ساهمت التطورات الخطيرة التي يمر بها لبنان ولا تزال في تسريع الحركة السياسية وتكثيف وتيرة الاتصالات بين المختلفين في وجهات النظر في بعض الملفات السـاخنة والخطيرة ، ومن هنا لم يعد مستحيلاً مشاهدة التناقضات السياسية وهي تتحاور من اجل الخروج بموقف حيال قضية او ملف متفجر تقول مصادرنيابية، وهذا ما حدث في إخراج «سلسلة الرتب والرواتب» بعدما أجهض جنين «السلسلة» بتواطؤ الجميع ونفيها الى مقبرة اللجان وبتعبيد الطريق المؤدي التمديد المجلس النيابي. ولعل ما جرى في الجلسة التشريعية وعلى جانبها من لقاءات بين حزب الله والمستقبل صباح الجلسة التشريعية، وبين الحزب والنائب وليد جنبلاط في كليمنصو، مؤشر الى ان لا شيء يمر بدون اتفاق الضرورة وعندما تقتضي المصلحة الوطنية وتغلب على اي مصلحة اخرى.
واذا كان لقاء كليمنصو بين جنبلاط ورئيس كـتلة الوفاء للمقاومة ليس لقاء عابراً وهو يأتي تتمة لمسلسل الانفتاح وإعادة النظر التي يمارسها وليد جنبلاط مع حارة حريك، فان اللقاء تضيف المصادر بين وزيري المستقبل نهاد المشنوق ورشيد درباس من جهة مع النائب محمد رعد والوزير محمد فنيش من حزب الله ليس لقاء عادياً ايضاً وان كان يأتي في اطار التنسيق والتشاور في ملف عرسال، حيث تؤكد اوساط مواكبة للقاء ان ثمة اتفاقاً مبدئياً بين الطرفينلحسم الملف وايجاد حلول لموضوع النازحين وان كان التباعد في طريقة معالجة هذا الملف شاسعاً. فالمستقبل يريد نقل المخيمات الى خارج عرسال وإقامة مخيمات للنازحين لتفادي خطرهم على الجيش من جهة وبسبب احتراق قسم كبير منها من جهة اخرى، في حين يرفض ذلك حزب الله لإعتباره ان إقامة مخيمات حدودية ستزيد من تدفق المسلحين اليها واندماجهم مع عائلاتهم سيحولها الى قنابل موقوتة على ساعات التفجير الإقليمية. وفي مطلق الاحوال فان اللقاء كما تقول الاوساط يمكن وضعه في إطار اللقاءات التي تهدف الى الإرتقاء بالعلاقة الى ظروف افضل من اجل توفير المناخات الأمنية الهادئة، وهي بدون شك لم تصل بعد الى المستوى الذي بلغته علاقة وليد جنبلاط بالضاحية وهوالذي قال في اعقاب لقائه بوفد حزب الله مؤخراً ان «علاقته بالحزب خاصة وممتازة».
وإذا كان يفهم من زاوية معينة ولدى فريق في المستقبل يعتبر التلاقي مع حزب الله من الضرورات القصوى في ظل الاخطار المشتركة التي تهدد الداخل بعد غزوة عرسال وتداعياتها وفي ظل ما تشهده الساحة السنية والشيعية من تداعيات تسلل الإرهابيين الى بعض البيئات الحاضنة ، فان الانفتاح على حزب الله في نظر المتشددين في التيار الأزرق يوضع في دائرة المحظورات وعليه الكثير من الفيتوات ، فهو يؤثر في جماهيرية التيار الازرق وشعبيته ، ويعني تقديم تنازلات للحزب من دون تحقيق مكاسب . فالاقتراب من حزب الله هو الشر المطلق بالنسبة الى بعض القيادات في المستقبل مهما عصفت وهددت «داعش » و«النصرة» ومهما فتكت بالمجتمع اللبناني ، وبعض من يتسنى له الاطلاع على ما يدور في الغرف المغلقة يفــاجأ بالخـطاب المستقبلي والذي يصب دوماً في خـانة تحمــيل حزب الله مسؤولية ما يحصل على الساحة الداخلية ، وحيث لا يسع القيادات المستقبلية الاقرار بخطورة الارهاب المتسلل الى العمق اللبناني وبأن الارهاب كان سيأتي عاجلاً ام آجلاً تبعاً للتطورات والاحداث وحتى لو اجمع التحالف الدولي على ضربه وشنت طائراته الضربات على مواقع «داعش » و «النصرة» . فانصار هذا الفريق على عدائهم القاسي والذي لا حدود له للنظام السوري وحلفائه وتحفظهم قائم دائماً على مشاركة حزب الله في المعركة السورية .
اما الفريق الأقل تشدداً في المستقبل الذي يعول على التجربة المقبولة في الحكومة والمساكنة التي لم تسبب اضراراً لأحد في الحكومة ، فان هذا الفريق لا يجد عائقاً من الجلوس وتكرار اللقاءات مع حزب الله خصوصاً عندما تشتد العوائق وهذا ما حصل في أزمات الطفيل والتفجيرات في الضاحية وهجوم عرسال ، وبرأي هذا الفريق فان دخول المملكة العربية السعودية في معركة محاربة الارهاب وتأييد ضربات التحالف الدولي مؤشر للمرحلة المقبلة ، حيث لا يجوز البقاء خارج الزمن وانتظار التسويات الإقليمية وامكانية التقارب بين الدول الكبرى والتي ستكون لها تداعياتها في اي ملف وعلى اللاعبين الصغار دوماً .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...