في تطور لافت، سُجّل أمس وقوع تظاهرات ضد «الدولة الإسلامية» في محافظة دير الزور شرق سورية بعدما قُتل مدنيون بقصف للطائرات الحكومية ضد مقر لـ «الدولة» يقع في منطقة سكنية. وأوضحت مصادر حقوقية أن «دولة الخلافة» التي يقودها أبو بكر البغدادي ردت على التظاهرات المطالبة بخروجها من المناطق المأهولة بالسكان بشن حملة ترهيب ضد الأهالي تضمنت تنفيذ أول عملية صلب لمواطن من دير الزور اتهمته بـ «الكفر والردة». وجاء ذلك في وقت قُتل ما لا يقل عن 18 أجنبياً من عناصر «الدولة» (أحدهم أميركي) بقصف جوي استهدف قاعدتهم في محافظة الرقة المجاورة التي يُعتقد أن تنظيم البغدادي يتخذه مقراً لقيادته في سورية. وأكد ناشطون سوريون مساء أمس تحليق طائرات استطلاع بيضاء اللون وعلى مدى أكثر من ساعة بعد الظهر فوق مناطق في الرقة، وسط تكهنات بأن طائرات أميركية ترصد مواقع «الدولة» تمهيداً لشن غارات عليها.
ميدانياً في سورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية نفّذت أول عملية إعدام في بلدة العشارة في الريف الشرقي لدير الزور بحق رجل، وذلك بإطلاق النار عليه في البلدة ومن ثم صلبه بتهمة الكفر والردة». ونقل عن مصادر أهلية أن التنظيم «عمد إلى إعدام الرجل في البلدة كسياسة لإرهاب من يفكّر في معارضته ضمن مناطق سيطرته». وكان «المرصد» نشر أول من أمس أن مواطنين من العشارة احتجوا أمام أحد مقار تنظيم «الدولة» كان استهدفه الطيران الحربي ما أدى إلى مقتل سيدة وطفلين من أحفادها وأم وابنتيها وزوجة ابنها ورجل. وتابع أن المحتجين رشقوا المبنى بالحجارة، معترضين على تواجده في منطقة مأهولة بالمدنيين، وبالتالي تحويل هذه المنازل إلى أهداف للطيران الحربي.
وقبل حادثة العشارة بدير الزور، أعلن «المرصد» أن 18 مقاتلاً أجنبياً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينهم جهادي أميركي، قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في شرق سورية.
الحياة