش ضد الحكم في العراق، باعتباره يصبّ في مصلحة ال سعود والحكم الفئوي في نجد، وباعتبار ان داعش شريرة اذا ما قتلت السنّة، اما الشيعة فدمهم مهدور!
وصلت داعش الى الحدود الأردنية، الى المركز الحدودي في الرطبة، فاضطرب حكم الأردن؛ واضطربت الرياض لقرب الدواعش من حدودها؛ لكن النصر يجلب المؤيدين الذين أفصحوا عن أنفسهم داخل المملكة الداعشية: قادمون يا جزيرة محمد! يقول أحد شعارات داعش.
![]() |
انتشى الداعشيون المحليون، فظهرت فجأة (ولاية بريدة) شمال الرياض التابعة لدولة داعش تنتظر قوات ابي بكر البغدادي! وكيف لا تكون كذلك، وهي عشّ الوهابية؟! انها بريدة المقدسة أو أن اساس داعش من هناك؟ تتساءل العتيبية الحرّة.
ومن جبال طي حيث ولاية حائل شمال بريدة، يعلن دواعشها أنهم جزء من دولة العراق والشام! ويظهر داعشي يرفع علم القاعدة على بعد كيلومترات من الحدود مع الأردن ودولة الدواعش.
سجن الحائر، حيث يقبع المعارضون، بمن فيهم بعض أتباع القاعدة ينتظر داعش. فيا أبا بكر: تقدّم الى سجن الحائر لتخلّص أتباعك! تقول اليافطة.
قبل انتصارات داعش الأخيرة ببضعة أشهر ظهرت نسوة سعوديات قاعديات يطالبن إمامهن البغدادي بالقدوم لنصرتهن وتخليصن من حكم آل سعود بالمتفجرات.
الان وقوات داعش تقترب من الحدود تعاظم الأمل فلم يبق سوى فتح مكة، وتطهيرها من رجس آل سلول كما يقولون.
الآن أُسرجت الخيول، فتجهزوا أيها الدواعش!
الآن تنطبق أحاديث الفتح على جزيرة العرب، بعد فتح الوهابية الأول، ليأتي الفتح الوهابي الداعشي الثاني!
الآن يعلن الدواعش المحليون اشتياقهم للمفخخات التي تضرب وزارة الداخلية! كما ينشر مغردوهم!
الآن وقد اقتربت قوات داعش، فعلى وزير الداخلية ان يتحسس رقبته، كما يطلب ابو المقداد الِعْنِزِيْ. فيما يهدد آخر: (يا كلاب بن نايف، ويا كلاب الطوارئ وحثالة المباحث والإستخبارات، تحسسوا لرقابكم، والله إننا بالمرصاد لكم)! الان بدأت الحرب النفسية، حيث تتوالى النصائح للقوات السعودية على الحدود ان اعتزلوا قتال دولة البغدادي: (دعوها تدخل الجزيرة بسلام. متشوّقين)؛ تقول الداعشية تماضر. وكما سقطت الموصل في أقل من ساعتين، ستتفاجأون بسقوط الرياض في نصف ساعة، كما يقول داعشي سعودي مقاتل في جيش البغدادي!
![]() |
لم تعد هناك مسافة بعيدة ـ بالنسبة للدواعش المحليين ـ عن النصر: فقوات الإمام البغدادي تبعد مجرد مائة كيلو متر عن عرعر: (يعني يمكن أقعد الصبح، ألقى نفسي بولاية عرعر)! حسب مزحة مواطن. ولمن شاء من شباب الدواعش فإن النفير لم يعد صعباً، فقوات البغدادي على مرمى حجر أو (حَذْفَةْ عصا). بإمكانك ايها الشاب ان تختفي عن دورية الحدود وتخرقها للوصول الى قوات الإمام! وتقول ديما النجدية الداعشية: لقد رُفعت راية الدولة الإسلامية على أسوار الجوف وغداً سترتفع داخلها بإذن الله. الويلُ لآل سلول وشبّيحتهم. الله أكبر!
مادامت النبوءات ستتحقق، والقوات الداعشية على الحدود، فلا بد أن يتجهز شباب الجزيرة ـ ليسوا كلهم وإنما الموحدون فقط اي الوهابيين ـ ان يتجهزوا بالأسلحة، فالأيام القادمة قد تجلب المفاجآت، ولتكن لكم يد في عودة الخلافة، يقول داعشي مُسعود! إذن هو الإستعداد للحرب، (فقد قَرُبتْ الأسود الجائعة من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم. فيا أيتها الأسود الرابضة داخل الجزيرة. جهزوا أنفسكم بالسلاح)! ولا مانع من الإغراء وبيع الوهم ايضاً: (نُبَشّر أكثر من مليون عاطل وباحث عن العمل، أن هناك وظائف شاغرة ورواتب جيدة وقريبة من بيوتكم)!
