يتكتم طرفا الحوار في التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بشكل شديد حول الشخصية القواتية التي تتولى برمجة واعداد اللقاء المنتظر بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والذي قيل الكثير فيه ان من حيث الشكل او المضمون، ويبدو ان الكتمان الشديد للوسيط يدفع الى الاعتقاد والاستنتاج بصورة اكيدة ان ما يجري على خط الرابية – معراب هو محاولة جدية على خلفيات قناعة اساسية بأن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين القطبين المسيحيين وبالتالي على الساحة المسيحية، وما يجزم في هذا الاطار حلاوة هذا المشهد جملة من المعطيات والاتصالات تنبئ بأن الاتي اصبح لا مناص منه، وتقول اوساط مقربة من الطرفين ان هناك ما يكفي من الاخطار القائمة بالوجود المسيحي كي يتم القفز فوق بعض المناكفات التي لا طائل منها، وبمجرد اختتام حفلة البحث عن القيادي القواتي الذي يتولى التنسيق مع التيار الوطني دون الوصول الى هويته من الطرفين تأكيد من كلا الجانبين على حسن النوايا وامكانية تلمس طريق الخلاص، هذه المشهدية تخرج من خلالها هذه الاوساط بلمسة ارتياح تجاه القادم من الايام وان لا شيء يمكن ان يعرقل هذا اللقاء اذا كان العنوان الرئيسي له: درس الواقع المسيحي بعد سلسلة من الطعنات القاتلة التي تلقاها جسمه اللين مع الاحساس بخطورة الوضع القائم في لبنان والشرق الاوسط تجاه اوضاع المسيحيين فيهما.
واعتبرت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر ان الانتخابات الرئاسية هي المدخل لحل الازمة وليس التمسك او التمترس وراء ابواب التمديد للازمات اذا كان المراد بناء الدولة والحفاظ على الجمهورية وهذه الامور يجب عدم التلطي وراء الخارج من اجل معالجتها على اعتبار ان الحل لا يمكن ان ينتظر هذا الخارج خصوصاً وان الهوامش الداخلية للعمل متوافرة وتحقق المستطاع وان التمديد للازمات سوف ينال من لبنان مقتلاً ويضرب كافة مكونات اللبننة للحل الداخلي على خلفية ان الانتظار بدوره قاتل وطويل وباستطاعة اللبنانيين الوصول الى شراكة اسلامية – مسيحية تسمح بالتوازن في السلطات، وعن الحوار بين القوات والتيار يوضح ان هناك محاولات جدية للتواصل وان كان من خلال الموقع المختلف وان امكانيات النجاح قائمة على ان تتوحد القوى المسيحية الفاعلة بمعزل عن امكانية تحالفها ويجب الجلوس معاً من اجل ان نقرأ مع بعضنا البعض المرحلة المقبلة وتداعياتها على لبنان والمسيحيين على حد سواء ودورهم فيها والخروج بحلول تكون المسألة الاساسية فيها بناء الجمهورية كما قال العماد ميشال عون، وتكشف المصادر نفسها ان المتوقع من الحوار خلق قاعدة عمل مشتركة طويلة الامد تطال كافة الامور بما فيها رئاسة الجمهورية لاننا لسنا هواة حوار من اجل الحوار فقط بل نركز على الاهمية الكبرى للتواصل وفق الواقع المعيوش التالي:
اولاً: الخطر الداهم الذي يواجهه المسيحيون وصولاً الى وجود فرصة تاريخية تشكل حالة مؤثرة ويجب استثمارها.
ثانياً: عامل الوقت ودقة المرحلة وخطورتها في غياب رؤية مشتركة مستقبلية وهذه الاخيرة ليست متوفرة انما يجب العمل عليها.
ثالثاً: ان توحد المسيحيين حول قدرهم المشترك باستطاعته تسهيل الكثير من الامور وفي مقدمها رئاسة الجمهورية وبالتالي تحقيق الشراكة الحقيقية للمرة الاولى منذ اتفاق الطائف.
رابعاً: اذا اتفق المسيحيون فيما بينهم وهو ما دعت اليه القيادات الاسلامية بخصوص رئاسة الجمهورية فان الرئيس يكون حاضراً.
من جهتها تعتبر القوات اللبنانية على لسان قيادي رفيع انها تشعر بمدى خطورة المرحلة القادمة على لبنان والمسيحيين على حد سواء وان عامل الوقت ايضاً يشكل حافزاً سلبياً لناحية قدرة المسيحيين على انتاج القدرة الذاتية لتقرير امورهم بالاتفاق مع القيادات المسيحية والاسلامية ايضاً، وان لدى قيادة القوات نوايا صافية للحوار وخصوصاً في اللقاء المرتقب مع العماد ميشال عون، ورفض القيادي نفسه الكشف عن اسم الوسيط الذي يتولى هذا الملف في تأكيد من جانبها على جدية الذهاب في هذا الحوار وان يكون منتجاً ذلك ان وضع المسيحيين في ظل عدم وجود رؤية مشتركة جامعة لا يبشر بالخير وهي ذاهبة بانفتاح لتطرح ما لديها من معطيات محلية واقليمية بشأن الوضع في لبنان وتأمل في الخروج بحد ادنى من التوافق على مسائل عديدة ومن بينها رئاسة الجمهورية وسوف تستمع ما لدى العماد عون وتوضح موقفها بكل شفافية وموضوعية، ولكن وفق هذا القيادي فان الايجابية موجودة لدى القوات اللبنانية من اجل الاتفاق على اغلاق النوافذ المؤذية لدور المسيحيين في لبنان والشرق.
هل يتأثر الحوار بمضمونه وزمانه من خلال الشركاء الاسلاميين لدى الطرفين؟
الاوساط المقربة من الطرفين ترى انهما يستشعران الخطر نفسه وفق الافق المسدود في المنطقة ولبنان وان الشعور الذاتي لدى عون وجعجع سوف يتخطى امكانية وجود اعتراض ما لدى حلفائهم المسلمين وان ما يجري يتلاقى مع الحوار الذي سيجري بين حزب الله وتيار المستقبل وان اية نقزة مسيحية لم تحصل ازاء هذا اللقاء المرتقب وبالتالي اذا كانت المسلمون يخافون من الفتنة السنية – الشيعية ويعملون على خنقها قبل حصولها فان المسيحيين يحاولون من جانبهم لملاقاة المسلمين وان الجميع سوف يكون في اجواء هذه اللقاءات مسيحية كانت ام اسلامية تمهيداً لقيام شراكة حقيقية تحقق المبتغى من العيش معاً.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...