من دون أدنى شك، باتت الجماعات المسلحة في جرود عرسال تعمل على تخفيض اوهامها واحلامها وطموحاتها حول الاهداف التي كانت تعمل عليها في السابق، وباتت ايضاً شروطها متناسقة مع الضربات المتتالية التي ألحقها الجيش اللبناني بها طوال الاشهر الماضية إن لجهة اقفال ممرات التسلل الى الداخل اللبناني او لناحية تدهور الاحوال المناخية ومحاصرة الثلوج مراكزها والاماكن التي تتواجد فيها بحيث بلغت درجة الحرارة عشرة تحت الصفر. وفي مقابل هذين الامرين، فإن جهوزية الجيش اللبناني باتت في اعلى درجاتها، وبالتالي وفق هذا المشهد فإن البحث من قبل هذه الجماعات الارهابية عن موطئ قدم دافئ لن يكون سهل المنال.
وتقول صادر مطلعة ان الوضع الحالي في الجرود وداخل بلدة عرسال لا يتطابق مع الايام الماضية لجهة الاملاءات التي كان يفرضها كل من «داعش» و«جبهة النصرة»، وفي المقابل فإن اهالي بلدة عرسال التي تضم مخيمات كبرى للنازحين السوريين بدأوا بالتململ في ظل ضائقة اقتصادية تفاقمت مع العواصف الاخيرة التي ضربت المنطقة بحيث بات الاهالي في موقع عدم استقبال المزيد من النازحين او المسلحين.
وتلفت هذه المصادر الى ان الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني على المعابر الرسمية وغير الشرعية اوقفت تدفق النازحين وخصوصاً المسلحين منهم لتتوافق هذه الاجراءات مع عدم رضى أهالي عرسال مما جعل المسلحين عاجزين عن شن هجوم او التلويح باحتلال مناطق لبنانية.
وتشير هذه المصادر الى ان أعين المؤسسة العسكرية باتت تطال كافة التحركات بفضل التجهيز القائم من قبل الجيش عديداً وعتاداً بحيث يتواجد على الحدود الشرقية فوجان تدعمهما ألوية المشاة والمغاوير والمجوقل، يضاف اليها الخطط الموضوعة من قبل القيادة العسكرية وآلية مستخدمة للتحرك على وجه السرعة بحيث يمكن التأكد ان لكل وحدة حاجاتها من الاعتدة والذخيرة والمؤونة وهذا ما يعطي صورة عن التكامل العسكري القائم هناك. وفي المقابل فإن قيادة الجيش اللبناني تزيد من احتياطها العسكري والجهوزية لدى هبوب اية عاصفة كي لا يتمكن الهاربون من المسلحين بافتعال اية مشكلات وان الاستنفار قائم بصورة دائمة، ويضاف الى جهوزية الجيش مساعدتها للمواطنين اللبنانيين الساكنين هناك وتلبية حاجاتهم التموينية والاستشفاء ونقل المحاصرين وهذا لم يكن ليتحقق سوى بربط الطرقات كافة ببعضها البعض حرصاً على تمكين الوحدات الداعمة بالوصول سريعاً للتكامل في ادارة اي معركة مقبلة. وباختصار، فان الجيش اللبناني لديه تصور واضح لمستقبل الصراع في المنطقة هناك وفق التالي:
1- ممنوع دخول المسلحين الى عرسال مهما كلف الامر وان حواجز الجيش تدقق بكل شاردة وواردة وتمكنت من القبض على بعض رؤوس الجماعات المسلحة وافشال مخططاتها الارهابية.
2- ان عرسال بلدة لبنانية غير محاصرة من قبل السلطات العسكرية وان الجيش يعتبر ابناءها مواطنين لبنانيين تتوجب مساعدتهم تماماً كما تساعد اية منطقة اخرى في لبنان، وان اهالي البلدة باتوا اقرب بكثير الى تفهم وجود الجيش اللبناني وحواجزه بحيث ازدادت اللحمة بين العسكريين المنتشرين على الارض وسكان المنطقة مع تفهم واضح وصريح بأن امن اللبنانيين من صلاحيات المؤسسة العسكرية اينما تواجدوا.
3- لعبت العاصفة الحالية وسوء الاحوال الجوية دورها في تقليص تحركات المسلحين الى الحد الأدنى بعدما كانوا يهددون كل يوم المناطق القريبة من الحدود اللبنانية – السورية وسوف يصل الامر بهذه الجماعات التكفيرية خلال النصف الثاني من الشهر الحالي الى حالة من عدم التوازن بفعل انعدام حراكهم صوب عرسال وتوجههم نحو القلمون السوري بعدما باتوا مقتنعين بأن معركتهم خاسرة ولا بيئة حاضنة لهم فيما بعض المناطق في الداخل السوري يمكن ان تشكل لهم ملاذاً بعد تجربتهم المرّة مع الحدود اللبنانية.
4- وينعكس هذا المشهد بدوره على مصير العسكريين المخطوفين بحيث تتدنى يومياً احلام الجماعات الارهابية بالحصول على مبتغاها وفق شروطها العالية النبرة وسوف تشهد الايام القادمة انقشاع في رؤية الحد الادنى للمطالب الجديدة خصوصا بعد صلابة الموقف العسكري على الارض وتراجع قوة هذه الجماعات بشكل دراماتيكي مع عدم اغفال امكانية بروز تفجيرات هنا أو هناك ناتجة عن إفلاس حقيقي لديهم لناحية المقايضة بين المختطفين العسكريين والارهابيين الموجودين في سجن روميه وهذا ما تلاحظه هذه المصادر من تدني الاعداد المطلوب اطلاق سراحها مقابل العسكريين رويداً رويداً وهذا ما يمكن تسجيله في خانة صمود الجيش اللبناني.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...