ADVERTISEMENT
رعى وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب حفل تخرج تلامذة ثانوية بسكنتا الرسمية في قاعة كنيسة مار يوسف في البلدة، في حضور النائبين غسان مخيبر ونبيل نقولا، ممثل النائب سامي الجميل منير معلوف، ممثل النائب إدغار معلوف ادي معلوف، قنصل بوليفيا وليد خوري، رئيس بلدية بسكنتا طانيوس غانم ومخاتير البلدة، ممثل مدير التعليم الثانوي جورج حداد، رئيس حركة المستقلون رازي الحاج، مدراء المدارس والهيئات التعليمية ولجان الاهل وفاعليات سياسية وروحية وحزبية واجتماعية وذوي الطلاب.
افتتاحا النشيد الوطني، ثم ألقت مديرة الثانوية وعد ابو حيدر كلمة ترحيبية شكرت فيها للوزير بو صعب دعمه للثانوية، وقالت:” نحن في ثانوية بسكنتا نعمل معا يدا واحدة نحو تحقيق هدف واحد وهو نجاح الطلاب وتأمين كامل مستلزمات النجاح”.
أضافت: “رؤيتنا واضحة سنؤمن تعليما ذا جودة عالية متكاملا ومرتكزا على التوازن الروحي والنفسي والمعنوي للمتعلم وعلى تعويده على البحث عن الحقيقة بذهن نقدي وبحث ليصبح مواطنا صالحا ملتزما بقضايا وطنه مدافعا عن حقوقه وطامحا الى النهوض به على جميع الاصعدة”.
غانم
وألقى رئيس البلدية كلمة أكد فيها ان “مدرسة بسكنتا الرسمية وثانويتها كسرت المفهوم التقليدي للمعارف وأثبتت للقاصي والداني ان المدرسة الرسمية قادرة على المنافسة ومؤهلة لان تضاهي أفضل الصروح العلمية”.
أضاف: “ان تجربة بسكنتا الرسمية أصبحت مثالا يحتذى به على غرار بلدية بسكنتا حيث أثبتت بما لا يرقى اليه الشك ان مؤسسات الدولة قادرة على ادارة المجتمع وتعليمه وتثقيفه بنتائج باهرة وكسرت الانطباعات السيئة حول مؤسسات الدولة”.
وأشار الى “ان المبنى الجديد للثانوية بدأ مع دولة الرئيس ميشال المر وتنطلق مرحلته الثانية مع الوزير الياس بو صعب الذي كسر مفهوم سياسة النفاق في هذا البلد نتيجة تعامل صادق وشفاف طبع العلاقة في ما بيننا”.
وختم: “ان المطلوب واحد وهو تضامن كامل حول مصلحة بسكنتا وعنوان عريض هو مصلحة بسكنتا فوق كل اعتبار، فوق الانانيات، فوق الاشخاص وفوق السياسات الرخيصة.
بو صعب
ثم ألقى الوزير بو صعب كلمة تحدث فيها عن أول تخرج لحملة الإفادات في لبنان، وقال: “في بسكنتا الابية، المعلقة على سفح صنين، تتزاحم الثقافة مع التربية، ويلتقي الأدب والشعر مع القانون ومع العلوم الطبية، ويتزايد عاما بعد عام عدد المتفوقين والشخصيات الناجحة التي ترفع إسم لبنان عاليا في الداخل والخارج. إن بسكنتا الشامخة تحاكي بلدتي العزيزة ضهور الشوير في أعلى نسبة لعدد المتعلمين والمثقفين المتخصصين في لبنان، ويتوزع هذا الوهج على دول المنطقة والعالم.