مرحى مرحى! فهذا داعشي متعطش للدم يستعير شعراً:
ألا مُبلغٍ عنّا طغاةً على أرضِ الجزيرةِ حاكمينا بأن سيوفَنا مُتَعَطّشاتٍ ولنْ يُغمَدْنَ حتى يرتوينا! |
هذه التعليقات تؤكد مرة أخرى ان مركز داعش ليس بغداد او دمشق ولا أفغانستان او اليمن. بل أن مركز الفتنة والخوارج هي نجد، وسط السعودية، كما قال رسول الله: (نجد قرن الشيطان؛ منها الفتنة واليها تعود). ولربما حان وقت عودتها الى عرينها الأصلي بعد أن صدرها ال سعود وخربوا بها ديار الآخرين.
![]() |
صَدَقَ الداعشي الوهابي السعودي عبدالرحمن المرزوقي حين قال: (الحاضنة الشعبية للدولة الإسلامية في الجزيرة العربية أكثر منها في أي مكان، وهذا يسهّل دعوة الدولة وعملها هناك). الحقيقة ان حاضنتها في نجد فحسب لا في الحجاز ولا في الشرق ولا في الجنوب.
أما الحجازية لمياء الطيب، فقد أصابها شيء من الخوف من دواعش الوهابية، فلأهل الحجاز تجربة مريرة بسبب المجازر الكثيرة. تقول: (الخوف هو من دواعش السعودية. اللهم انا استودعناك وطننا ومقدساتنا).
ويتساءل المغرد أبا الخيل بقلق: (يقولون ان داعش على بعد أقل من مائة كيلو متر من حدودنا. الحقيقة ان الفكر الداعشي معشعش بيننا وهذا هو الخطر). لماذا عشعش إن لم يكن منتجاً وهابياً رسمياً تمت رعايته؟ والصحفي الحميدي العبيسان يرسم سيناريو نجاح داعش بالسيطرة على السعودية، فيؤرخ لحدثٍ قد يقع: (وفي أحداث سنة ????، هاجم الدواعش موزمبيق ـ ويقصد السعودية ـ وبسبب العاطفة الدينية لجنودها، لم يقاومهم أحد. وبدأت الإعدامات الجماعية حيث وجدوا حواضن اجتماعية لم تخطر لهم ـ أي للدواعش ـ ببال). في حين يعتقد فتى العرب أن أنصار داعش في السعودية أكثر عدداً من عناصرها المنظّمين المسلحين الآن!
بيد ان الصحفي يوسف ابا الخيل يهوّن الأمر بالقول: (دولتنا قوية) ولكن لا أحد يصدق قوتها. لن تضرنا همهمات الدواعش، وأن آخر ما تفكر فيه داعش مهاجمة السعودية. لكنه يعترف بأن المناسبة تتطلب التحذير من الفكر الداعشي! المحلي طبعاً. ومن رأي عبدالرحمن انه إذا كان الحوثيون على الحدود الجنوبية، وفشل الجيش السعودي في صدهم، فما بالكم بمن هو أقوى شمالياً؟
الاعتراف فضيلة. بضاعتنا رُدَّت إلينا، تقول المغردة راجحة الجُهَني: (انه نتاج سنين وسنين من الأدلجة الحركية والتشويق للجهاد و?? حورية). ويقول مغرّد آخر: (قبل ساعات فقط كانت داعش (وااااو) و (فُلّهْ) وتدعو لها بالنصر على الكفار؛ وفجأة صاروا على حدود السعودية. لقد استجاب الله لدعائكم)، يقول أحمد ساخراً! أيضاً فإن الدكتور بندر قدير يسخر وهو يخاطب الشيخ العريفي: (يالله يا عريفي، الحدّ الشمالي يناديك)! في إشارة الى ان العريفي لبس لباس العسكر ليحارب الحوثيين واتجه الى منطقة الحد الجنوبي! يعني تعال أرنا (مَرْجَلَتْكْ). فيما تُعنّف ريم الصالح بعض الخائفين من داعش وهم قد كانوا بالأمس يمدحون قتلها في العراق وسوريا وغيرها: (الا تحتقرون أنفسكم وأنتم خائفين منهم؟ أنتم الذين كنتم تؤيدونها في سوريا والعراق؟).
![]() |
من حق سليمان ان يعترض على هاشتاق: (الدولة الإسلامية على حدود السعودية) فيقول: (على حدودنا؟! داعش طالعة من حدودنا. موجودة داخل حدودنا. منّا وإلينا، كانت كذلك ومازالت هنا) أي في السعودية! والمغرد رويبضة يعلق على وصول قوات داعش قرب الحدود السعودية بالقول: (داعش هي نفسها السعودية، وهي التي ترسل أذنابها لتشعل الفتن في أي منطقة تخشى تمردها) فيرد عليه صاحب العقل الحر: (انقلب السحر على الساحر، وعلى نفسها جَنَتْ بُراقِشْ).
الدكتور وليد الماجد يتساءل بسخرية عن التحول في الموقف من داعش: من ثوار مجاهدين في سوريا، الى ارهابيين بأمر حكومي، الى ثوار في العراق بعد احتلال الموصل، الى مجرمين بعد الوصول الى الحدود السعودية: (وراكم قَلَبْتوا عليهم؟). انهم نفس الثوار العظماء المجاهدين في سوريا والعراق! ويعود وليد بوخمسين ليسخر مرة أخرى ايضاً: لماذا تخافون منهم، إنهم ثوار العشائر في العراق وليس داعش (حسب الخطاب الإعلامي الرسمي التضليلي).
