أن نكون في حرب معلنة ويمارس فيها المسلحون وظيفتهم القتالية، فهذا مفهوم، إم ما هو غير مفهوم أن تقوم ثلّة من الموتورين بتنفيذ هجوم “منظم” على منطقة آمنة بسبب إشكال “مراهق” فهذا أمر مستغرب.. فعلى ما يبدو انّ لعبة “كاونتر سترايك” تتحكم في نفوس البعض المريض أصلاً.
ساعة من الاشتباكات وإطلاق الرصاص العشوائي تحكمت في حياة المدنيين في منطقة الجاموس – الصفير في قلب الضاحية الجنوبية، حوّلها “مرتورو” الجناح العسكري لآل المقداد ساحة حرب حقيقة، فهم ربما أخطأوا العنوان.. “الحرب في سوريا وليست هنا، أو في إسرائيل”، يقول أحد سكان مشروع “شقائق النعمان”.
في تفاصيل ما حصل، بحسب ما علمت “الحدث نيوز” من سكان المشروع المذكور، أن إشكالاً حصل سابقاً بين مراهقين أثنين، من آل المقداد و آل نصر الدين. وعقب ذلك ظنّ السكان أنه إنتهى، حتى تفاجأوا بنحو 20 مسلحاً مدججين بالاسلحة وفي عتادهم الكامل يقتحمون الحي المذكور آخذين مواقع قتالية، وبدأوا إطلاق النار عشوائياً على منازل ومحال في الحي، أكثرها ليس تابعاً لأحد من آل “نصر الدين”.
وبحسب مصدر من الحي، فإن “الطرف الاخر كانوا عبارة عن نحو 6 شبان، اثنان منهم فقط من آل نصر الدين، كانوا يحاولون صد هجوم “جيش التحرير المقدادي” وفق ما أسماه، ببعض بنادق حربية وآخرى مخصصة للصيد، ومسدسات”.
الاشتباك الذي إستمر نحو ساعة بدأ تقريباً حوالي الساعة 11:00 صباحاً، حوّل الحي إلى ساحة معركة، حيث بدأ الاهالي يفرّون من المنازل نحو “الدرج” في كل مبنى خوفاً من الرصاص العشوائي الذي إخترق المباني، هذا عدا اللذين حُصروا في الشوارع بينما كان قسماً منهم يقوم بشراء حاجات منزلية من “الدكان” الموجود في المشروع، وآخرين حصروا في “فرن مناقش” يحمل أسم “فرن ومعجنات علاء” يملكه الشاب “علاء كرنيب”.
شاهد عيّان من الحي روى كيف أتى المسلحون وأخذوا مواقع قتالية على مداخل الأبنية، وبدأوا إطلاق النار في مشهد مؤسف ومعيب، حيث من العار ان يحصل ما حصل اليوم بسبب إشكال تافه”، حسب قوله.
وأضاف أنهم بدأوا يخاطبون بعضهم على الأجهزة اللاسلكية، ويحددون نقاط هجومهم، وبعد نحو ساعة ردّد احدهم على الجهاز قائلاً: :”المهمة إنجزت، إنسحاب”..!!! متسائلاً: “هل نحن في غزة أم في بيروت”؟
بعض الأهالي رووا أيضاً “هجوم داعش على الحي”!، حيث ظنّ البعض انّ هجوماً يحصل من قبل خلايا نائمة من (داعش) على منطقتهم ما إستدعى قيام البعض بالاتصال بحزب الله في المنطقة، الذي طمئنهم انّ الأمر هو إشكال عائلي لا اكثر”.
الاهالي مستاؤون من تأخر الجيش اللبناني بالقدوم إلى الحي، حيث تدخل الجيش بعد ساعة كاملة على الإشكال، على الرغم من وجود ثكنة عسكرية تبعد أمتاراً قليلة عن نقطة المعركة، متسائلين عن هذا التأخير. أما فيما خصّ المنزل المحترق، فقد تعرّض لقذيفة “أنريغا” اطلقت عليه بشكل مباشر ما أدى لاحتراقه، حيث تأخر الدفاع المدني بالقدوم لاخماد الحريق الذي قضى على المنزل بعد ساعة.
حالياً أجواء ترقب اسود المشروع، حيث علمت “الحدث نيوز” ان إجتماعاً عقد في “قهوة عباس” بين وجهاء من آل نصر الدين لمتابعة ما سيحصل وسط خوف من تجدد الاشتباكات لاحقاً.
ولاحقا ، قام الجيش بعملية دهم لحي المقداد في الرويس بالضاحية الجنوبية للبحث عن مفتعلي إشكال حي الجاموس ، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام .
المصدر: الحدث نيوز