تتدحرج كرة الامن المتدهور بسرعة فائقة في ظل اتساع الفجوات السياسية وغياب اي مبادرات محلية او اقليمية وحتى دولية، واذا كان التعويل على الخارج غير متوفر بفعل انشغالاته في تدوير زوايا الشرق الاوسط الجديد. وكان لافتا كلام نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حين وضع اهتمام العالم بلبنان في خانة تقاطع المصالح في غياب اي اتفاق وهنا تكمن الخطورة على الداخل اللبناني الفاقد لأي خريطة عمل او مبادرة من اجل وقف الانزلاق فقط بعيدا عن معالجة الوضع برمته.
وفيما يقول مصدر في الثامن من آذار ان السلطة اللبنانية تبدو وكأنها تتعايش مع الارهاب وتنظم اطر الاستيعاب له بدل محاربته وهي تنتظر حصول العمل الارهابي لتحاول درس الردود عليه، وفي هذا الامر مغامرة خطيرة للغاية اقله ان مسألة محاربة الارهاب في كافة دول العالم تكون الاولوية فيها للعمل الاستباقي، مع العلم ان هذا الفعل تؤديه الاجهزة الامنية العسكرية وعلى رأسها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، ولكن في الشق السياسي يضيف المصدر ثمة تباين في كيفية محاربته، وبمجرد ذكر كلمة تباين يمكن ملاحظة الدرك في انشقاق البلد عاموديا وافقيا، وفي هذه الواقعة بالذات تعطي مصادر وزارية مصطلحا يواكب الواقع القائم في البلاد حين لم تجزم ان جميع المسؤولين في لبنان غير مطلعين على ما يحصل ان كان في الداخل او الخارج وهذا كلام خطير ومسؤول في آن معا ذلك ان جهل الامور ودقة الوضع والفلتان الامني بوحي وكأن البلاد في مهب الريح وعلى حافة الهاوية واكثر ما تخشاه المصادر هو تسارع الامور الميدانية في الدول المجاورة ابتداء من اليمن وصولا الى سوريا مما يدعو الى الذهول. وان «داعش» موجودة على الاراضي اللبنانية وهكذا هي تحتل اجزاء من دول عربية تملك جيوشا كبيرة ولم تستطع وقف تقدمها حتى في ظل الغارات التي يقوم بها التحالف، فكيف سيكون الامر في لبنان خصوصا ان العمل السياسي يعاني انقساما وغيابا لرأس الدولة اللبنانية؟
واذ تتخوف المصادر من تطابق الواقع في سوريا والعراق على لبنان ترى ضرورة العمل السريع على اقتراح يقدم الى البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ويتلخص بأمرين:
– الاول: الاسراع في عقد مؤتمر مسيحي عام يتجاوب معه غبطة البطريرك لبحث التداعيات على المسيحيين في لبنان في المقام الاول.
الثاني: يليه مؤتمر مسيحي- اسلامي ولجنة مشتركة من القيادات السياسية والروحية كي تجول بشكل سريع على دول القرار لإظهار موقف لبناني موحد من قضية العيش المشترك وبقاء الكيان اللبناني في ظل غياب معلومات وخطط حول موقع لبنان وخريطته ازاء ما يعمل له الكبار من اعادة رسم خرائط الدول في الشرق الاوسط، وتشير المصادر الوزارية الى ان التنازل والتواضع في الشأن الداخلي يخففان من الآلام بشكل موضعي وليس عاما وهذا هو المطلوب في الاوقات الحالية المصيرية وتخوف من عدم التجاوب مع هذه الدعوات والاستسلام للاملاءات الخارجية وهذا ما يجعل البلاد في موضع الهلاك.
اذ ان في غياب اي بادرة منعشة للناس اقله في وحدة كلمتهم ولو بالشكل وتأمين لقمة عيشهم فإن البلاد تبدو مستسلمة للخارج حسب المصادر على ما امكن وفي ظل ضبابية وضع خريطة لبنان تتخوف هذه المصادر من انفلات الوضع الامني بشكل دراماتيكي وعاجل على الشكل التالي:
1- اصبحت لدى الاجهزة الامنية معلومات متطابقة عن نوايا القيام بهجوم من قبل «داعش» «وجبهة النصرة» وهو بمثابة هجوم مئات الاضلاع وفتح جبهات عرسال وبريتال والعرقوب في آن معا في محاولة لإنهاك الجيش على جبهات عدة دفعة واحدة.
2- حصول عمليات انتحارية في مناطق معينة في بيروت وضواحيها مع امكانية اغتيال شخصيات لها طابعها الخاص في محاولة لتأجيج الفتنة داخليا.
وتنقل هذه المصادر كلاما لرئيس الحكومة تمام سلام حول عدم معرفته حتى الساعة بمطالب خاطفي العسكريين في جرود عرسال مما يوحي ان قضيتهم طويلة ربما اكثر من احتجاز حجاج مدينة اعزاز والتي استمرت اشهرا مع العلم ان العراق كان ما زال موحدا وسوريا مقبلة على تدخل تركي في اراضيها. كل هذه الاسباب تدفع المصادر الى الاعتقاد بأن الاهتمام الاقليمي وخصوصا من قطر في ملف العسكريين دونه اولويات معرفة نتائج الحملة الدولية على «داعش» والتي لم تنتج تحجيما له بل ان العكس حاصل وهذا ما يؤرق المسؤولين في لبنان المقبلة ولكن بدل الانتظار تدعو هذه المصادر الى الحد قدر الامكان من الخسارة المقبلة وذلك من خلال «اختراع» حلول سياسية كما سبق من اجل التخفيف من الخسارة الكبرى للكيان اللبناني.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...