بعد عرسال وطرابلس أطلت البيئة الحاضنة للإرهاب التكفيري من مخيم عين الحلوة الذي سادته أجواء تشنج وتوتر بعد أن انطلقت بعض الأخبار التي تتحدث بان هناك فصائل أصولية سلفية متطرفة مسلحة داخل المخيم عازمة على إعلان مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابي التكفيري من أرض لبنان وهذا أمر خطير توقف عنده المعنيون من سياسيين ودبلوماسيين الذين يتابعون بقلق كبير تمدد البيئة التكفيرية المتفاعلة والحاضنة للفكر التكفيري الإرهابي الذي تتبناه «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تركز أجنداتها في الوقت الراهن على استهداف الساحة اللبنانية لزعزعة الأمن والإستقرار وتهديد السلم الاهلي في لبنان.
أوساط متابعة لمجريات ما حدث أكدت بأن الوضع الأمني في عين الحلوة لا يزال بالغ الهشاشة والخطورة سيما بعد التوتر الشديد الذي ساد المخيم على اثر الظهور المفاجئ لمسلحين اصوليين متطرفين يرفعون رايات سوداء عند مفترق سوق الخضار في الشارع الفوقاني من المخيم الذي سبق أن شهد في شهر آيار من العام الحالي وبعد سلسلة من الاغتيالات والاحداث الامنية المتراكمة من دون معالجة جذرية اشتباكات عنيفة استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاورخية (ار.بي.جي) على نطاق واسع وغير مسبوق كما تخللها اقتحامات متبادلة بين «حركة فتح» وعناصر تابعة للإسلامي المتشدد بلال بدر الذي أكدت مصادر أمنية رفيعة بأن المسلحين الملثمين الذين ظهروا في الشارع تابعين له ولفتح الإسلام وجند الشام في المخيم الذي لا يزال يرزح تحت وطأة تهديد المسلحين المتطرفين الذين قد لا يتورعون في أي لحظة وبحسب المصادر الأمنية عينها من إعلان المبايعة لـ «جبهة النصرة» و«داعش» في عين الحلوة الذي لا يزال يشهد حالة من الإستنفار وحركة اتصالات مكثفة لمنع أي تدهور أمني في المخيم ومحيطه في منطقة صيدا التي سبق أن كانت ضحية للإرهاب التكفيري على يد جماعة الشيخ الإرهابي الفار من وجه العدالة أحمد الاسير.
الأوساط اشارت الى أن ماجرى من مظاهر مسلحة لمسلحين متطرفين ملثمين داخل المخيم يقع في سياق المحاولات المشبوهة لبعض العناصر للزج بالعنصر الفلسطيني ضمن لعبة تعميم صورة الأوضاع الهشة في لبنان من خلال زعزعة وضرب الأمن والإستقرار على الساحة اللبنانية التي هناك مؤشرات عديدة تدل على ان هناك من يحاول جر المخيمات الفلسطينية إلى آتون النزاعات الداخلية اللبنانية وانقساماتها السياسية والطائفية والمذهبية من بوابة الإيحاء بتوترات أمنية يجري التحضير لها داخل المخيمات الفلسطينية عموماً وعين الحلوة خصوصاً ، كمحاولة لابراز هذه الفئة عنصر شغب يهدف الى ضرب الاستقرار والامن في الجنوب وتاليا توجيه اصابع الاتهام اليه في أي خلل أمني قد يحصل.
وتشير الأوساط عينها الى أنه على الرغم من الجهود التي بذلت من قبل القوى السياسية في مدينة صيدا و الفصائل واللجان الشعبية ولجنة المتابعة للجم التوتر الخطير داخل مخيم عين الحلوة فأن هذا الأمر لا يعني ابدا بأن الشحن والتوتر في المخيم قد انتهى خصوصا أن أسباب التوتر والشحن هي أسباب مرتبطة بأجندات وخلفيات سياسية وأمنية غير فلسطينية متضاربة بين الفصائل المسلحة الموجودة داخل المخيم وارتباطاتها الإقليمية والعقائدية والإيديولوجية…. الأمر الذي يعني بأن الأوضاع الهشة داخل المخيم ستبقى قائمة وقابلة للإشتعال لأي سبب قد يشكل الشرارة لإندلاع الإشتباكات وهذا أمر يتطلب تكثيف التواصل واللقاءات مع القوى اللبنانية السياسية بكافة مكوناتها والأجهزة الأمنية اللبنانية لا سيما الجيش اللبناني لاحباط اي محاولة لضرب الامن والاستقرار والعلاقة الفلسطينية- اللبنانية او زج المخيمات في اتون الصراعات القائمة وذلك عبر اتخاذ كافة الاجراءات الامنية في محيط المخيمات الفلسطينية لمنع تسلل العناصر المسلحة غير المنضبطة اليها الى حين تقطيع وتمرير هذه المرحلة الخطيرة في المنطقة التي تغلي على بركان التفجيرات في كل المنطقة عموما و في سوريا والعراق خصوصا.
