يجري مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار اتصالات مع أطراف سياسية ودينية لعقد
لقاء وطني جامع للدفاع عن طرابلس وأهلها.
ويهدف هذا اللقاء الى إشراك كل الطوائف في مهمة حماية المسيحيين، إضافة الى
تأكيد الاعتدال والتنوع القائم في المدينة ومحو كل الصور المشوهة لها.
وتقول مصادر مطلعة على أجواء هذه الاتصالات إن وثيقة سياسية ستصدر عن اللقاء تنص
على رفض كل أنواع التطرف والعنف والتقاتل الطائفي والمذهبي ودعم الجيش ووضع حد لكل
التوترات الأمنية في عاصمة الشمال.
وقد استهل الشعار جولاته التحضيرية للقاء بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أثنى
على جهوده واضعا كل الإمكانيات المتاحة بتصرفه لإنجاح هذا اللقاء الذي سيحضره
شخصيا، ومشددا على إبعاده عن التجاذبات السياسية.
واقتراح المفتي الشعار برأي مصدر طرابلسي مهم جدا، ولا بد من المسارعة الى عقد
هذا اللقاء قبل فوات الأوان حيث بدت المدينة في غياب أصوات الاعتدال أنها تفسح
المجال لأصوات التطرف كي تسيطر وتتوسع.
ويشير المصدر الطرابلسي الى أن الرايات السوداء التي يعتمدها «داعش» شعارا له لم
تعد حصرا في التبانة بل باتت ترفع في أحياء أخرى كشارع الحرية خلف قصر الرئيس كرامي
وفي منطقة القبة وأبي سمراء، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على واقع تمدد الحالة
«الداعشية».
ويرى المصدر أن طرابلس تعاني من أمرين خطيرين ومعظم الطرابلسيين قلقون على مصير
مدينتهم جراء هذين الأمرين:
– الأمر الأول هو مسألة النازحين السوريين الذين تسللوا الى مختلف الوظائف
والأعمال في المؤسسات الخاصة والإدارات، وتفاقم أزمة الشقق السكنية.
– الأمر الثاني أمني بامتياز وذو شقين: الشق الأول يتعلق بارتفاع منسوب السرقات
والجرائم والاعتداءات.
والشق الثاني يتعلق بالبؤرة الأمنية في التبانة التي باتت منطقة مغلقة ومحاطة
بحراسة مسلحين ملثمين تابعين لـ «أسامة منصور وشادي مولوي» قيل إنهم ينتمون الى
«جبهة النصرة» والبعض أشار الى انتمائهم الى «داعش».