وفي هذا الإحتفال البهي الذي يجمعنا بدعوة كريمة من مديرة الثانوية السيدة وعد أبو حيدر من أجل تخريج أبنائنا طلاب الثانوية الرسمية، يحضر طيف الأديب الكبير مخايل نعيمة الذي يعطينا من عظمة مسيرته وعمق فلسفته توجهات تدفعنا إلى العمل وبذل الجهد من دون كلل، لكي نحقق النجاح ونرسم لأنفسنا مستقبلا مشرقا، كما يريد لنا أهلنا وأساتذتنا وإدارتنا، وبما يليق بتاريخ بسكنتا وعظمة أبنائها، وبما يرضي تطلعاتنا نحو الغد الأفضل”.
واضاف: “لقد سهرتم وأعطيتم النصائح والتوجيهات لأولادكم، وفرحتم لفرحهم، وبكيتم لتراجعهم، واليوم هو يوم للاعتزاز بما جنت أيديهم من نجاح وتفوق واستعداد للتخصص وبناء المستقبل، وإننا اليوم معكم لنتشارك البهجة والفرح ونهنئكم كما نهنئ المتخرجين الشباب، ونعمل من خلال موقعنا لدعم هذه الثانوية الرسمية التي يجعلها وجودها عامل استقرار للعائلات التي ترغب بتأمين العلم لأولادها هنا، فلا تضطر إلى النزوح إلى الساحل طلبا للعلم”.
وتوجه بو صعب الى الطلاب “الذين في قلبهم حسرة لان جهدهم وجهد اساتذتهم خلال السنة الماضية لم نستطيع ان نكلله بتصحيح امتحاناتهم الرسمية انما اعطوا إفادات، كنا نتأمل ألا يحصل هذا الامر وألا نصدر إفادات، ففي الماضي أصدرت إفادات في ظروف قاهرة، ظروف الحرب، ولكن هذه المرة للاسف كان بسبب تقاعس الدولة عن إعطاء الحق للمعلمين والاساتذة الذين أمضوا سنوات يطالبون فيها”.
أضاف: “الدولة وعدت ولم تف بوعدها وبقي الاساتذة ثلاث سنوات في الشارع يطالبون بحقهم، كلها اسباب جوهرية، أساسية لنسمع صرختهم، وأنا كنت الى جانبهم وما زلت وسأبقى أطالب بحقوقهم حتى آخر يوم لي في الوزارة وحتى بعد ان أترك الوزارة لانه لا يجوز ان يتقاضى الاستاذ بعد عمر طويل في النضال أجرا أقل من تلاميذه الذين يتخرجون اليوم. هذا أمر يحصل في بلد متخلف”.
وتابع: “صحيح انا اختلفت مع هيئة التنسيق حول نقطة أساسية وهذه النقطة كان سببها أنتم، هؤلاء التلامذة الذين يجب ألا يقف أحد في وجههم فهم يريدون الدخول الى الجامعات وبناء مستقبلهم. انا متفهم لمطالب الاساتذة وحاولت ان تبقى الامتحانات ورقة في أيديهم حتى تقر سلسلة الرتب والرواتب ولكن هذا يعني ان عاما كاملا سيذهب من عمرهم. انا وعدت الاساتذة انني لن أصدر إفادات وقطعت هذا الوعد لاقوي مطالبهم عند السياسيين وكثير من النواب يعرفون ان موقفنا كان داعما في المجلس النيابي لهذه المطالب المحقة ولكن الامر ليس بيدنا ولا يمكننا ان نفتح أبواب المجلس ونشرع”.
وأردف: “حاولت مع هيئة التنسيق ان نجول على المرجعيات السياسية من دون استثناء من كل الاحزاب وكل الفئات وحملت هذا الهم وسرنا به ليلا نهارا لكنهم في النهاية وصلوا الى قناعة ان لا جلسة تشريعية في القريب العاجل، حاولت إقناعهم بالذهاب الى التصحيح لان العمل النقابي لا ينتهي ويمكن الاستمرار بالمطالبة والمستقبل أمامنا، إنما من غير المسموح ان يأخذ أحد سنة كاملة من عمر الطلاب. انا حريص على حياة الطلاب، وعلى مستقبلهم وكذلك الاساتذة ولكن حصلت خلافات داخلية والخلاف الاكبر وقع عندما قال لي أحدهم ما المشكلة اذا طار عام دراسي بكامله، هنا وقع الخلاف ولو انه لمرحلة قصيرة وقلت اسمحوا لي ان اختلف معكم في هذه المرحلة لان مصلحة الطلاب هي اولوية بالنسبة الي فليدخلوا الى جامعاتهم ومن بعدها نكمل النضال من أجل السلسلة”.
