هل أخذ آدم في عين الاعتبار جسد حوّاء عندما وقع أسيراً في شباكها؟
جسد المرأة ورغبة الرجل إشكاليّة ما زالت تتخبّط الآراء حولها! فتيات العصر مهووسات بأجسادهنّ، ولكن ليس لإرضاء ذاتهنّ، بل لإشباع رغبات الشريك وإثارته.
فتسعى البدينة إلى اتباع الحميات الغذائية وإلى الخضوع للعمليات الجراحية لخسارة الوزن، فيما تعمد النحيلات لممارسة الرياضة لشدّ أجسادهن وجعلهن أكثر إثارة. كذلك تقضي معظمهنّ ساعات وساعات مهتمة بوجهها وجماله وتأخذ مضادات الأكسدة وتضع الماسكات للحفاظ عليه.
ولكن هل يلاقي هذا المجهود أيّ ترحيب من الرجال؟ هل تمّ جزم الأمر وتحديد نوع الجسد الذي يفضّله الرجل؟ وهل يهتم الرجال بجمال وجه المرأة أم بجسمها فقط؟
يقول “الكاذبون”: “أنا لست رجلاً يهتم بالثديين أو يكترث للمؤخرة أو بالساقين، أنا رجل يحب الوجه.”
إذ تشير دراسة جديدة إلى أن الرجال يمضون وقتاً في تأمل أجساد النساء أطول من الوقت الذي يمضونه في تأمل وجوههن.
ولا يقتصر التركيز على منطقة الجسم من الرجال وحسب بل إن النساء يفعلن ذلك ببعضهن البعض وذلك وفقاً لدراسة أجرتها جامعة نبراسكا-لينكولن. واكتشف الباحثون ذلك عبر عرض صور نساء على المشاركين في الدراسة، صور تم تعديلها لتظهر استدارات الجسم بشكل بارز أكثر.
أمضى كافة المشاركين في الدراسة بغض النظر عن جنسهم وقتاً في تأمل صور أجساد النساء أطول من ذاك الذي خصصوه لتأمل وجوههن.
كما تجعل جميع الوسائل الإعلاميّة اليوم من المرأة النحيلة رمزاً للجمال ونموذجاً للجسد المثالي ما قد يؤثّر بطريقة أو بأخرى في نظرة الرجل للمرأة ونظرة المرأة البدينة لنفسها، فتواجه صعوبات في تقبّل جسدها، ما قد يسبب لها بعض العقد النفسية.
ولكن ما الذي يثير الرجل فعلاً في الفراش؟ أليس من الضروري أن يكون الجسد الذي يمارس الجنس معه حيّاً ونابضاً، تسيطر عليه المرأة فتجعله بشخصيتها أكثر إثارة؟ أشكل الجسد فعلاً يهمّ الرجل أم الحب والرغبة يجعلانه يتقبّل الجسد الذي يقف أمامه حتّى ولو كان شكله يتعارض مع الصورة الإعلامية المثالية للجسد ومع الصورة المثالية للجسد التي كان قد رسمها لنفسه في خياله؟