ومن التغريدات الجميلة قول سعود الرويلي: (هذا اللي خايف منه من زمان، انهم ـ اي الدواعش ـ يلعبون على أرضهم وبين جمهورهم) اي على الأرض السعودية وجمهورها القاعدي. وعلياء عقاد تقول: (من دَعَشَ دَعْشَةً لأخيهِ اندعشَ فيها). والطبيبة ريما تؤكد هي ايضاً حقيقة انها: (بضاعتكم رُدّت اليكم. اللهم اشغل المسلمين بالمسلمين وأخرجنا من بينهم سالمين) وهي تقصد أن الدواعش على طرفي الحدود لا يرون الآخر إلاّ كافراً، ويسمّون انفسهم كما في الدولة السعودية بالمسلمين: (السلام عليكم يالمسلمين! حيّا الله المسلمين) كما لاحظ ذلك امين الريحاني.
![]() |
لاما القطيفي تقول بأن الذي يتباكى ويرفض دخول داعش للسعودية وأن تحكم أرضها، هو نفسه الذي كان يبارك لها اجرامها في سوريا والعراق ويعتبر اعضاءها ثواراً. ثم ان مقاتلي داعش هم سعوديون أولا وأبناء البلد، ومن حقّهم أن يرجعوا لأرضهم. وتساءلت أين الليبراليون السعوديون الذين أزعجونا بدعم داعش في سوريا والعراق؟ وأيضاً فإن المغردة حنّو تنتقد المثقفين السعوديين الذين هم بلا مبدأ، اذ يؤيدون داعش في سوريا والعراق، وأما في بلدهم فيعتبرونهم (إرهابيين).
والطريف أن المغردة هند الشريف تخيّلت للحظة واحدة أن يجتمع العراقيون والسوريون والمصريون لإقناع المواطنين السعوديين بأن داعش في حال هجومها على السعودية، إنما تقوم بثورة كرامة وحريّة. تماماً مثلما فعلت السعودية واعلامها! وفالح العودة ينتقم ايضاً: (بضاعتكم رُدّت اليكم. يالله خلّي نشوف داعش الان: هل هم ثوار عشاير أم ارهابيين عندكم؟).
وتفاجأ أحدهم بالموقف من داعش: (قالوا حنّا على أسوار بغداد. أشوفهم الحين على أسوار السعودية)! لقد احتار بعد أن أيّدهم، فرد عليه الداعشي العبودي: (ادعُ لهم بالذهاب لتحرير السعودية لكي ينشروا اسلامهم. نعمل لهم طريق بدون عقبات الى مكة آل سلول) وليس مكة محمد بن عبدالله!
لهذا ينصح الصحفي انس زاهد: (قبل ان تتحمّس لما يُسمى بثورة العراق: تخيّل لو أن داعش حكمت الحي الذي تقطنه. طبعاً سيأخذون ابنتكَ سبيّةً لمجرد انها تذهب للمدرسة او الجامعة).
بقي ان نشير الى مجموعة تغريدات المفكر محمد علي المحمود. وللحق فإنه كتب أفضل المقالات والأبحاث عن الفكر الوهابي وخطره، دون ان يسميه بالوهابي بل كان يسميه الفكر السلفي التقليدي.
يعتقد المحمود بأن (وعاظنا في أحسن الأحوال يتحدثون عن اخطاء داعش. لكنهم لا يتحدثون عن كونها تنتمي الى الخوارج فكراً وسلوكاً. لا يصرحون بأنها خارجية؟). ونحسب ان المحمود يعرف السبب، ففكر الوهابية قاعدي خارجي من اساسه فكيف بها تنتقده؟ ومن رأي المحمود بأن السنّة وبكل أطيافهم يتحملون مسؤولية تاريخية في ضرورة اعلان براءتهم من الفكر الخوارجي قولاً وفعلاً بعد ان وصلت الى الحدود السعودية. ويضيف: (متى نفهم ان عداءنا للمالكي ولحلفائه لا يعني عدم الوقوف معه صفاً واحداً في مواجهة داعش وحلفائها أياً كانوا). والسبب حسب قوله: (منذ حربنا مع الإرهاب الخوارجي قبل عشر سنوات قلت: إن خطر هؤلاء الخوارج لا يعدله أي خطر داخلي أو خارجي). ولكن هذا ليس رأي آل سعود، الذين لازالوا يعتقدون بانهم وحدهم من يفهم الوهابية ويستغلها دون ان يخسر ويدفع ثمن النار التدميرية التي يشعلها بوجه الآخرين. وحسب احد المغردين: (السعودية اكثر الدول استثماراً في الإرهاب، ولذا فهي تعرف مداخل ومخارج اللعبة فلا تسوّقونها على الكبار رجاءً)، يعني لا تهولوا من خطر داعش على الحدود السعودية.
الحجاز