وفي هذا الإطار، اشارت مصادر سياسية بإن انفجار الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية يمكن أن يتكرر في أي وقت عبر احتمالات تجدد الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيم عين الحلوة وعلى الأغلب بين الفصائل الإسلامية من جهة وحركة فتح من جهة ثانية، وقد حصل ذلك عدة مرات لكن كان يتم احتواء التوترات وذلك لعدم إعطاء ذريعة إضافية للجيش اللبناني للتدخل، حالياً هذا الاحتمال يبدو متراجعاً بسبب الأوضاع السياسية الصعبة التي يعيشها لبنان ومحيطه وجواره وما يعتريها من انعكاسات سلبية على صعيد تضعضع وضعف الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها في اتخاذ قرارات كبيرة بمستوى إعطاء الضوء الأخضر للجيش اللبناني بالتدخل على غرار ما جرى في نهر البارد لضرب المجموعات المسلحة لا سيما المجموعات الإسلامية المتطرفة التكفيرية الشبيهة بفتح الإسلام.مضيفة بأن هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع التوترات في المخيمات الفلسطينية، أهمها: صعود الحالات المتشددة في الوسط السني اللبناني وهي لديها علاقات تاريخية مع الوسط الإسلامي الفلسطيني، الضغوط المعيشية التي يتعرض لها الفلسطينيون في المخيمات- بطالة، فقر، تراجع خدمات الأونروا، غياب الخدمات،الضغوط الأمنية التي يتعرض لها الفلسطينيون والإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني على مداخل مخيمي نهر البارد وعين الحلوة والتي تشكل مصدر شكوى دائمة عند الفلسطينيين، الضغوط السياسية بحيث يشكل السلاح الفلسطيني سواء داخل خارج المخيمات المتواجد ورقة بيد أطراف إقليمية وهناك دائما قدرة يتم تحريك هذا السلاح تبعاً لإرادة هذه الأطراف أو تلك.
المصادر أضافت بأنه استنادا إلى التقارير الأمنية الميدانية من داخل مخيم عين الحلوة ومحيطه وجواره المشحون سياسيا وطائفيا ومذهبيا إلى أقصى درجات الشحن فأنه لا شيء يمنع من تكرار المحاولة في استخدام ورقة الإرهاب التكفيري داخل المخيمات الفلسطينية لتوريط الفلسطينيين في دوامة المخططات التكفيرية التي تستهدف لبنان الجيش والشعب والمقاومة سيما إن الفصائل الإسلامية والسلفية المتطرفة المسلحة والمنتشرة بشكل قوي في المخيم ستبقى قنبلة موثوتة قابلة للإنفجار في أي لحظة ما لم يتم وضع حل جذري لهذا التهديد من خلال تحمل الفصائل الفلسطينية لمسؤوليتها الوطنية في القضاء على شراذم المسلحين التكفيريين وبؤرهم الإرهابية داخل المخيمات وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني لا سيما أن المهادنة وتأخير قرار الحسم ضد الجماعات المسلحة التكفيرية سيبقى خطر هذه الجماعات قائما لا بل أن تأخير قرار الحسم من شأنه أن يفاقم خطر تلك الجماعات ما يعني بأن كلفة استئصال هذه البؤر الإرهابية ستزداد أكثر وأكثر طالما أن قرار الحسم الفلسطيني – اللبناني للقضاء على هذه الجماعات الخطيرة غائب حتى اشعار آخر.
هشام يحيى