تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، بشكل كبير ضد المسجد الأقصى وفي مدينة القدس، وأقل حدة في الضفة الغربية، في الوقت الذي لا تزال فيه ردود الفلسطينيين متباينة، ليبقى السؤال عما إذا كانت هذه الأجواء تمهّد لانتفاضة فلسطينية ثالثة، وانفجار جديد في الأرض المحتلة؟
آخر التطورات كان يوم أمس، حين أقدم مستوطنون متطرفون على إحراق مسجد قرية المغير شرق مدينة رام الله.
وقال رئيس المجلس القروي للقرية فرج النعسان، لـ«السفير»، إن المستوطنين أحرقوا المسجد بعد منتصف الليل، مشيراً إلى أن «الجيش كان يحاصر البلدة ليلاً ويغلق مداخلها، ولا يمكن للمستوطنين الدخول إليها من دون أن يكون الجيش سمح لهم».
وإضافة إلى ذلك، فقد صادقت إسرائيل أمس على بناء 200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «راموت» في القدس، وذلك وسط مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى على مدار الأسابيع الماضية، فيما تزايدت التساؤلات عما إن كان ذلك يمهّد إلى انتفاضة، ومَن المسؤول عن التصعيد؟
ويقول النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، لـ«السفير» إن إسرائيل هي الطرف الذي يرغب في التصعيد مع قرب احتمال إجراء انتخابات مبكّرة فيها. ويضيف «الأجواء في إسرائيل هي أجواء تنافس انتخابية، وعليه فإن بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان ونفتالي بينت يتنافسون حول مَن يصعّد أكثر، ومَن يطلق تصريحات متطرفة أكثر، ومَن يقتحم الأقصى أكثر».
ويرى الطيبي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الشخص المعني أكثر بالتصعيد من خلال ممارسة التحريض ضد الفلسطينيين. وقال «بسبب موقفه المتدهور داخل ائتلافه وحتى داخل حزبه الليكود، فإنه يحرّض ضد (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) أبو مازن من جهة وضد فلسطينيي الـ48 من جهة أخرى بشكل غير مسبوق».
وعما إذا كان هذا التصعيد، وفي ظل الأجواء المتوترة السائدة حالياً، يمهّد لانتفاضة ثالثة، قال الطيبي إن «التعبير والوصف ليس الأهم. هناك غضب شعبي عارم يعمّ كل شرائح المجتمع الفلسطيني، وفي المقابل هناك صلف إسرائيلي يذكر بمراحل سابقة مرت بها فلسطين».
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين إن إسرائيل، ومع احتمال اقتراب إجراء أي انتخابات، تطلق دعايتها بالدم الفلسطيني، وهو ما بدأه نتنياهو فعلاً بأوامر الاقتحام والتعزيزات العسكرية في الضفة الغربية والقدس، حيث يسعى مبكراً لكسب ثقة اليمين لإظهار أنه الرجل الأقوى القادر على حماية «أمن إسرائيل».
وأصدر نتنياهو أوامر لقوات الشرطة بتعزيز انتشارها في القدس والضفة الغربية، حيث تم نشر 100 جندي إضافي في القدس و2500 في الضفة الغربية.
ويرى خليل أن هذه التعزيزات تتوازى مع حملة مكثفة من الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس والضفة الغربية، وهو ما يولد ضغطاً إضافياً على الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال ما قد يولد انفجاراً لا تحمد عقباه. واعتبر أنه أصبح لدى الفلسطينيين، بعــد حرب غزة تحـــديداً، نشوة «البطولة» التي استمدّوها من نموذج المقاومة، و«بالـــتالي أصبح لديهم توجه نحو الرد على التصــعيد الإسرائيلي بعمليات نوعية، مثل الدهس والطعن».
وزير إسرائيلي: اتفاق الترسيم مع لبنان جيد..”الموساد” و”الجيش” يريدانه
أعرب وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن "أمله في أن يُنجز الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود...