بعد ان سيطرة “جبهة النصرة” على معسكر وادي الضيف مسقطة حواجزه العسكرية الاساسية، نجحت “أحرار الشام” بالسيطرة على معسكر “الحامدية” الملاصق لتكتمل سيطرة الارهابيين على هذه النقاط الحيوية التابعة للجيش السوري.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الحدث نيوز”، قسّمت الفصائل الاساسية المشاركة في المعركة عملياتها إلى عدة محاور، ففيما عملت “جبهة النصرة” في القطاع الغربي مدعومةً بخطٍ خلفي من “جند الاقصى”، إهتمّت “أحرار الشام” بالقطاع الشرقي أي معسكر الحامدية مدعمةً بخطٍ خلفي من جماعة “جند الله” وكتيبة الـ 13 تاو في الجيش الحر.
وكان الارهابيون قد بدأوا بالعملية العسكرية فجر أول من أمس الاحد بعد تمهيدٍ ناري إستمر 5 أيام متواصلة عبر دك الحواجز بقذائف المدفعية والصواريخ، ومن ثم هاجم هؤلاء حوالي 40 نقطة عسكرية على كافة جبهات المعسكريين عبر 9 محاور عسكرية تمتد على مساحة 13 كلم طول بعرض 3 كلم وهي المساحة الاجمالية للمعسكرين، وبعد نحو 24 ساعة على المعارك الاساسية، نجح هؤلاء بالوصول إلى “وادي الضيف” اولاً والسيطرة عليه، ومن ثم “الحامدية” بعد إنسحاب قوات الجيش السوري عقب الهجوم العنيف الذي شارك فيه وفق تقديرات اولية لـ “الحدث نيوز”، نحو 2300 مقاتل بينهم 800 إنغماسي.
على صعيد معركة “الحامدية” التي اتت كملحق بعد تقدم وسيطرة “جبهة النصرة” على “وادي الضيف”، نجحت “احرار الشام” بالسيطرة على الحواجز الاساسية البالغ عددها 12 حاجزاً بعد ان عادة قوات الجيش السوري الكرّة وإنسحبت منها نحو مناطق أخرى قريبة.
وعلمت “الحدث نيوز” من مصادر متابعة، ان نواة السيطرة الاولى على المعسكر الثاني كانت التقدم نحو حاجزي “المداجن” و “المطاعم” وعبرهما تمّ التغلغل بالانغماسيين المسنودين بمجاميع مسلحة قادمة من الخلف تحت تغطية نارية نحو حاجو “الدحروج” و “العبوس” و “المياه” الوقعان في محيط المعسكر واخيراً حاجز “عين قريع” الاستراتيجي الفاصل بين المعسكرين والذي تمّت مهاجمته بشكلٍ مشترك بين “النصرة” و “احرار الشام”.
وكشفت مصادر “الحدث نيوز”، ان النقطة الأبرز في الهجوم كانت السيطرة على “تل بنصرة” الذي يكشف وادي الضيف ومعسكر الحامدية بالاضافة إلى تل “السودة” الذي يكشف المعسكر بوضوح، ما اسهم بإستهداف النقاط والحواجز والكتل نارياً من على تلك التلال وخلق سيطرة نارية ضغطت على الجيش السوري الذي كان يفتقد من الليل وحتى الفجر للاسناد الناري الذي يكفل دحر المهاجمين عن حدود المعسكرات.
وكانت 8 حواجز اساسية قد سقطت في وقتٍ واحد خلال الهجوم على حواجز “وادي الضيف” ما فتح المحاور من جهة الغرب وسمح للمسلحين بمهاجمة الوادي من 9 محاور قتالية كانت بمثابة الخواصر الليّنة. ومن بين هذه الحواجز: “الفجر، الضبعان، حبوش الجديد، بناية الزبال، التمساح، النمر الامامي، الراعي، والزعلانة”.
وتأتي مشاركة التنظيمين بهذا الزخم في أوج صراع عسكري بينهما شكلت منطقة “إدلب” إحدى ركائزه، حيث شهدت مناطق عدة معارك بين الجهتين كان إحدى أسبابها عدم مشاركة “احرار الشام” بعمليات “النصرة” ضد جماعة “ثوار سوريا” التي يقودها جمال معروف الفار إلى تركية. اللافت ايضاً، كانت مشاركة سرية صغيرة في ميليشيات الجيش الحر وهي تقع تحت قيادة مغايرة لتلك الموجودة في “هيئة الاركان”، وتتمتع هذه الكتيبة بميول سلفية واضحة يطلق عليها اسم “الكتيبة 13 – تاو” مختصة بإستخدام هذه الصواريخ الامريكية الموجهة.
وعلى صعيد العمليات، أكدت حركة أحرار الشام الارهابية انها وبالتعاون مع جبهة النصرة فرضت السيطرة على ثمانية حواجز تفصل معسكري الحامدية ووادي الضيف، وأن المعارضة تمكنت من الاستيلاء على دبابتين من معسكر وادي الضيف.
وذكر المكتب الإعلامي لما تسمى “الجبهة الإسلامية” أن هدف معركة اليوم هو قطع طرق الإمداد لقوات النظام والتي تصل ريف حماة الشمالي بريف إدلب الجنوبي.
من جهتها أكدت شبكة المنارة البيضاء التابعة لجبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم “القاعدة” في سوريا، انها نسقت الهجوم مع أحرار الشام وفصائل أخرى للهجوم، مشيرة إلى أن العملية تهدف لتحرير معسكر وادي الضيف بالكامل.
وأضافت المنارة أنه تم تدمير خمس دبابات في معسكر وادي الضيف، وتدمير عربة بي إم بي شمال مدخل مبنى القيادة، وأن قوات المعارضة تتقدم باتجاه مبنى القيادة.
اما عن الخسائر، فقد إعترف المسلحون بمقتل 21 مقاتلاً من “جبهة النصرة” و 45 مقاتلاً من “احرار الشام” بينهم قياديين، بينهما قتل 6 من “جند الله” و “الاقصى” فضلاً عن مقتل 50 جندياً سورياً بينهم ضابط في القطاع الغربي “معسكر وادي الضيف” بينهم ضابط. وعلى صعيد الغنائم، تمكن المسلحون، وفق مصادرهم، من إغتنام كميات كبيرة من ترسانته العسكرية ومن العدة والعتاد والوقود توزعت على 25 آلية ثقيلة ومدفع وعلى كميةٍ كبيرة من الوقود.