يقول سياسي عمل نائباً ووزيراً لسنوات طويلة ان اللبنانيين قاتلوا عبر التاريخ وقاوموا الاحتلالات وصمدوا وانتصروا، وهذا في عمق التاريخ، الى العام 2006، لكن انتصارات هذا الشعب كانت تجهضها سمسرات اهل السياسة وتجارها الذين طالما حكموا وتحكموا بالبلاد والعباد.
في الازمة عام 1975 يقول السياسي لو ترك الرئيس الشهيد رشيد كرامي الجيش ينزل ويقضي على الفتنة ويكبح جماح الفلسطينيين ويردع حينها الكتائب، ولو توافرت الجهود الوطنية من مختلف الاطراف، لمنعوا الى حد كبير، بل واوقفوا ما كان مرسوما لهذا البلد، الذي دخل بعد حادثة عين الرمانة في حرب بين الفلسطينيين والقوى المسيحية ومن ثم بين الفلسطينيين والقوى المسلمة والجميع يعلم التاريخ الاليم في هذا الشأن .
اليوم المشهد يتكرر وان بصورة اخطر واكبر يضيف السياسي، ويهدد وجود الجميع بلا استثناء، لكن المفارقة ان الطبقة الحكومية والسياسية الحاكمة المرتبطة بدول خليجية تمنع الجيش من القرار الحاسم لحسم المعركة مع مجموعات تكفيرية تذبح وتقتل ابناء اللبنانيين العسكريين.
ويتابع السياسي المخضرم،الذي عايش من خلال تجربته النيابية والوزارية والحزبية تفاصيل مثيرة عن تطورات الحرب اللبنانية فيقول، ان المشهد يتكرر هناك تيار سياسي اسمه المستقبل اول من تدخل وقبل حزب الله بالحرب السورية ومن خلاله جرى تسليح ودعم المجموعات السورية المسلحة التي تحولت في معظمها كجموعات تكفيرية اليوم وفتحت عرسال وقبلها ومعها وادي خالد للمجموعات وعوائلهم تسليحا وتجهيزا الى ان تدخل حزب الله وكانت المعركة، وحصلت التفجيرات في الضاحية وبيروت.
ورغم كل التحذيرات يقول السياسي لم ينقلب المستقبل على هذه المجموعات الى اليوم الا بالكلام، اذ طالبها بالخروج الى سوريا وظل يدعمها، ولما حصلت معركة عرسال تدخل الرئيس سعد الحريري، والسعودية من خلفه مع قيادات سياسية وامنية وتركوا المسلحين يخرجون بالجنود واستخدموا خديعة هيئة العلماء المسلمين، وترك الجيش بلا قرار واوقف المعركة بعد ان كاد يحسمها . وها هم الجنود يذبحون نحرا او اعداما او بأي شكل آخر على مرأى ومسمع هؤلاء المسؤولين دون ان يتحمل احد المسؤولية الوطنية. وحمّل ضميره دم الجنود المخطوفين او الذين تركوا يخطفون تحت نظر الجميع بعد ان خرج هذا ليقول «هم في بيتي ثم اخرجوهم من عندي»، وخرج ثان ليعلن ان لديه طريقته في تحرير اسر الجنود … من يتحمل مسؤولية هذه الدماء.
من الواضح ان الجهات التكفيرية تريد الفتنة يؤكد السياسي المخضرم من خلال عملية الذبح والقتل، مما يعني ان هناك جهات استخبارية عربية واسرائيلية تشغلها للفتنة بين المسلمين ومن ثم بين مختلف اللبنانيين، والملاحظ انه كلما تحركت الوساطة القطرية والتركية ذبح عسكري فما المقصود بهذا التزامن ومن يقف وراء هذا التوقيت؟؟؟
يشير السياسي نفسه الى ان الذي يلعب بالنار ويترك الناس تنزل الى الشارع بردات فعل خاطئة هم المسؤولون، كونهم لم يبادروا الى التعاطي بالمثل مع المجموعات التكفيرية، اذ هناك ارهابيون – تكفيريون اعترفوا بالتفجير وتجهيز السيارات والاحزمة والتمويل لماذا لا يطبق حكم الاعدام فورا بحقهم، كون التكفيريين لا يفهمون الا بلغتهم، وهؤلاء الذين اتهموا واعترفوا بعد الاتهام من جماعات «داعش» و«النصرة» واسماء كبيرة لماذا لا تستخدم الدولة اوراق قوتها التي تحدث عنها رئيس الحكومة تمام سلام، ان هناك جهات داخلية تمنعه، وهذه الجهات مدعومة من دول خليجية سنية لا يستطيع تمام سلام مخالفة رغباتها بهؤلاء التكفيريين.