وذكر بو صعب بتضحيات وقتال المؤسسة العسكرية في عرسال والتي حاربت وضحت بالدم ولم توقف عملها من اجل السلسلة.
وتطرق الى الوضع السياسي فقال: “في ظل الوضع الذي نمر به والذي تمر به المنطقة لا يمكن الا ان نكون موحدين فلا 8 و14 هناك داعش ونحن، وانا أؤكد اذا كنا نحن فان داعش هي التي ستخسر لذلك اقول لكم انه مهما اختلفنا في الآراء السياسية والمتن غني بالتنوع السياسي وكذلك بسكنتا والشوير ليست بعيدة عن هذا التنوع الايجابي ولكن في آخر النهار نحن أخوة وأولاد قرية واحدة وبلد واحد”.
وتابع: “إنها مناسبة أيها السيدات والسادة لتأكيد التزامنا بالتعليم الرسمي وبالشهادة اللبنانية وبالتألق اللبناني، وهي فرصة لتأكيد التمسك بالقيم التربوية التي قام عليها لبنان فلا نفرط بتصحيح الإمتحانات من أجل الحقوق مهما كانت المطالب محقة، بل نقوم بواجبنا التربوي حتى آخر لحظة ونحترم المواعيد التربوية والجامعية في الداخل والخارج ولا نمتنع أو نتقاعس مهما كان الثمن، بل نسير على خطى الجيش اللبناني الذي نعتبره أكبر صاحب حق في السلسلة لكنه لا يتأخر عن السهر والإستشهاد من أجل لبنان مهما بلغت التضحيات.
إن هذه الثانوية التي أنشئت سنة 1985 كفرع لثانوية بكفيا، واصبحت مستقلة سنة 1994 بجهد المدير السابق الأستاذ جورج حداد الذي يلاحق قضاياها من الوزارة، تتابع عملها برعاية مديرتها السيدة وعد أبو حيدر التي نقدرها ونثمن تعبها وتعاونها مع الأهالي والبلدية ومع الجمعيات الناشطة في المجتمع، وقد أمنا لها المختبرات، وسوف يوفر مشروع إضافة طابق على المبنى الحالي مساحة كافية للأنشطة، كما سنتابع العمل على التوسعة والملاعب بصورة تدريجية، وندعو التلامذة إلى الإلتحاق بالثانوية بعدما تم دمج القسم المتوسط فيها لتحقيق المزيد من الدعم التربوي”.
ونوه بو صعب بجهود رئيس البلدية ونواب المتن في إنماء المنطقة وقال: “عندما تسلمت مهامي قال لي الجنرال عون في العمل الإنمائي لا تفرقة، فالإنماء للجميع وليس للتيار الوطني الحر وانا أفتخر بهذه المهمة التي كلفني بها الجنرال عون”.
أضاف: “عندما دخلت الى وزارة التربية كنت أسمع عن مناطق محرومة ولكن تبين لي انه في التربية خصوصا كانت مناطقنا الاكثر حرمانا نتمنى ان نعوض ذلك في الاسابيع المقبلة قبل انتخاب رئيس جمهورية، وانا ملتزم بكل الوعود التي قطعتها اليوم خلال جولتي وسأعمل على تنفيذها”.
وتابع: “نحيي مجلس الأهل كقوة ساهرة وفاعلة معنويا وماديا، كما نحيي البلدية الداعمة والمحتضنة، ونحيي الجمعيات التي تدعم الثانوية وتقف معها في مسيرتها التربوية وفي تنفيذ الأنشطة الثقافية والإجتماعية والفنية.
