قصة «إبريق الزيت» تروى كثيرا في هذه الأيام في الصرح البطريركي في بكركي. انه إبريق الرئاسة والزيت الذي يأبى ان يسير في مسالك العجلة الدستورية لكي تنتهي حالة الشلل. كان يعز على البطريرك بشارة بطرس الراعي ان تحل الاعياد ولا عيد في قصر بعبدا.
يواصل البطريرك الراعي لقاءاته «بالمفرق» مع الاقطاب الموارنة، بشخصهم او عبر موفدين عنهم، كالنائب جورج عدوان عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ولكن «لا طحين» بعد.
يتأمل البطريرك الراعي طويلا بمغارة الميلاد في بكركي لكي لا يفقد الامل. فالمسألة، بحسب اوساط الصرح، «لا تتعلق بالجمع الحسّي للاقطاب، بل بمدى فعالية أي اجتماع قد يعقد». المعلومات تشير الى ان «أي اجتماع للاقطاب الاربعة لم يدع اليه البطريرك ولن يدعو اليه ما لم يضمن نجاحه. لا للقاءات الفاشلة بعد اليوم، وهذا بات من المسلمات لدى رأس الكنيسة المارونية».
هذا النفي القاطع لأي اجتماع رباعي مسيحي لا ينبع من يأس، بل من حرص ودراية لدى سيد الصرح. فالبطريرك، من خلال لقاءاته مع الزعماء الموارنة ونصحه لهم المكرر للنزول الى البرلمان والانتخاب، يجد نفسه عالقا بين «شاقوفين»: سندان احترامه للديموقراطية والميثاقية، وسندان مراعاته للخصوصية المارونية لدى زعامات الطائفة. وعليه «لا لقاءات رباعية مسيحية في بكركي.. حتى إشعار أو توافق آخر».
الصورة ليست قاتمة كليا في بكركي. فأجواء العيد قد تبدد بعض تشاؤم. فضلا عن ان «الضمير» الماروني يجب ألا يحمّل أكثر مما يجب. بحسب زوار البطريرك «انه من الظلم حصر المعضلة الرئاسية بالأزمة المارونية المارونية. المسألة متشعبة الى أزمة سنية وشيعية في الداخل، وصولا الى السعودية وايران والحرب في سوريا والملف النووي». ويسخر أحد الزوار من الواقع قائلا: «من المتوقع ان تأخذ نقاشات الكونغرس حيال قرار باراك اوباما فك الحصار الاميركي عن كوبا نصف قرن إضافياً، فلا نفقدن الامل في ملء الشغور الرئاسي في لبنان».
هناك أمل في بكركي، ولكن تصريح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يصب في الاتجاه السلبي نفسه. قال ميقاتي بعد لقائه البطريرك امس: «تحدثنا في مختلف الاوضاع الراهنة في لبنان والمساعي التي يقوم بها صاحب الغبطة لانتخاب رئيس جديد. أقول مساعي لأنه لا توجد مبادرة محددة بل مساع مع مختلف الاطراف، علنا او بعيدا عن الاضواء، لتسهيل انتخاب رئيس جديد. سيكون لدينا رئيس جديد للجمهورية، ولكن ليس في الايام او الاشهر المقبلة، لان المسألة ستأخد وقتا الى حين جلاء الاوضاع في المنطقة».
وعن تقييمه لحركة الموفدين الخارجيين، قال ميقاتي: «انها تندرج في اطار السعي لانتخاب رئيس جديد، ولكن شخصيا لا أعتقد ان الانتخاب سيكون سريعا».
وعن المعالجة الحكومية المطلوبة لملف العسكريين المخطوفين، قال: «على اللبنانيين ان يعوا تماما ان هذا الوطن لنا جميعا وان علينا التطلع الى هدف واحد هو مصلحة الوطن الذي يجمعنا. لسوء الحظ فإن بعض الاطراف اليوم مرتبط بالخارج وبأوامر من الخارج، وان لبنان هو جزء من هذه المنطقة. للاسف لا يمكن الحديث عن حل في لبنان فيما المنطقة تعج بالاضطرابات، والبحث جار للتوصل الى حل لقضايا المنطقة. إزاء هذا الوضع، لا يمكن ان نطلب الحلول قبل أوانها. سيكون لنا رئيس جمهورية، وبإذن الله سيبقى لبنان آمنا ومستقرا نسبيا الى حين انتخاب رئيس جديد».
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...