اما ترك مسلسل «عشرة عبيد صغار» ساري المفعول في لبنان مع العسكريين فهذا سيؤدي الى انفجار وفتنة يؤكد السياسي المخضرم، وربما بات المطلوب هذا الانفجار المذهبي في لبنان، والا لماذا هذا السكوت الامني والعسكري والسياسي المريب عن الذبح والقتل امام الشاشات، ومن ثم جاء كمين الجيش في خراج عرسال، هل يصدق احد ان تدخل تيار المستقبل وفق المعلومات مع الجيش لفتح الطرقات الى الجرد بعد ان منع مرور شاحنات المازوت والبنزين، اذ حصلت تجمعات اعتراضية ضد الجيش في عرسال برعاية رئيس البلدية المطلوب للقضاء والذي نزل الى بيت الوسط وجلس مع رئيس الحكومة وهو المتهم بنحر العسكريين في ساحة عرسال، واخذ معه خمسة عشرة مليون دولار مساعدة بدل ان يجري توقيفه، فماذا جرى .
وفق المعلومات يكشف السياسي المشار اليه، ان تيار المستقبل تدخل على اثر التجمع العرسالي ضد الجيش ففتح الجيش الطريق وما هي الا ساعات حتى تعرّض لكمين صاروخي ادى الى استشهاد ثلاثة عسكريين. وايضا من المسؤول؟؟؟
ان المسؤول هو من تدخل لفتح الطرق الى الجرود ومن رضخ لرغبات المستقبل تماما كما حصل في معارك عرسال حيث، فتحت الطرق الآمنة لخروج المسلحين ومن ثم خروج عائلاتهم ولم يعد الجنود المختطفون، بل يذبحون امام اعين الناس .
يقول السياسي ان المشهد نفسه يتكرر، مشهد عام 1975، لكن على خطورة اكبر فهم يمنعون القرار السياسي عن عمل الجيش الطبيعي والمنطقي لحماية الوطن، ويسقطون هيبته امام اللبنانيين والعالم وهناك من يسمع لهم ولا نعرف لماذا هذا الاستماع والتراخي، هل يريدون الفوضى الامنية في لبنان وان تأخذ الناس حقها بأيديها – اي لا يريدون دورا للجيش في حسم الفتنة تماما كما فعلت ذات العقلية عام 1975، وكانوا مدعومين من نفس الدول والمحاور؟
ويقترح السياسي انه اذا ظل الحال على ما هو عليه فما على الشعب اللبناني الا التوجه ومحاصرة سجن رومية وقطع الامداد عن سجناء التكفيريين والارهابيين او اعلان الشعب اللبناني عبر الاحزاب والقوى الاضراب المفتوح والعصيان المدني الى ان يخرج احد ويقول لنا لماذا هذا السلوك المشبوه من بعض السياسيين وبعض المعنيين في هذا الامر؟
لماذا هذا الاقتراح لأن هناك قوى اعلنت بوضوح انها ستواجه هؤلاء بأي طريقة ولن تسمح لهم بالاعتداء وستواجههم، فهل اذا واجههم المواطن اللبناني في وقت ما بالسلاح والرصاص سيصبح هو المطلوب امام القضاء …. هناك اسئلة كبيرة وخطيرة ستوجه الى البعض في سدة المسؤولية وسوف يصار الى تحميل مسؤوليات وكل ما يحصل على الارض من فوضى واقفال طرقات وتهديد للابرياء السوريين يتحمل مسؤوليته من يمنع القرار السياسي عن الجيش لحسم المعركة. وكذلك الذي يتحمل المسؤولية هو صاحب القرار العسكري والامني الذي لا يستطيع ان يحمي العسكريين ويتركهم يذبحون .. الصراحة تجرح لكن هذا ما سيحصل.
ياسر الحريري