إنني أكرر التهنئة للمتخرجين وأدعوهم إلى الإنطلاق نحو المستقبل، مزودين بالقيم والأخلاق والوطنية وبالثقافة والإلتزام بقضايا الوطن، ولنعمل كل يوم من أجل لبنان”.
بعد ذلك قدمت مديرة الثانوية درع الثانوية للوزير بو صعب ووزعت الشهادات على المتخرجين.
وتخلل الاحتفال كلمة للمتخرجين وعدوا فيها بالتمسك بالقيم والمبادىء التي تربوا عليها شاكرين كل من رافقهم في مسيرتهم التعليمية وزودهم بالعلم والمعرفة وحب الحياة واحترام الآخر، مؤكدين اندفاعهم نحو مستقبل أفضل لهم ولبلدهم لبنان.
كما تم عرض فيلم مصور عن الاساتذة والطب ونشاطات المدرسة وأعمالها.
وكان للوزير بو صعب قبل الاحتفال جولة في بسكنتا بدأها في مكتب التيار الوطني الحر برئاسة لويس كرم الذي ألقى كلمة ترحيبية ورد الوزير بكلمة فقال:”مكتب التيار قلب بسكنتا وقلبنا وكنا على تواصل وتعاون منذ تسلمي البلدية، ان من يعمل من خلال التيار في الوزارات وكما أرادها الجنرال تصبح متألقة لان من يعرف الجنرال يعرف ان فيه روح الثورة ويقدم السند القوي كالجبل، ان كل المواقف التي كنت اتخذها رغم المرونة الا انها كانت تنتهي بالحسم مثل ملفي الجامعة اللبنانية والامتحانات والتي تتعلق بالسلسلة وتعلمون ان تعنت هيئة التنسيق رغم اقتناعنا بمطالبها وحقوقها تمنعت عن التصحيح، لقد أخطأت الهيئة في عدم التصحيح، لقد أعطيتهم انتصارات وفقدوا ورقة الضغط. ان تكتل التغيير والاصلاح هو الى جانب مطالبهم وسيثبت المستقبل ذلك. ان الوزارة مفتوحة للتيار الوطني ولحلفائه ولكل الشعب اللبناني ونأمل الا نخيب ظنكم ومن يعمل يخطىء ويصحح”.
ثم انتقل بو صعب الى دار البلدية حيث كان في استقباله رئيسها طانيوس غانم وأعضاء المجلس البلدي.
وقال غانم: “خرجنا من سياسات الوعود والمماطلة وتمت تلبية طلبنا ونحن نعول عليك كثيرا.
بدوره قال بوصعب: “أشكر دعوتكم واستقبالكم وقد تعارفنا منذ البلدية وكنا نطالب معا النواب والوزراء بتحقيق التنمية لكننا في المسؤولية نعمل لكل الناس، لقد اعتدنا على العمل كأبناء ضيعة واحدة وكل من يستطيع العطاء في بلدته ومنطقته يجب ان يعطى كي لا يكون أنانيا، يمكن ان نختلف في الآراء السياسية لكن مصالحنا مشتركة ومن حظنا وجود فريق من المانيا أراد ان يقدم هبة لبناء مدارس.
ومن البلدية توجه بو صعب الى مدرسة مار منصور لراهبات البيزنسون التي تأسست عام 1904 وفيها أقسام مجانية متعاقدة مع وزارة التربية، وطالبت مديرة المدرسة الوزارة بتسديد مستحقات المدرسة المجانية، وشرحت معاناة الاهالي من قلة المداخيل وعدم قدرتهم على تسديد الأقساط.
كما شملت الجولة مدرسة الفرير وثانوية بسكنتا، قبل ان ينتقل الى صالة كنيسة مار يوسف للاحتفال بتخرج الطلاب.
