يوما بعد يوم ترتفع نسبة المخاطر المحدقة بلبنان، وعملية القتل الوحشية التي نفذها تنظيم «داعش» بحق العسكريين اللبنانيين ما زالت حديث الناس، وما يمكن ان تؤول اليه التطورات في ظل ما يبث من اخبار عن عمليات تسليح تجري على قدم وساق للنازحين السوريين.
حتى الساعة ترى اوساط في طرابلس ان الاحداث الامنية المتناقلة التي شهدتها الساحة الطرابلسية بالاضافة الى جولات العنف العشرين منذ اسقاط حكومة الحريري وتشكيل الحكومة الميقاتية اشبه بنزهة امام ما ينتظر هذه المدينة خصوصا وانها تشهد اهمالا متعمدا من كافة القوى السياسية، على مختلف المستويات المعيشية والاجتماعية، وارتفاع نسبة البطالة بشكل لافت في الاحياء والشوارع الشعبية، وترك مصير معظم الشباب الى المجهول.
وترى الاوساط ان المخاوف التي ارتفعت نسبتها عند الطرابلسيين ليست وليدة اوهام انما ما يتردد عن عمليات تسليح تجري مؤخرا في المدينة، اضافة الى تسليح عنصر جديد في المدينة وهو النازح السوري، الامر الذي اقلق معظم الشرائح الطرابلسية واعتبروا ان ما يدبر ويخطط لهذه المدينة يعيدنا الى حقبة ثمانينيات القرن الماضي عندما دخل النازح الفلسطيني لاجئا ثم تحول الى مغتصب ارض بعد سيطرة الفصائل الفسلطينية بقيادة ياسر عرفات على مدينة طرابلس بقوة السلاح ولم تعرف المدينة امنا وامانا الا بعد محاربة التنظيم الفلسطيني على ايدي قوات الردع العربية وطردها من المدينة باتجاه تونس.
هذه المخاوف بدأت تترجم على الارض فعليا تضيف الاوساط من خلال بيانات تم توزيعها على ان يستكمل توزيعها على جميع مداخل المساجد والبيان يحمل توقيع « شباب طرابلس الشرفاء» وتضمن البيان «طرابلس قلعة الجيش وحصنه المنيع يطلب من السوريين مغادرة طرابلس الى الحدود الشمالية والا سيتم اجبارهم على المغادرة بالقوة لانهم تحولوا من لاجئين الى وحوش ضالة» وذلك حسب البيان الذي ألصق على ابواب مساجد طرابلس ليل اول امس.
ولحظة انتشار ما تضمنه البيان عملت وحدات الجيش والقوى الامنية على تطويق كافة مداخل المساجد ومصادرة المناشير الداعية الى طرد السوريين.
دفع البيان الرافض للوجود السوري الى اصدار بيان يحمل نفس التوقيع «ابناء طرابلس الشرفاء ـ شباب التبانة» تم التوضيح فيه على ان النازحين السوريين هم اهل للطرابلسيين وانهم لجأوا منذ بداية الثورة الى قلعة المسلمين طرابلس وان البيان الداعي لطردهم لا يمت بصلة للطرابلسيين وانهم لن يسمحوا لاحد بالتطاول على اي لاجئ سوري واعتبروا ان البيان الاول مصدره مجهول، وان اي قرار يتخذ بحق السوريين يقرره هيئة العلماء وليس مجهولين، وطالبوا بمنع توزيع البيان الاول تحت طائلة المسؤولية.
بين البيان الاول والبيان الثاني ثمة تساؤلات عن الجهة التي تتعمد زرع المخاوف والشكوك بين النازحين السوريين، وعن الجهة التي تدفع بالسوريين الى الهلاك في حال حاول هؤلاء رفع السلاح يوما في وجه من فتح لهم منازلهم واستقبلهم فيها.
وما جرى في عرسال مؤخرا تقول الاوساط من عمليات تواطؤ قام بها بعض النازحين السوريين عندما التحقوا بتكفيريي «داعش» والقتال الى جانبهم ضد الجيش اللبناني، وبعد الانتهاء من المعركة لم تجد عائلات هؤلاء الناكرين للضيافة اللبنانية الا بالرحيل والعودة من حيث اتوا، وما حدث في عرسال ليس بعيدا عن تفكير الطرابلسيين الذين يرون ان شرارة الحرب الاهلية لن يكون النازح السوري بمنأى عنها كما سبقه عليها اللاجئ الفلسطيني، ويؤكدون ان طرابلس دائما تدفع ثمن كرم اهلها وتواضعهم.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...